من شياخة ومازة وقبلهما محرز وزيدان... كيف أثبت هؤلاء افتخارهم بجذورهم الجزائرية؟

أثبت العديد من اللاعبين الجزائريين، خاصة المنضمين حديثاً لمنتخب الخُضر والقادمين من أوروبا، ارتباطهم الوثيق ببلدهم الأصلي، رغم سنهم الصغيرة، وولادتهم ونشأتهم في القارة العجوز، على غرار مهاجم كوبنهاغن الدنماركي، أمين شياخة (18 عاماً)، الذي يقضي عطلته السنوية في مدينة قالمة، شرقي الجزائر، وقبله وسط ميدان هيرتا برلين الألماني، إبراهيم مازة (19 عاماً)، في مقاطعة الحراش، وسط البلاد، وهو الحال قبل سنوات بالنسبة لقائد "الخُضر" ونجم الأهلي السعودي، رياض محرز (33 عاماً)، بمدينة تلمسان الواقعة في أقصى الغرب الجزائري، وغيرهم من الأسماء.

وفضّل مهاجم كوبنهاغن الدنماركي، أمين شياخة قضاء عطلة نهاية السنة في مدنية قالمة الجزائرية، التي تنحدر منها أصول والده، إذ حضر، الأربعاء، بعض الفعاليات الرياضية وإحدى الدورات الكروية، إضافة إلى التقاطه صوراً مع معجبيه بكل رحابة صدر، رغم أنه انضم حديثاً لمنتخب الجزائر وتحديداً في معسكر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن هذا اللاعب لا يتردد كل مرة في إبداء افتخاره بجذوره، سواء عبر تصريحاته الإعلامية، أو حتى عبر الزيارات، التي يقوم بها إلى هذه المنطقة، كلما سنحت له الفرصة، رغم أن والدته دنماركية، بجانب أنه وُلد في هذا البلد، كما مثّل فئاته السنية، قبل أن ينضم لـ "الخُضر"، عبر تغيير جنسيته الرياضية لدى "فيفا".

وينطبق حال شياخة على نجم هيرتا برلين الألماني، إبراهيم مازة، والذي رغم المستويات الكبيرة التي يقدمها هذا الموسم مع ناديه، وكذلك الحديث القوي في وسائل الإعلام عن إمكانية انتقاله في فترة الانتقالات الشتوية الحالية لأحد الأندية المعروفة، مثل أتلتيكو مدريد الإسباني أو نيوكاسل يونايتد الإنكليزي، ورغم أنه أيضاً يُعتبر ألماني المولد من أب جزائري وأم فيتنامية، فإنه لم يتردد كذلك في قضاء عطلة نهاية السنة في منطقة الحراش، التي تعود منها أصوله، وفي زيارة سمحت له بالتعرف والاحتكاك أكثر بأهل هذه المنطقة، عبر صور تذكارية مع معجبيه، إضافة إلى مشاركته في بعض النشاطات الفنية والرياضية، مع التذكير بأنه التحق بمنتخب الخُضر قبل أسابيع قليلة فقط.

وهناك أمثلة كثيرة للاعبين جزائريين أثبتوا تعلقهم ببلدهم الأصلي قبل أمين شياخة (18 عاماً)، رغم أنهم وُلدوا وترعرعوا في أوروبا وفي أحياء من جنسيات مختلطة كذلك، وأبرزهم على الإطلاق نجم كرة الجزائرية وأحد أفضل اللاعبين في العالم خلال السنوات الماضية، رياض محرز، وبالخصوص خلال أيام مسيرته المميزة مع ليستر سيتي الإنكليزي، وفي حين أن هناك أسماء تُفضل قضاء عطلتها في أرقى وأفخم العواصم والفنادق العالمية، إلا أن هذا اللاعب لم يتردد في أن يقضي عطلة البسطاء مع أبناء منطقة بن سنوس في ولاية تلمسان، غربي الجزائر، حتى أنه لم يرفض المشاركة معهم في مقابلات كروية وسط أحياء شعبية، وبسبب ذلك كان قد تلقى انتقادات من مدربه السابق في "الثعالب"، الإيطالي كلاوديو رانييري، مع ضرورة التذكير بأن رياض محرز أثبت كذلك تعلقه بتلك المنطقة، التي تعود إليها أصول والده، ببناء مسجد للمصلين، في خطوة أثارت إعجاب وإشادة واسعة من محبيه.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

بنزيمة يفتخر بأصوله الجزائرية والإعلام الفرنسي يُعلق

ولا يقتصر الافتخار بالجذور الأصلية على اللاعبين الدوليين مع منتخب الخُضر، بل هو كذلك يشمل حتى أسماء لم تحسم في مستقبلها الدولي بعد، على غرار موهبة ليون الفرنسي، ريان شرقي، الذي يعد حالياً أحد أبرز أهداف الاتحاد الجزائري لكرة القدم، فهذا اللاعب الذي ينحدر من أب إيطالي وأم جزائرية، سبق له أن أبدى حلمه بزيارة مقاطعة بسكرة جنوب الجزائر، إذ قال في تصريحات له العام الماضي لصحيفة سو فوت الفرنسية: "ذهب جميع إخوتي تقريباً إلى الجزائر، وأود الذهاب إلى هناك يوماً ما، لأرى كيف تبدو بسكرة التي يُطلق عليها لقب بوابة الصحراء. لا أخفي أننا نحن الإخوة نميل إلى عائلة أمي أكثر من والدي، ولهذا السبب أيضاً عمقنا جذورنا الجزائرية".

ولم تتردد كذلك أسماء سبق لها أن مثلت المنتخب الفرنسي الأول في تأكيد ارتباطهم الوثيق بجذورهم الجزائرية، في مقدمتهم أسطورة كرة القدم العالمية، زين الدين زيدان، الذي كانت له في سنوات سابقة زيارة لولاية بجاية وبالضبط عام 2006، كما أنه لا يتأخر إلى غاية اليوم في القيام بأنشطة عبر جمعيته الخيرية تجاه هذه المنطقة، مثلما كان الحال خلال أزمة فيروس كورونا، وهو حال ينطبق تقريباً على المهاجم الحالي لنادي اتحاد جدة السعودي والسابق لنادي ريال مدريد، كريم بنزيمة، الذي زار الجزائر الصيف الماضي وكذلك المناطق التي تنحدر منها أصول والديه الجزائريين، مثل ولايتي تيزي وزو ووهران وأيضاً العاصمة، قبل أن يختتم ذلك بجولة إلى مركز سيدي موسى، خلال معسكره أقامه "الخُضر" في تلك الفترة، مع التأكيد أن مهاجم الحالي للنادي الملكي ومنتخب الديوك، كليان مبابي، صرحّ بدوره، الصيف الماضي، برغبته الكبيرة في زيارة ولاية بجاية، التي تنحدر منها أصول والدته الجزائرية، فايزة العماري، التي تُعتبر في الوقت نفسه وكيلة أعماله.