كيف ستنتهي أزمة الاتحاد الفرنسي؟ التقرير الرقابي كلمة السر

12 يناير 2023
التصريحات ضد زيدان ورطت رئيس الاتحاد (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

مثلت أزمة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، حدثاً بارزاً في فرنسا، هيمن على نشرات الأخبار الرئيسية في مختلف القنوات، بالنظر إلى أبعاد الأزمات التي شهدها وما تمثله من تأثير في منتخب فرنسا، وكذلك في نجوم كرة القدم العالمية، مثل كيليان مبابي، أو ملوك التدريب، كزين الدين زيدان وديديه ديشان.

وجاء قرار الرئيس الحالي، نويل لوغريت، بتعليق مهامه وتفويض كل صلاحياته إلى نائبه الأول، ليرفع الحرج عن أعضاء الاتحاد، بعد الضغط الإعلامي الكبير، والغضب الشعبي نتيجة تصريحاته التي هاجم من خلالها زيدان.

وهذا القرار ليس إلا خطوة أولى من أجل تسوية نهائية، لأنّ لوغريت طلب تلقائياً التنحي مؤقتاً، في انتظار نتائج التدقيق المالي الذي تقوم به وزارة الرياضة، التي لها بعض التحفظات، لم ترتقِ بعد إلى مرتبة التهمة الثابتة على تصرفات لوغريت في الأشهر الماضية.

وسيكون التقرير النهائي الذي سترفعه اللجنة الرقابية في موعد غير محدد حتى الآن، حاسماً لتحديد مصير لوغريت، فرغم أنه ما انفك يؤكد سلامة موقفه القانوني، إلا أن ذلك مرتبط بما ستفرزه التحقيقات وعملية التدقيق، وطبعاً إن ثُبوت سلامة موقفه سيضمن له إنهاء مدته النيابية إلى 2024. وقد علّق لوغريت مهامه، إلى حين صدور نتائج التقرير النهائي، ما يعني أنه ينوي بعدها استعادة صلاحياته.

ورغم ذلك، لن يكون من السهل على لوغريت مواصلة مهامه، وسط الغضب الشعبي الكبير، وكذلك المواقف الرسمية الرافضة لوجوده على رأس أكبر اتحاد فرنسي، وخاصة وزيرة الرياضة الفرنسية إميلي أوديا-كاستيرا، التي تبدو في قطيعة كاملة مع لوغريت، وهو ما يُوحي بأيام صعبة تنتظر رئيس غنغون سابقاً.

فالشهادات المتتالية التي توجه تهماً صريحة إلى رئيس الاتحاد بخصوص بعض الممارسات غير الأخلاقية، ستجعله منبوذاً وستدفع المقربين منه إلى تحفيزه على الاستقالة التلقائية بدل أن يُسبب إحراجاً إضافياً للاعبين، خاصة بعد تصريحات مبابي الذي ساند زيدان، والجميع يعلم وزن مبابي في منتخب فرنسا، وكذلك الخلاف الأخير الذي نشب بينه وبين الاتحاد قبل كأس العالم في قطر.

وستكون نتائج التقرير حاسمة، فإما أن يكون لوغريت في موقف قوة قانونياً، ولكنه ضعيف من الناحية الأخلاقية، أو أنّه سيجد نفساً مُورطاً وملاحقاً قضائياً، وبالتالي سيُجبر على الاستقالة، ولهذا فإن مستقبل الاتحاد مرتبط بنتائج التقرير الرقابي.

المساهمون