الحركة الصهيونية

كيان يتغذّى على الكراهية وإرهاب الدولة المقونن، مثل الكيان الصهيوني، لا يمكن أن يعيش إلا في ظلّ أجواء الحروب والكوارث، ووجود الأعداء والجيوش التي تهدّده، واليوم وقد جرى تحييد كلّ جيوش العرب أو تدميرها، بدأ الإرهاب يتحوّل نحو داخل الكيان نفسه.

مثلما هناك شبه عائلي بين أفراد العائلة الواحدة، في الصفات الظاهرة وغير الظاهرة، ومثلما هناك شبه عائلي (مجازًا) بين الفنون الجميلة الخمسة وتفرّعاتها، هناك أيضًا شبه عائلي (مجازًا) بين الدول التي نشأت بالاستعمار الاستيطاني والهجرة.

توقع عزمي بشارة في كتابه "من يهودية الدولة حتى شارون: دراسة في تناقض الديمقراطية الإسرائيلية"، قبل نحو عقدين صعود اليمين المتطرف في إسرائيل وهذا ما تؤكده نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي أخيرا. هنا قراءة في نتائج هذه الانتخابات والكتاب معا.

لا يدرك الاحتلال الإسرائيلي أن نجاحاته التكتيكية ليست سوى مظاهر خادعة لفشل استراتيجي كبير، لأن الأمور تُقاس بنتائجها، وأولى هذه النتائج التي تؤكّد فشل المؤسسة الإسرائيلية، أن الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني نجح في البقاء والصمود في وطنه رغم كل القمع.

زوال إسرائيل يعني، حكمًا، زوال عروش الأنظمة العربية، خصوصًا أن مسوّغات بقائها على سدّة الحكم مستمدّة من مباركة إسرائيل وأميركا؛ لكونها تنفذ أجنداتهما في المنطقة، لذا هي عندما تدافع عن بقاء إسرائيل فكأنما تدافع عن تأبيد سلطتها على شعوبها.

للمرة الأولى يتساوى مجموع الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية مع مجموع اليهود فيها؛ فقد وصل إلى سبعة ملايين نسمة، وهو ما يساوي عدد اليهود مع زيادة طفيفة للغاية لصالح هؤلاء؛ حيث أصبحت نسبة اليهود 50.1% من مجموع من يعيشون في فلسطين التاريخية.

منذ عام ٢٠١٥، تشهد الأراضي الفلسطينية موجات متلاحقة، من المقاومة بكل أشكالها، سواء كانت عمليات فردية، أو هبّات واسعة للمقاومة الشعبية .. نحن أمام حالة انتفاضة جديدة، خصوصا وأن الأجيال الشابة فقدت الأمل بكل الحلول المطروحة ولم تعد تثق بأحد.

توفي الناشط السياسي إيلي أمينوف أخيرا، وهو أحد الموقعين على عريضة نشرت بعد احتلال إسرائيل لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة في يونيو 1967، وجاء فيها: "إن حقنا في الدفاع عن أنفسنا في مقابل الإبادة لا يمنحنا الحق في قمع الآخرين".