شرفتونا يا أبطال

06 اغسطس 2024
منتخبا مصر والمغرب قدما مستوى مميزاً في الأولمبياد (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حضور عربي وأفريقي في نصف نهائي كرة القدم**: تأهل منتخبا المغرب ومصر للمنافسة على الميدالية البرونزية بعد خسارتهما أمام إسبانيا وفرنسا.
- **أداء مميز لمنتخب مصر الأولمبي**: بقيادة روجيريو ميكالي، تصدر المنتخب مجموعته وتأهل لنصف النهائي رغم التحديات، بفضل خبرات اللاعبين فوق السن واستراتيجية دفاعية قوية.
- **إنجازات عربية في الألعاب الفردية**: البطلة الجزائرية كيليا نمور حققت ذهبية الجمباز، مما يعزز الأمل في تحقيق المزيد من الميداليات النسائية العربية.

تستمر المتعة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، إذ تستقطب الأنظار لمتابعة المنافسات المختلفة لشرف رفع الأعلام وإهداء الشعوب والأوطان الانتصارات والميداليات.

عاشت كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم العربي، لحظات تاريخية من الإثارة والتشويق والدراما، كنّا قريبين فيها من التتويج التاريخي بالميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم للرجال بحضور عربي وأفريقي لأول مرة في نصف النهائي ممثلاً بمنتخبي المغرب بطل أمم أفريقيا تحت 23 عاماً ووصيفه المنتخب المصري، ليكتفي المنتخبان باللعب على الميدالية البرونزية الخميس في الثامن أغسطس/آب بمدينة نانت، في حين تلعب فرنسا وإسبانيا على الذهب الجمعة في التاسع من أغسطس بملعب حديقة الأمراء في باريس، بعد خسارة المغرب أمام إسبانيا 1-2 بمرسيليا، وخسارة مصر أمام فرنسا 1-3 بعد وقت إضافي.

منتخب المغرب الأولمبي بقيادة طارق السكتيوي ومصطفى حجي أبهر الجميع بتصدره مجموعته بعد أن فاز 2-1 أمام الأرجنتين، ثم 1-2 أمام أوكرانيا، و3-0 أمام العراق، وفي ربع النهائي 4-0 أمام الولايات المتحدة الأميركية، ليخسر بعدها 1-2 في نصف النهائي أمام إسبانيا بالوقت القاتل بهدف خوان لو سانشيز في الدقيقة 85. منتخب المغرب قدم أجمل العروض، وأضاع فرصة ذهبية للوصول إلى الذهب والفضة، بحضور مجموعة مميزة من المخضرمين، على غرار أشرف حكيمي وسفيان رحيمي الهداف بستة أهداف، والحارس منير المحمدي، والمواهب الأخرى مثل إلياس أخوماش، بلال الخنوس، عبد الصمد الزلزولي، وأمير ريتشاردسون، وإلياس بن صغير.

منتخب أشبال الأطلس أضاع فرصة ذهبية رغم توفّر جيل ذهبي يستحق التتويج بالذهب لولا تفاصيل دقيقة أمام إسبانيا التي سجلت في اللحظات القاتلة هدف الفوز 2-1، وتأهلت من ثم إلى النهائي. منتخبٌ أمتعنا بكرة هجومية ممتعة ومهارات ومواهب على مدار البطولة. منتخب مصر الأولمبي فاق التوقعات بما حققه في مشوار البطولة بعدما كان تخطي مرحلة المجموعات أقصى الطموحات. تصدّر مجموعته بأداء تطور خلال البطولة فتعادل 0-0 أمام الدومينكان، 1-0 أمام أوزبكستان، 2-1 أمام إسبانيا، وتخطى باراغواي في ربع النهائي بعد التعادل 1-1 بركلات الترجيح 5-4، ثم خسر أمام فرنسا، البلد المنظم والمنتخب القوي، 1-3 في نصف النهائي بالوقت الإضافي متأثراً بطرد المدافع عمر فايد في الدقيقة الثانية من الشوط الإضافي الأول.

منتخب الفراعنة تخطى الصعاب وتحدى العديد من المعوقات، وفشل اتحاد كرة القدم بتقديم الدعم للمدير الفني  البرازيلي روجيريو ميكالي، أولاً في قضية لاعبين أو ثلاثة فوق السن القانونية، فاعتذر النجوم محمد صلاح، محمود تريزغيه، وعمر مرموش ومصطفى محمد، وثانياً برفض أندية الدوري المصري انضمام لاعبيها في الوقت عينه، وبالتالي يُحسب لميكالي تقديم هذه النتائج وتخطي الصعاب بأدوارٍ مميزة لخبرات محمد النني وأحمد مصطفى زيزو كلاعبين فوق السن، ليكون منتخباً ذا شخصية بانضباط واستراتيجية دفاعية، وصلابة واستغلال للمرتدات والفرص الهجومية بجهد بدني خارق، وإصرار وروح عوضا بعض النواقص الفنية والمهارية، وهو ما يحسب لميكالي صاحب الذهبية مع البرازيل في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ليكتسب احترام الجميع بهذا الجيل، بما تقدم، إذ لم يبخل أي منهم بالجهد والعرق بداية من الحارس المتألق حمزة علاء، وأحمد عيد، وأحمد نبيل كوكا، وحسام عبد المجيد، ومحمد شحاتة، ومحمود صابر، وأسامة فيصل والموهوب إبراهيم عادل.

لحظاتٌ من الفرح لا تنسى للبطلة الجزائرية كيليا نمور بالتتويج بالذهبية في لعبة الجمباز على جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات؛ وكانت رفضتها فرنسا للإصابة في الركبة لتحقق المجد للجزائر موطن والدها، وتنضمّ إلى كوكبة إنجازات السيدات على غرار المغربية نوال المتوكل، التي حصدت أول ميدالية ذهبية للسيدات في تاريخ العرب بلوس أنجليس 1984، في سباق 400 متر حواجز، وكذلك مواطنتها الجزائرية حسيبة بولمرقة الفائزة بـ1500 متر عدو في برشلونة 1992، وصولاً إلى السورية غادة شعاع المتوجة بذهبية السُّباعي في (هيبتلون) بأتلانتا 1996. تحية للأبطال وخالص الدعوات بمزيد من الميداليات والتتويجات والأفراح والليالي الملاح.

المساهمون