- جازف اليعقوبي بتغيير التشكيلة، مستبعداً لاعبين بارزين مثل يوسف المساكني، ومنح الفرصة لأسماء جديدة، مما أدى لتحسين الأداء الهجومي وتحقيق فوز مهم رغم النقص العددي.
- لعب علي العابدي دوراً حاسماً بتسجيله هدف الفوز في الوقت البديل، مؤكداً أهميته في الفريق بفضل مساهماته الهجومية والدفاعية.
كسب مدرب منتخب تونس لكرة القدم، قيس اليعقوبي (58 عاماً)، تحدياً مهماً، بعد أن قاد "نسور قرطاج" إلى التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا، المغرب 2025، إثر الانتصار على مدغشقر بنتيجة (3ـ2)، في الجولة الخامسة، ومِن ثمّ ضمن منتخب تونس الوصول إلى النهائيات للمرة الـ17 توالياً، في تأكيد لرقمه القياسي السابق.
وتولى اليعقوبي تدريب منتخب تونس، خلفاً لفوزي البنزرتي، الذي استقال من منصبه، إذ منحت هيئة التسوية، التي تقود الاتحاد التونسي، الفرصة لليعقوبي، الذي كان يعمل مساعداً للبنزرتي في بداية التصفيات، وذلك بعدما فشل النسور في الفوز، خلال آخر مواجهتين.
وجازف اليعقوبي كثيراً، بعدما تخلّى عن بعض الأسماء، التي تملك سجلاً كبيراً في منتخب تونس، ولكن غابت إضافتها في المباريات الأخيرة، وبخاصة يوسف المساكني، كذلك قام باختيارات قوية عبر منح الفرصة لأسماء جديدة لم يسبق لها اللعب دولياً، مثل حازم المستوري وربيع الحمري وإدريس الميزوني، وأعاد لاعبين ابتعدوا عن المنتخب في الأشهر الماضية، في خطوة قوية من قِبله، خصوصاً أن مصير التأهل لم يُحسم رسمياً، ومنتخب تونس كان مهدداً بالفشل في التأهل.
وتابع اليعقوبي المجازفة، نظراً لأنه اختار تشكيلة بتركيبة هجومية جديدة، ولكنه كسب كل التحديات، بما أن المنتخب التونسي أنهى مشكل الضعف الهجومي، وسجل للمرة الأولى ثلاثة أهداف في لقاء واحد في هذا العام، كذلك فإنّ أداء معظم العناصر، التي راهن عليها، قدمت مستويات مقنعة. وللمرة الأولى في عام 2024، ظهر منتخب تونس بمستوى جيد، قياساً بالمباريات السابقة، خصوصاً أن الفوز تحقق ومنتخب تونس كان منقوصا عددياً، وخلال نهاية الشوط الأول، اتخذ اليعقوبي قراراً قوياً باستبدال الحارس أمان الله مميش، بعد الأخطاء التي ارتكبها، كذلك فإن التغييرات الأخرى التي قام بها أعطت دفعاً قوياً لمنتخب تونس، وبالتالي فقد كسب اليعقوبي كل التحديات، وأثبت أنه كان يستحق هذه الفرصة، بعد التعديلات التي قام بها، والتي تجلت على الروح المعنوية للمنتخب الذي لعب بعقلية انتصارية.
ولعب المدافع علي العابدي دور المنقذ مجدداً في منتخب بلاده، ونقل نجاحه مع فريق نيس الفرنسي، إلى نسور قرطاج، عندما خطف هدف الانتصار في الوقت البديل، ولكنه أيضاً كان وراء عملية الهدف الأول، وكان قريباً من التهديف، لولا العارضة التي حرمته التسجيل، وهو اللاعب الأهم حالياً في منتخب تونس، إذ ترك غيابه عن المباريات الأخيرة فراغاً، ذلك أنه لا يكتفي بالدور الدفاعي فقط، بل يساهم في الأهداف، إذ إنه هدّاف تونس في التصفيات.
وقد شهد أداء العابدي تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، ونجح في أن يُصبح اللاعب الأساسي في منتخب تونس على حساب علي معلول، والآن بات رقماً مهماً للغاية في نجاحات "نسور قرطاج"، خصوصاً أنه يتميز بروحه المعنوية العالية، التي ساعدته كثيراً في العديد من المناسبات.