السوبر الفرنسي في الدوحة: الباريسي لتأكيد هيمنته أمام موناكو

يحتضن ملعب 974 في الدوحة، اليوم الأحد، نهائي السوبر الفرنسي، انطلاقاً من الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت القدس المحتلة، بين باريس سان جيرمان، المتوّج بالثنائية خلال الموسم الماضي، وفريق موناكو الذي كان وصيفه، وهي المواجهة الثانية بين الفريقين خلال الأسابيع الأخيرة، حيث سبق أن تواجها قبل أيّام قليلة في منافسات المسابقة المحلية، وحقق فريق العاصمة الفرنسية انتصاراً مثيراً بنتيجة (4ـ2)، مدعماً مركزه الأول في الترتيب، حيث كان قد تجاوز عقبة نادي الإمارة، في رسالة قوية من رفاق النجم المغربي، أشرف حكيمي، تؤكد طموحات الفريق في الموسم الجديد، في رحلة الدفاع عن الألقاب التي حصدها الفريق في الموسم الماضي محلياً، حيث تجاوز كل منافسيه.

وواجه الاتحاد الفرنسي صعوبات في برمجة مباراة السوبر التي تُعرف في فرنسا أيضاً بـ"كأس الأبطال". فقد تعوّد خلال السنوات الماضية إقامة المباراة خارج فرنسا، وبالتالي سار على خطى الاتحاد الإسباني أو الإيطالي، وقد تغيّر موعد المباراة في عديد المناسبات، قبل برمجتها في الدوحة، حيث ستقام في واحد من أفضل الملاعب في العالم، وسيتمتع الفريقان بفرص خوض المواجهة في ظروف مثالية للغاية، ستساعد في متابعة لقاء مثير، خصوصاً أن المباراة ستجمع اثنين من أفضل الأندية في الدوري الفرنسي خلال الأشهر الأخيرة، وكل فريق يلعب بشكل جيد، رغم أن موناكو خسر بعض النقاط بطريقة مفاجئة.

ويدخل باريس سان جيرمان نهائي السوبر الكبير، وهو المرشح الأكبر لحصد لقب جديد في رصيده، بما أنه لم يعرف الهزيمة هذا الموسم في الدوري المحلي، وبعد مرور 16 مباراة حصد 40 نقطة، ويتمتع بفارق مريح عن ملاحقيه، حيث نجح في تخطي كبار منافسيه، معتمداً على ترسانة من النجوم نجحت في صنع الفارق باستمرار، ومكنت الفريق من قلب الطاولة على أقوى الأندية التي واجهها في الدوري المحلي، كذلك تخطى عقبة لانس في كأس فرنسا، ولا يجد الفريق صعوبات من أجل تخطي منافسيه.

وتضم كتيبة المدرب الإسباني لويس إنريكي، عدداً مهماً من الأسماء القوية، بداية بالحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما وكذلك المدرب المغربي أشرف حكيمي، والمهاجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، وهي أسماء قادرة على صنع الفارق في أي لقاء ويمكنها قيادة الفريق إلى حصد الألقاب. ورغم أن باريس سان جيرمان يعاني في منافسات دوري أبطال أوروبا، بما أنه لم يضمن بعد التأهل رسمياً إلى الدور المقبل، إلا أن الفوز بأول ألقابه في العام الجديد سيكون أفضل دافع بالنسبة إلى الفريق من أجل كسب التحديات الأقوى، بما أنه سيواجه بعد فترة قصيرة نادي مانشستر سيتي في لقاء صعب وحاسم للفريقين على حدّ سواء، حيث سيكون عام 2025 حافلاً بالتحديات بالنسبة إلى نادي العاصمة الفرنسية، وسط ترقب كبير لحصد أكبر عدد من الألقاب، وخصوصاً في المسابقة الأوروبية التي تعتبر أهم تحدٍ بالنسبة إلى الفريق.

ويحتل موناكو المركز الثاني برصيد 30 نقطة، ولم يحصد ألقاباً في الموسم الماضي، ولكنه استفاد من القوانين في فرنسا، التي تُتيح لصاحب المركز الثاني خوض نهائي السوبر بدل الفريق الذي لعب نهائي الكأس، وهو يُعتبر من أفضل الأندية في الدوري الفرنسي، بعد بداية قوية جعلته ضمن الثلاثي الأول منذ ضربة البداية، معتمداً على عددٍ من المواهب المميزة التي ساعدت الفريق على التألق محلياً، كذلك فإن انطلاقة نادي الإمارة في دوري أبطال أوروبا كانت إيجابية الفريق القريب من التأهل، وهو الفريق الوحيد الذي هزم نادي برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا هذا العام، وقد برز المغربي إلياس بن الصغير منذ بداية الموسم، وهو من بين الأسماء التي تصنع الفارق باستمرار، إضافة إلى أسماء أخرى في صفوف الفريق مثل الثنائي السويسري دينيس زكرياء وبريل إمبولو.

ويعتمد الفريق نفساً هجومياً ساعده على أن يحقق نتائج فاقت كل التوقعات، رغم أنه تابع خسارة أفضل لاعبيه في كل ميركاتو، ورغم ذلك فإن الفريق يقدم عروضاً قوية، ولكن المدرب النمساوي، إدي هوتير، نجح في تعويض الغيابات ليكون فريقه أقوى وقادراً على التألق في مختلف المسابقات، كذلك فإنه لم يتردد في منح الفرصة للاعبين وجدوا صعوبات مع أنديتهم السابقة، ليكوّن مجموعة منسجمة ومتماسكة.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

إنريكي يعقد مؤتمره الصحافي من الطائرة التي تقل "الباريسي" إلى الدوحة

وفرض باريس سان جيرمان سيطرته على موناكو في المواجهات الأخيرة التي جمعت الفريقين في مختلف المسابقات، ولكن المواجهة الأخيرة، أكدت أن موناكو أصبح يُواجه عملاق الدوري الفرنسي، دون مركب نقص، حيث كان قادراً على الانتصار في اللقاء الأخير، ولكن خبرة سان جيرمان، ووجود الكثير من الأسماء المميزة في الهجوم ساعدت الفريق على تدارك الموقف، وهذه المواجهة ستجعل الفريق مطالباً برفع مستواه خوفاً من رد فعل منافسه الطامح إلى حصد الألقاب مجدداً بعد أن وجد الكثير من الصعوبات.

ويملك باريس سان جيرمان فرصة كبيرة من أجل دعم رصيده من الألقاب في المسابقة، حيث فاز الفريق باللقب في 12 مناسبة، خلال 17 نهائياً خاضه الفريق، الذي يُسيطر على المسابقة في السنوات الأخيرة، حيث فاز الفريق باللقب في 10 مناسبات خلال آخر 11 نسخة من المسابقة، وهو يملك الرقم القياسي في عدد الحصول على لقب المسابقة ولم يفشل إلا في عام 2021 في التتويج. أما نادي موناكو، فقد حصد اللقب في أربع مناسبات فقط، آخرها في عام 2000، وقد خاض النهائي في سبع مناسبات، ولكنه فشل في ثلاث مرات في التتويج، وسيكون مجبراً على مضاعفة مجهوداته من أجل الانتصار على عملاق الدوري الفرنسي، لأن هناك فارقاً كبيراً في القدرات بين الفريقين، لن يكون من السهل تداركها.