غضب بلماضي الزائد.. شخصية مدرب أم عقدة إيكامبي؟

20 يناير 2024
بلماضي أمام تحدٍ كبير في هذا النسخة من "الكان" (كينزو تريبويلارد/فرانس برس)
+ الخط -

عاش مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي مرحلة متباينة في مسيرته مع "الخضر"، فإن كانت المرحلة الأولى ناجحة بعد أن قاد "محاربي الصحراء" لتحقيق تتويج تاريخي بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2019، إلا أنّ الفترة الثانية يمكن اعتبارها كارثية، عطفاً على فشله في تحقيق الأهداف الموضوعة، أبرزها الخروج من الدور الأول من النسخة السابقة للبطولة القارية بالكاميرون، ثم الإخفاق في الوصول لنهائيات كأس العالم 2022 التي احتضتنها قطر.

وجاءت مباراة أنغولا الأولى للمنتخب الجزائري في كأس أمم أفريقيا الجارية في ساحل العاج، لتؤكد أن الصعوبات تواصل ملاحقة بلماضي مع "الخضر"، وهذا قبل ملاقاة بوركينا فاسو، السبت، ضمن الجولة الثانية من المنافسة، والتي قد تُحدد مصيره على رأس الجهاز الفني لـ"المحاربين"، كون الجماهير الجزائرية أمست غير مستعدة لتجرع سيناريو كارثي آخر.

غضب زائد

هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن بلماضي يُعاني من ضغوطات كبيرة أثرت على مسيرته في المنتخب الجزائري، رغم أن النتائج رقمياً تبقى إيجابية جداً، فعلى سبيل المثال "الخضر" لم ينهزم تحت قيادته منذ أكثر من سنة، مع انتصارات متتالية خارج الديار.

لكن الكثير من المتابعين يلاحظون أنّ بلماضي يُعاني من غضب زائد على خط التماس، الذي ربما أصبح له انعكاس سلبي على لاعبيه، فعل سبيل المثال وخلال مباراة أنغولا الأخيرة، أظهر غضباً عارماً على لاعبه يوسف عطال، بسبب قيام اللاعب بتسديدة بعيدة بعد استرجاعه للكرة من لاعب المنافس، رغم أنها كانت في الشوط الأول و"الخضر" متفوقون بهدف نظيف.

وقبل ذلك كان بلماضي قد تعرض لانتقادات بسبب رد فعله المبالغ فيه على خط التماس ضد لاعبيه، خاصة بعد التتويج بنسخة مصر، لكنه فاجأ الجماهير الجزائرية بتصرفاته من مقاعد البدلاء ضد لاعبيه في الدورة التي تلتها في الكاميرون، ما طرح العديد من التساؤلات حول سبب ذلك، وإن كان المدرب السابق لمنتخب قطر لم يعد يستطع تحمل الضغوطات المفروضة عليه.

اشتباكات مع اللاعبين

رغم أن بلماضي معروف عنه ومنذ كان لاعباً بأنه يملك شخصية صعبة المراس كونه يرفض دائماً الخسارة حتى في المباريات التي يلعبها في الدورات الودية، بقي الحال كما هو بالنسبة له كمدرب لأنه يعشق الفوز ورفع التحديات وكذلك يرفض التدخل في عمله، إلا أن الأكيد أن هناك تغييراً حاداً حدث في شخصيته وجعله أكثر غضباً.

وزادت الضغوطات أكثر على بلماضي بعد الإقصاء الدراماتيكي للمنتخب الجزائري من التأهل لكأس العالم 2022 أمام الكاميرون، حيث تلقت شباك "الخضر" هدفاً قاتلاً من المهاجم كارل توكو إيكامبي، قضى به على أحلام المشاركة الأولى في العرس العالمي بالنسبة لهذا المدرب الذي لم يسبق له أن شارك في هذه المسابقة كلاعب.

وبعد الإقصاء أمام الكاميرون تعرض بلماضي لمشاكل أخرى تؤكد الضغوطات الكبيرة التي يعيشها، على غرار دخوله في اشتباك على خط التماس مع النجم التونسي علي العابدي، خلال اللقاء الودي الذي جمع "الخضر" بمنتخب "نسور قرطاج" شهر يونيو/ حزيران الماضي، ثم تكرر نفس الأمر مع لاعبه سعيد بن رحمة، حيث قام المدرب الجزائري بمسك لاعب ويستهام يونايتد الإنكليزي من القميص ودفعه، بعد أن رفض الأخير مصافحته غضباً من التبديل في لقاء مصر الودي الذي لعب في الإمارات في  أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المساهمون