شهدت نتائج تشلسي الإنكليزي تراجعاً كبيراً في الأسابيع الأخيرة حيث لم يحقق التعاقد مع المدرب فرانك لامبارد الإضافة المرجوة، بعدما انقاد الفريق إلى هزائم متكررة في كل المسابقات. وبعد أن كان يُنافس على المشاركة في المسابقات الأوروبية، تغيرت أهدافه وبات يفكر في تأمين البقاء وتفادي الهبوط إثر التراجع الكبير في النتائج.
وكان لامبارد، الذي يُعتبر من أبرز اللاعبين في تاريخ النادي، يحلم بأن تكون تجربته الثانية على رأس "البلوز" موفقة، ويحقق خلالها نتائج أفضل من التجربة الأولى عندما قاد الفريق في فترة حرجة أيضا (من 2019 إلى 2021)، وكان خلالها الفريق محروماً من التعاقدات بسبب عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
لكن التجربة الجديدة تُعتبر كارثية، وقد تكون سبباً في عزوف الأندية عن التعاقد مع لامبارد في الفترة القادمة طالما أنه لم يقدر على قيادة الفريق إلى أفضل النتائج، وانقاد إلى هزائم في أهم المباريات، ما أثار استياء جماهير النادي، وخاصة أن الفريق يملك نخبة من أفضل اللاعبين في الدوري الإنكليزي.
ووضع الانتصار الأخير لنادي تشلسي في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم حداً لسلسلة سلبية انقاد إليها الفريق منذ أن تعاقد مع فرانك لامبارد، الذي قاد فريقه إلى تحقيق فوز وحيد فقط في المسابقة المحلية.
ولا يعتبر لامبارد أول مدرب يعود لمساعدة فريقه السابق فيرافقه النجاح بما أن عديد التجارب السابقة تؤكد أن المغامرة الثانية تكون أصعب من الأولى، وخاصة أن سقف الطموحات يكون مرتفعا، وهو ما حصل مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي لم يكن موفقا في تجربته الثانية مع فريق ريال مدريد الإسباني (من 2019 إلى 2021).
فخلال التجربة الأولى (من 2016 إلى 2018)، قاد زيدان فريقه إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا 3 مرّات توالياً، ليكون من بين أساطير التدريب في العالم باعتبار أنه الأول الذي يحقق مثل هذا الإنجاز، ولهذا فإن إدارة النادي الملكي سارعت للتواصل معه من أجل تجديد التجربة بهدف حصد لقب جديد يدعم خزانة النادي من الألقاب في دوري الأبطال.
لكن زيدان عجز عن الحصول على لقب جديد في دوري الأبطال، وبعد عام ونصف، قرّر الابتعاد عن ريال مدريد تلقائياً مكتفيا بحصاده السابق على الصعيد الأوروبي، وركن إلى الراحة خلال الموسمين الأخيرين.
كما فشل ماسيمو أليغري في تجربته الثانية مع نادي يوفنتوس، حيث استنجدت به إدارة النادي في صيف 2021 من أجل تعويض أندريا بيرلو، وعلى أمل أن يعيد المجد للفريق بعد سنوات حصد خلالها عديد الألقاب في الدوري الإيطالي (من 2014 إلى 2019)، كما قاد الفريق لنهائي دوري الأبطال مرّتين.
لكن يوفنتوس لم يكن قادراً على التألق في الدوري الإيطالي واحتاج إلى ما يُشبه المعجزة من أجل التأهل إلى دوري الأبطال بعد أن كان بعيدا عن أول 4 مراكز في الترتيب، وخلال بداية هذا الموسم، انسحب الفريق من صراع التنافس على الدوري سريعاً.
فمنذ بداية الموسم انقاد إلى عديد الهزائم، التي جعلت الفريق يُراهن فقط على الحصول على مركز ضمن الرباعي الأول، إضافة إلى أن يوفنتوس ودّع مسابقة دوري الأبطال منذ دور المجموعات للمرة الأولى منذ مواسم عديدة.
ولم يكن البرتغالي جوزيه مورينو موفقا عندما اختار العودة إلى تشلسي في مناسبة ثانية (من 2013 إلى 2015)، حيث كان يحلم بأن يعوض فشله على الصعيد الأوروبي من خلال قيادة الفريق إلى التألق في المسابقة الأهم.
لكن بصمة المدرب البرتغالي ظهرت فقط في الدوري الإنكليزي مثلما فعل في التجربة الأولى (من 2004 إلى 2007). أما على الصعيد الأوروبي، فإن الفريق لم يتوج باللقب الثاني في دوري الأبطال إلا بعد رحيله، حيث توج بنسخة 2021، ومن الصدف أن تشلسي يتوج بالمسابقة الأوروبية الأهم بعد أن يرحل عنه مدربه التاريخي.
ويعتبر المدرب الهولندي لويس فان غال من المدربين المحظوظين بما أنه درب نادي برشلونة الإسباني في مناسبتين، كانت الأولى (من 1997 إلى 2000) موفقة عندما توج بالدوري الإسباني مرّتين وألقاب أخرى، ولكن عند عودته ثانية (من 2009 إلى 2011) لم تكن موفقة على مستوى حصد الألقاب ولكن أيضا على مستوى الأداء الذي كانت تحلم به الجماهير التي تعودت أن تشاهد فريقها يقدم عروضاً قوية، وهذا المدرب تمتع بفرصة تدريب منتخب هولندا في مناسبتين بنتائج مختلفة.
وكانت نتائج المدرب الإيطالي مارسيلو ليبي خلال مناسبتين درب فيها فريق يوفنتوس مختلفة، ففي المرة الأولى قاد الفريق إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا عام 1996، وعديد الألقاب الأخرى في الدوري المحلي، وعاد بعدها لخوض تجربة جديد مع الفريق (من 2001 إلى 2004) فشل خلالها في التألق أوروبيا وليغادر الفريق في عام 2006.
ومن الصدف أنه انتقل لتدريب منتخب إيطاليا فقاده إلى التتويج بكأس العام في ألمانيا عام 2006 في نتيجة لم تكن متوقعة بالمرة، وبعد المونديال قرّر الانسحاب من مهامه، لكن الاتحاد الإيطالي لجأ إليه مجدداً في عام 2008 حتى يُدافع عن اللقب الذي توج به، ولكن هذه المرة تعرض ليبي إلى صدمة قوية بما أن بطل العالم غادر البطولة سريعاً منذ الدور الأول دون أن يترك أثراً، ليرحل عن منتخب إيطاليا من الباب الصغير، وخاصة أن الصدمة كانت قوية على الجماهير.