تواصل خديجة المرضي، كتابة التاريخ في عالم الملاكمة، وذلك إثر تتويجها، الأحد، بلقب بطولة العالم للملاكمة فئة السيدات، في نسخة نيودلهي الهندية 2023، لتصبح أول ملاكمة مغربية وعربية وأفريقية تفوز باللقب العالمي لوزن أكثر من 81 كيلوغراماً.
وجاء تتويج الملاكمة المغربية، من مواليد 1 فبراير/شباط 1991 في الدار البيضاء، بالميدالية الذهبية، إثر فوزها على الكازاخستانية كونغيباييفا لازات، لتدخل إثر هذا الإنجاز عالم الشهرة، وتسجل اسمها بأحرف من ذهب.
وإذا كانت البطلة خديجة المرضي بلغت المجد والشهرة ورفعت أسهم الملاكمة النسائية عربياً وأفريقياً، كما ضمنت استمرار تألق الرياضة المغربية، إلا أن قصتها تختلف عن بقية زميلاتها الملاكمات والملاكمين، فهي مارست هذه الرياضة منذ صغرها رغم الفقر، وصعوبة مواصلة التدريبات بسبب التقاليد وضغط العائلة.
ولم تكن هذه البطلة لتبلغ ما وصلت إليه، لولا دعم والدتها الراحلة في بداية مسارها، وتفهّم زوجها، الذي قدم لها يد العون، حتى تتوج بطلة للعالم.
وكادت خديجة المرضي أن تعلق قفازيها نهائياً قبل حوالي 8 سنوات عندما توفيت والدتها، وهي تشجع ابنتها في قاعة الملاكمة في مراكش، إثر نوبة قلبية مفاجئة.
أصيبت هذه البطلة بصدمة قوية لحظة اكتشاف أن والدتها التي كانت في القاعة رحلت إلى الأبد، مباشرة بعد خروجها من الحلبة فائزة في إحدى نزالات كأس محمد السادس للملاكمة.
انهارت البطلة المرضي لدى سماع خبر وفاة والدتها، وكادت تصاب بالجنون لحظة اكتشاف أن السبب الحقيقي تعرّض والدتها لنوبة، نتيجة فرحتها الزائدة بفوز ابنتها.
ففي الوقت الذي شكل فيه رحيل الأم المفاجئ ضربة موجعة للملاكمة خديجة المرضي، ومعها أسرتها، قررت هذه البطلة متابعة المشاركة في المنافسات في خطوة شجاعة أدهشت منظمي التظاهرة العالمية، لتخوض نصف النهائي في اليوم التالي، في لقاء مثير حشدت فيه تعاطف الجماهير، قبل أن تتوج باللقب لتهديه إلى روح والدتها، وتعلن أنها ستحقق المزيد من الألقاب لأجلها.
وتُمني البطلة المرضي النفس بالتتويج بميدالية في الألعاب الأولمبية، وكانت قريبة من ذلك في أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016، وستُركز على تحقيق ميدالية في أولمبياد باريس 2024 القادمة.