ريال مدريد ومانشستر سيتي.. قمة الأبطال الأولى

09 مايو 2023
مواجهة منتظرة بين غوارديولا وأنشيلوتي (خوسيه بريتون/Getty)
+ الخط -

تنطلق أولى مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، على ملعب "سانتياغو برنابيو"، حين يواجه ريال مدريد الإسباني نظيره مانشستر سيتي الإنكليزي في مباراة منتظرة، تحمل في طيّاتها الكثير من الترقب والذكريات كذلك.

ريال مدريد وبطولته المفضلة

باتت مسابقة دوري الأبطال "ماركة" مسجلة باسم ريال مدريد، هي البطولة التي هيمن عليها في السنوات الأخيرة بشكلٍ واضح وملحوظ، حيث وصل إلى الرقم 14 بعدما قاده إليها مدربان هما الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي الإيطالي (صاحب لقبين) مع "الميرنغي" حتى اللحظة، إضافة للفرنسي زين الدين زيدان، الذي توج بـ3 ألقاب متتالية دخل من خلالها كتب التاريخ الكروي (2016/2017/2018).

يعرف الريال جيداً كيف ينتصر في الأدوار الإقصائية مهما كان اسم الخصم، ويعلم المدرب الإسباني بيب غوارديولا ذلك جيداً، فقد ذاق اللوعة في العام الماضي، حين كان قريباً مع فريقه من التأهل للنهائي لكن "الملكي" فاجأ الجميع وعاد من بعيد ليبلغ اللقاء الختامي، ويحقق اللقب على حساب ليفربول الإنكليزي.

يمتلك ريال مدريد قدرات خارقة للعادة لتحقيق الانتصار، على رأسها الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو، الأول تحديداً قادرٌ على صناعة الفارق في أي لحظة، صاحب إمكانيات فردية هائلة، مراوغٌ من الطراز الرفيع، ويمكنه كسر أي صلابة دفاعية وهذا ما أظهره بشكل واضح في الموسم الماضي والحالي، أما اللاعب الثاني فلا يمكن نسيان تأثيره الواضح على نتيجة الريال أمام السيتي خلال نسخة 2021-2022.

لدى الريال أسلحة ثابتة منذ سنوات اعتادت على خوض مثل هذه البطولات والمواعيد الكبرى، طبعاً النجم الفرنسي كريم بنزيمة قائد الفريق واحد منهم إلى جانب الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس والأوروغوياني فريدريكو فالفيردي، إضافة للعديد من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا صوابية التعاقد معهم أمثال الفرنسيين أوريلين تشاوميني وإدواردو كامافينغا، وختاماً لا يمكن إلا الحديث عن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، السد الذي يحمي الريال مراراً وتكراراً.

يريد "الميرنغي" لقباً جديداً بعد أيام من تحقيق بطولة كأس الملك عقب الفوز على أوساسونا في النهائي، وهو الذي كان قد أطاح ببرشلونة من نصف النهائي بعد مباراتين مثيرتين ذهاباً وإياباً، لكنه فقد لقب "الليغا" لصالح الأخير، بالتالي سيكون دوري الأبطال انتصاراً جديداً للفريق واللاعبين والإدارة وكذلك أنشيلوتي. ويغيب عن الريال المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو فقط، وهو سيسعى لتحقيق الانتصار في "برنابيو" لأنّ المهمة ستكون في العودة صعبة على ملعب "الاتحاد" في مدينة مانشستر.

السيتي بقيادة هالاند

يزور مانشستر سيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا والمهاجم النرويجي إرلينغ هالاند العاصمة الإسبانية لوضع قدمٍ أولى في النهائي والاقتراب من الحلم المنشود وهو حصد اللقب الأول في الأبطال، إضافة إلى إمكانية تحقيق ثلاثية تاريخية للنادي، بما أنّه قادرٌ على خطف لقب "البريميرليغ"، وكذلك كأس الاتحاد الإنكليزي.

السيتي لديه هو الآخر جميع المقومات للوصول إلى النهائي، أسلحته القادرة على صناعة الفارق متعددة، فالألماني إلكاي غوندوغان يعيش فترة مميزة بمسيرته وكذلك الجزائري رياض محرز والبرتغالي برناردو سيلفا والحارس البرازيلي  إدريسون، لكن من دون شك يبقى هالاند العلامة الفارقة هذا الموسم.

هالاند لا يتوقف عن كسر الأرقام القياسية وإحراز الأهداف في كل مباراة، فقد أحرز اللاعب النرويجي 12 هدفاً في "التشامبيونز" حتى الآن، وبات على مسافة خمسة أهداف من الوصول لرقم كريستيانو رونالدو مع مدريد قبل تسعة مواسم، ويمكنه عبور نجم "الميرنغي" السابق، لا سيما أنّ لديه 3 مباريات متبقية هذا الموسم.

وبات النرويجي أصغر لاعب يحرز 35 هدفاً في دوري الأبطال وعمره 22 عاما و272 يوماً، على مدار 27 مباراة، وهو سيكون مصدر الخطورة الأكبر على الفريق الإسباني، وسيحاول بيب الاستفادة من اللاعب بأكبر قدر ممكن في المواجهة الثأرية التي لم يكن فيها الموسم الماضي، بحكم أنّه كان لاعباً في بوروسيا دورتموند الألماني.

ومن المتوقع أن تشهد قمة السيتي والريال غياب اللاعب الهولندي ناثان آكي، فيما يبقى مصير البلجيكي كيفن دي بروين حتى اللحظة غير مؤكد، وهو الذي يعتبر واحداً من أهم أسباب تفوق فريقه، من خلال تمريراته الحاسمة لهالاند وكذلك رؤيته المميزة للملعب وقدرته على إضفاء قوة كبيرة في خط الوسط.

السيتي يخوض نصف النهائي الثالث له، وهو وصيف البطولة قبل عامين حين خسر أمام تشلسي الإنكليزي في النهائي، في حين أنّ غوارديولا يعرف جيداً ملعب "سانتياغو برنابيو"، الذي زاره في العديد من المناسبات خاصة حين كان مع برشلونة الإسباني قبل تركه والرحيل إلى بايرن ميونخ الألماني ثم السيتي.

المساهمون