المدينة الرياضية في حلب.. هكذا حوّلها نظام الأسد إلى ثكنة عسكرية

حلب
إبراهيم خطيب
إبراهيم خطيب
إبراهيم خطيب صحافي سوري اشتغل مع عدد من الوكالات والقنوات العالمية.
16 ديسمبر 2024
64646
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحولت المدينة الرياضية في حلب، التي افتتحت عام 2007، إلى ثكنة عسكرية بعد الثورة السورية عام 2011، حيث استخدمها جيش الأسد كنقطة انطلاق لعملياته العسكرية ضد المدنيين، مما أدى إلى نزوح السكان وهروبهم بحثاً عن الأمان.

- بين عامي 2013 و2016، تمركز جيش الأسد في المدينة الرياضية، وقصف الأحياء السكنية، واستعان بالشبيحة للقيام بعمليات سلب ونهب، مما حول المنطقة إلى مركز للتحقيقات والاعتقالات.

- بعد سيطرة النظام على حلب، أعيد افتتاح المدينة الرياضية في 2020، لكن تحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة تأهيلها واستعادة دورها كمركز رياضي حيوي في سوريا والشرق الأوسط.

رصدت كاميرا "العربي الجديد" المدينة الرياضية في مدينة حلب، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الثامن من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وسلطت الضوء على كيفية تحول أحد أبرز الصروح الرياضية السورية، خلال السنوات الماضية.

وافتُتحت المدينة الرياضية في حلب عام 2007، ونُظِمَ حفل رسمي كبير حينها، نظراً لأن المشروع كلّف خزينة الدولة الكثير من الأموال، بسبب التطور الكبير في المرافق، مقارنة بالمدن الرياضية المنتشرة في المحافظات السورية، الأمر الذي جعل الجماهير الرياضية تشعر بالتفاؤل، خاصة أن مشجعي المدينة الشمالية يُعرف عنهم حبهم الكبير لكرة القدم والسلة. ويُعد ملعب حلب الدولي أكبر استادات سورية، وتبلغ سعته 54 ألف متفرج، فيما تصل الطاقة الاستيعابية لملعب الحمدانية إلى 15 ألف مشجع، وأُقيمت فيهما العديد من المباريات والبطولات، لكن كل شيء تحول إلى جحيم، مع بداية الثورة السورية عام 2011، عندما أصدر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، تعليماته إلى جيشه، في العام التالي، بسحق المعارضة السلمية، قبل أن تتحول إلى مسلحة.

وتحوّلت المدينة الرياضية في مدينة حلب إلى ثكنة عسكرية مرعبة، وقال حسن محمود، أحد المقيمين في منطقة صلاح الدين بجانب الملعب: "لقد كانت نقطة ارتكاز وتجمع لجيش نظام الأسد، ينطلق منها في حملاته العسكرية ضد المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الهروب وترك منازلهم". وتابع: "لقد أصبح الملعب مليئاً بالشاحنات والناقلات العسكرية، وانتشرت نقاط الحراسة، بالإضافة إلى استهداف سكان المنطقة، الذين نزحوا وهربوا بحثاً عن الأمان".

ومن جهته، علق الصحافي الرياضي السوري، عروة القنواتي، على ما حدث في المدينة الرياضية بمدينة حلب، بقوله: "قام جيش الأسد بقصف الأحياء السكنية للمدنيين، بعدما تمركز في المدينة الرياضية بين عامي 2013 و2016، حتى توقف بشكل نهائي، عقب تهجير المواطنين". وتابع: "لقد كانت هذه المنطقة تابعة لفرع الأمن العسكري، والتحقيق في قلب المدينة الرياضية، وفي حال احتاجت الأفرع الأمنية مواطناً، فإن الأمن العسكري يقوم باعتقاله، ووضعه داخل أحد الملاعب، وبعدها يرسله إلى الفرع، الذي قام بطلبه، وجيش نظام الأسد، كان يضرب بقوة الأحياء السكنية، لأن المنطقة قريبة من الأكاديمية العسكرية، بالإضافة إلى استعانة نظام الأسد المخلوع بالشبيحة، الذين تمركزوا في المغسلة بجانب الملعب، وقاموا بعمليات سلب ونهب وخطف وغيرها".

وبعد سيطرة إدارة العمليات العسكرية على مدينة حلب،، زارت كاميرا "العربي الجديد"، المدينة الرياضية، التي أعاد نظام الأسد المخلوع افتتاحها في عام 2020، لكن الرصد يظهر الحاجة إلى العمل الكبير، من أجل إعادة تأهيل واحدة من أهم المنشآت الرياضية في سورية والشرق الأوسط، لاستعادة الروح، التي فقدتها خلال 13 عاماً، وتعود الجماهير الرياضية مرة أخرى إلى مكانها، وتهتف لمنتخب بلادها أو أنديتها.

ذات صلة

الصورة
سوريون يصطفون أمام البنك المركزي في دمشق لاستبدال عملات، 30 ديسمبر 2024 (Getty)

سياسة

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض العقوبات على سورية، بغرض السماح بالمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سورية
الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة
مساعدات قطرية في مطار دمشق الدولي - سورية - 2 يناير 2025 (إكس)

مجتمع

وصلت طائرة مساعدات ثالثة من دولة قطر إلى مطار دمشق الدولي، من ضمن الجسر الجوي القطري الذي أُطلق لإيصال الإمدادات إلى الشعب السوري بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
الصورة
عناصر من جيش سورية الوطني، منبج 7 ديسمبر 2024 (حسين ناصر/الأناضول)

سياسة

يدور صراع دام في الأيام الأخيرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وفصائل سورية منضوية في "الجيش الوطني السوري" التي تحاول السيطرة على سد تشرين.
المساهمون