الضغط وحده لا يكفي..رسالة فان جال لفينجر

23 نوفمبر 2014
فان جال تفوق على فينجر بهجمتين (Getty)
+ الخط -

رغم الغيابات المؤثرة في صفوف البافاري، خصوصاً إصابة ألابا ولام، إلا أن جوارديولا لم يهتم كثيراً ولم يضع بدائل مشابهة في الوسط، بل استعان برباعي هجومي صريح، جوتزه وريبري وروبن وموللر، بسبب الثقة العمياء في المايسترو الإسباني تشابي ألونسو، المعجب كثيراً بأسلوب بيب في اللعب المركزي الخاص بالتمركز المثالي، وترك الحركة المستمرة للكرة ومن ثم المنافس.

أما "الاستثنائي" فاستعان بأفكار الرجل الخارق ماتيتش، صمام الأمان، قاطع الكرات، الذي يترك الحرية الكاملة للإسباني سيسك والبرازيلي أوسكار، لذلك أصبح شكل فريق تشيلسي أفضل من الموسم الفائت، ليس بسبب وجود كوستا في الأمام فقط، بل لتواجد ثنائي من صناع اللعب بمنطقة المناورات امام لاعب الارتكاز الصريح، حتى استحق البلوز، ومن قبله البافاري، صدارة البطولتين في إنجلترا وألمانيا حتى إشعار آخر.

لذلك يجب أن نضع الضوء الكامل على مركز الوسط في ملاعب كرة القدم، لأنه بمثابة همزة الوصل بين كل خطوط المستطيل، وجواز السفر الذي ينقل أي نادي من حيز المنافسة على مركز متقدم إلى منصات التتويج مباشرة، لذلك يجب أن يكون مركز الارتكاز هو العنوان المنطقي والرئيسي لقمة الأسبوع من الدوري الإنجليزي بين أرسنال ومانشستر يونايتد.

ضغط أرسنال
ومن قوة الارتكاز إلى معركة الوسط على ملعب الإمارات، حيث كانت المواجهة ذات طابع خاص بين مدرّبين من العيار الثقيل، أرسين فينجر مع طريقة لعب 4-1-4-1 لأرسنال ضد لويس فان جال مع خطة 3-5-2 لليونايتد، وكانت المواجهة مشتعلة خصوصاً على مستوى الضغط العالي، وطريقة صعود الكرة من الدفاع إلى الثلث الهجومي الأخير.

راهن الخال على ثلاثي هجومي، فان بيرسي رفقة روني ودي ماريا، ولكن تمركز أرتيتا المثالي ألغى تماماً الزيادة العددية الحمراء، وذلك بعودته إلى الخلف قليلاً وتكوينه مثلثاً قوياً أمام قلبي الدفاع، فتم العزل الكامل بين هجوم اليونايتد وبقية خطوط الفريق. ومع خروج لوك شو واللعب بالثنائي فالنسيا ويونج على الأطراف، أصبح الطريق مفتوحاً على مصراعيه نحو مرمى الحارس الأمين، دي خيا.

ضغط المدفعجية بقوة على الثلاثي الدفاعي الأخير لمانشستر، وهاجم أصحاب الأرض بأربعة لاعبين دفعة واحدة خلف ويلباك المتقدم للأمام، وبمجرد قطع الكرة من كاريك أو فلايني، يتولى سانشيز زمام الأمور بالانطلاق والمراوغات مع دعم كامل من، ويلشير وتشمبرلين، لكن اللمسة الأخيرة غابت مع تألق غير عادي لحارس مانشستر، الذي استحق نجومية المباراة من البداية للنهاية.

السر في الحسم
"الهدف في الرحلة العملية والمشروع والعمل المبذول. في سباق ما، أنت الأول لأميال وأميال، وقبل خطوات من الخط النهائي، وقعت. هل ستقول أيها الصحافي إني فاشل ؟ لقد جريت بكل قوة طوال الطريق. الموضوع أكبر من أنك جيد إذا فزت، وسيئ إذا خسرت"، مقولة شهيرة للإسباني، خوانما ليّو، عن العمل الكبير الذي يسبق أية فرصة أو هدف، وهذا ما فعله الفريق اللندني طوال المباراة، تمريرات مستمرة واختراقات بالطول والعرض، لكن بلا أهداف أو فاعلية هجومية.

رقمياً قبل هدف جيروه، سدد لاعبو أرسنال 8 تسديدات على المرمى من دون هدف، بينما سدد لاعبو مانشستر تسديدة واحدة والنتيجة هدفان، وهنا الفارق الرئيسي بين الفريقين، وهذا ما ينقص أرسنال خلال المواجهات المصيرية، فعلها من قبل كوستا أمام فريق فينجر، في ملعب ستامفورد بريدج، وكررها واين روني على أرضهم ووسط جماهيرهم.

لذلك لم يفشل أرسنال على مستوى صناعة اللعب والضغط، بل تفوق طوال المباراة على اليونايتد في أبجديات اللعب الهجومي، لكن التفاصيل الصغيرة والمرتدات القاتلة في النهايات جعلت الكفة تميل إلى كتيبة المدرب لويس فان جال، الذي وضع فريقه أخيراً على الخريطة بالمباريات الكبيرة عكس أيام السابق مويس.

لا رفاهية
لعب روني في مركز مختلف نوعاً ما أمام أرسنال، حيث وضعه المدرب كصانع لعب صريح ولاعب وسط ثالث، مع صعود الأرجنتيني، دي ماريا، أكثر إلى الهجوم، وذلك للاستفادة الكاملة من قدرات الإنجليزي في الضغط والاستلام والتسليم، مع القوة البدنية الرهيبة التي ظهرت خلال الهدف الثاني، بعد مشوار طويل من الدفاع إلى الهجوم ولمسة ساحرة تؤكد تفرده عن بقية أقرانه من لاعبي المنتخب الإنجليزي.

يتألق روني كمهاجم صريح، ولا يجد أدنى مشكلة في مركز الجناح الأيسر، ومن الممكن أن يتحول إلى الجانب الأيمن، ولا يكتفي بهذا القدر بل يعود ليصبح مهاجماً متأخراً أقرب إلى صانع اللعب المباشر، وفي بعض المباريات كقمة الإمارات، يضرب الولد الذهبي كافة النظريات ويبدأ التألق من منطقة الوسط كحائط صد أول أمام هجمات المنافسين.

في كرة القدم الحديثة، لا مجال للرفاهية أبدأً، لأن العبرة في النهاية بالفعالية والقدرة على التكيف مع أية مشكلة، لذلك حصل روني على مكانة خاصة في إنجلترا وأوروبا، لأنه لاعب غير قابل أبداً للتنصيف، ويدخل كل مباراة وكأنها الأخيرة.

المساهمون