الانتقال الديمقراطي

قد تهدد وسائل التواصل الاجتماعي الديمقراطية، قيمة ونظاما سياسيا، على أكثر من مستوى، فهي تنشر قيم الفردانية والانعزال والذاتية من ناحية، وتؤدي إلى تعميق الانقسام وتفتيت المجتمعات وانغلاق الجماعات من ناحية أخرى.

يظهر هجوم القوات الروسية والسورية في الجنوب السوري كذبة ما تسمى مناطق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أستانة، وأن روسيا الراعي الأول لهذه الاتفاقات تخترقها بكامل قواتها وعديدها.

تلعب اللوبيات دورا متعاظما في إدارة الشأن العام في تونس. لها مصالح وأهداف قريبة وبعيدة متضاربة. ولم يعد في الوسع إخفاء علاقات بعضها بأطرافٍ إقليميةٍ ودولية. كما أصبحت بعضها يدير صراعات محلية بالوكالة، ما يهدّد السيادة الوطنية، ويمس الأمن القومي.

يتبين المتابع لتفاصيل الشأن العام في تونس أن فئة الشباب ظلت على هامش المشهد السياسي بعد الثورة، على الرغم من أنّها قوة ديمغرافية وازنة داخل الاجتماع التونسي، وتمثل 60 % من الجسم الانتخابي.

شهدت معظم قارات العالم (أوروبا والأميركتين وآسيا وإفريقيا) نماذج لبناء جيوش ديمقراطية، وهو ما يجعلنا نتمسك بأملٍ، ولو ضئيلا، في إمكانية تكرار الأمر في بلداننا العربية.

قد يكون مفيدا للقوى التي تتطلع إلى المستقبل أن تسعى إلى تجديد الأمل في تحقيق تطلعاتها إبّان ثورات الربيع العربي في 2011، من خلال إعادة النظر في الأسباب وراء استمرار نجاح التجربة التونسية، على الرغم من كل التحفظات عليها.

لتلتقط القوى المدنية الليبية الحيّة والدول الفاعلة في الشأن الليبي حدث غياب اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، لتضغط لتعيين شخصيّة مرنة في المنطقة الشرقية، تكون محلّ تأييد في الداخل والخارج، قادرةً على مدّ جسور التواصل بين شرق ليبيا وجنوبها وغربها.