الحاجي ضيوف لـ"العربي الجديد": هذه نقاط ضعف مصر وصلاح لن يكون حاضراً في مونديال قطر

05 فبراير 2022
السنغالي ضيوف يتمنى فوز بلاده بلقب الكان (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -

أكد النجم السنغالي السابق، الحاجي ضيوف، أنه يتمنى تتويج منتخب بلاده بلقب كأس أمم أفريقيا، حين يواجه نظيره المنتخب المصري في نهائي البطولة، الأحد، في الوقت الذي تحدث فيه عن كثير من الأمور التي تخص الكرة الأفريقية.

وقال النجم السابق لفرق ليفربول ومنتخب السنغال في مونديال 2002، في حوار خص به "العربي الجديد"، إنه يترقب النهائي القاري. مثلما تتطرّق للحديث عن المنتخب الجزائري، وكذلك المواجهات المثيرة المنتظرة في تصفيات كأس العالم 2022 في قطر.

 

دعنا نسألك في البداية عن منتخب جزر القمر، كيف شاهدته أمام الكاميرون تحديدا صاحب الأرض في أمم أفريقيا؟

أنا مشجع لمنتخب جزر القمر، للروح العالية للقمريين، ولالتزامهم، وهذا يعني أنهم رجال يلعبون بالقلب من أجل راية بلدهم فقط.. لقد كان لي الحظ بأن ألتقي رئيس بلادهم في ياوندي، إنهم أشخاص برهنوا لكل أفريقيا أنه ليست هناك موهبة تلعب، بل هناك القلب، لقد استخدموا الموهبة، لكن وضعوا أيضا قلوبهم على الأرض وكانوا استثنائيين، ولديّ إشادة خاصة بالمدرب الذي كان بإمكانه قول أو اتخاذ القرار الأسهل "ليس لدي حارس ولن ألعب ولأخسر على البساط"، لكنهم لعبوا بشرف وحارس المرمى قام بمباراة استثنائية، كان لاعبا وفي نفس الوقت حارس مرمى، كان ذلك خارقا للعادة وسيبقى في الذاكرة، مثلما فعل الحاجي ضيوف ومنح الفوز ضد فرنسا وبوبا ديوب الذي سجل الهدف ضد فرنسا، ومثلما فعل صامويل إيتو طوال مشواره الكبير، وروجي ميلا وديدييه دروغبا ومارادونا وميسي. بصراحة، على الشعب القمري أن يعاملهم كأبطال البطولة، أحب الناس الذين يمنحون قلوبهم لأوطانهم ويعطون كل شيء، لقد أعطوا كل شيء، لعبوا، أظهروا الأداء والإخلاص، وبرهنوا لكل العالم أنهم يلعبون من أجل العلم، وأنه يجب على الجميع أن يقدروهم.

 

ماذا تقول عن الخروج المبكر للجزائر حاملة اللقب؟

مباشرة بعد نهاية المباراة، اتصلت بـ"أخي الصغير" رياض محرز وتحدثت هاتفيا مع المدرب. ولكن أقول لكم شيئا، إنه من الصعب جدا أن تكون في القمة وتكون فريقا يسجل الانتصارات، لماذا لدينا هذا السوء اليوم في كأس أفريقيا بالنسبة للجزائر وربما السنغال في بعض الأوقات خلال البطولة؟ أقول لك هذا لأن الجميع يريدون هزيمتنا، لأننا نملك أفضل اللاعبين حاليا، لأن لدينا أفضل فريق حاليا، ولا أحد يستطيع المقاومة بعد أي ضغط، لذلك ليس السيئ أن الجزائر خسرت وأقصيت، لكن لأن لا أحد كان ينتظر هذا الإقصاء في الأدوار الأولى. لكن بالعكس، الجزائر لديها فرصة كبيرة من خلال مواجهة الكاميرون، المنتخب الجيد والمتماسك، المنتخب الذي لديه شخصية والبلد الذي لديه شخصية، ليس فقط منتخب، بل بلد وشعب ككل له شخصية وبالجزائر من خلال مواهبها وشخصيتها، أعتقد أنني وإيمانويل أديبايور سحبنا قرعة رائعة، وأقول للاعبين الجزائريين إنه لتقديم الاعتذار يجب التأهل إلى كأس العالم، وهذا فقط ما يمكن أن يقدموه لبلدهم.

 

ما الذي يحتاجه المنتخب الجزائري في الوقت الحالي برأيك؟

أطلب من الشعب الجزائري أن يسامح لاعبي المنتخب من أجل استقرار الجزائر، لأن الأمر فعلا يكون ساخنا حتى على المستوى السياسي، باعتبار أن المنتخب الجزائري تعوّد على القمة، لذلك كل ما أطلبه من الشعب ومن الحكومة الجزائرية هو أن يعززوا قوة سياستهم الرياضية، وأطلب من المناصرين الجزائريين أن يؤمنوا بهذا الفريق، و"أخي" جمال بلماضي سيبقى واحدا من أفضل المدربين الجزائريين والأفارقة. 

 

هل أنت راضٍ عن الأمور التنظيمية في هذه البطولة؟

أشكر مرة أخرى الحكومة الكاميرونية والشعب الكاميروني والشباب الكاميرونيين، لأن كأس أفريقيا كما نقول هي هنا، وقبل أن أكون سنغاليا فأنا كاميروني وكأس أفريقيا لها طعم جميل، وأنا لم أتابع المباريات في الملاعب، وإنما في مناطق المشجعين، وأرى أن الشعب كله واقف كرجل واحد، الرئيس الكاميروني بول بيا أهدى هذا لشعبه، لقد قاموا بعمل كبير ليقدموا هذا للشعب، واليوم أرى أن الشعب سعيد، وكل ما يقال في الخارج أو الألسنة السيئة لا تستمعوا له، فكأس أفريقيا رائعة، وأنا لا أسميها كأس أفريقيا، بل أسميها كأس العالم الكاميرونية، لأن كل العالم هنا والكل يستمتع وسعيد ولا يرى فقط كرة القدم، بل يرى أيضا كيف هي أفريقيا ساحرة، بسحرتها في الكرة وفي الرياضة وفي التشجيع وفي حب كرة القدم... كأس أفريقيا ناجحة مسبقا.

 

ما هي أكبر المفاجآت في البطولة برأيك؟

أكبر مفاجأة في هذه الكأس الأفريقية بالنسبة إلي هي أن كل أفريقيا كانت متجندة، واقفة كرجل واحد وجعلت كأس أفريقيا أمرا واقعا، لهذا أشكر وأهنئ وأشجع مرة أخرى الكاف التي تقوم بعمل خارق بقيادة الرئيس الدكتور موتسيبي والسيد أوغستين سينيور وأحمد يحيى وكل أعضاء الاتحاد الأفريقي، الجميع يعمل يدا بيد وكما أقول دائما "أفريقيا ساحرة".

 

كيف ترى مباراتي مصر في الدور الفاصل المؤهل لمونديال 2022؟

ستكون مواجهة من المستوى العالي، بين بلدين كبيرين في كرة القدم، مصر والسنغال، فنحن لدينا لاعبون كبار وهم أيضا، وكل واحد يريد أن يسعد شعبه، ونحن كمنتخب السنغال، لدينا فريق يمكنه الفوز ضد أي منتخب إذا لعبنا بأدائنا الحقيقي وإذا احترمنا المباريات ولم نفكر في أي مشكلة، فالسنغال حاليا لديها أفضل اللاعبين مع ساديو ماني وإدريسا غي وكوليبالي وأفضل حارس في العالم إيدوارد ميندي، ماذا يمكننا أن نطلب أكثر من ذلك؟ أعتقد أنني بعدما سحبت القرعة مع أديبايور نحن سعداء كثيرا برؤية مباريات من المستوى العالي كهذه.

 

هذه المواجهة ستحرمنا من رؤية صلاح أو ماني في المونديال؟

صحيح أنه من المؤسف أن لا نرى صلاح وماني يلعبان معا كأس العالم، فقبل القرعة كنت أتمنى أن أرى كلا اللاعبين يلعبان في كأس العالم، لكن سيكون هناك لاعب منهما فقط، وأنا أتمنى أن تعاد القصة وتتأهل السنغال، في 2002 كان من المستحيل بالنسبة للسنغال أن تتأهل، لقد كانت هناك منتخبات مصر والجزائر والمغرب وناميبيا في مجموعتنا، وإن شاء الله يعيد التاريخ نفسه وتتأهل السنغال، ومع ذلك أعتقد أننا لن نشاهد نجما بحجم محمد صلاح في كأس العالم وهذه توقعاتي.

 

ما هي النتيجة التي تتوقعها لمباراتي الذهاب والإياب؟

هناك فقط التأهل الذي يهمني، وذلك من خلال تحقيق نتيجة إيجابية في كلتا المواجهتين، بإمكاننا الفوز في مصر وفي السنغال ونحقق 6 نقاط، لكن أقصى ما أطلبه من لاعبينا هو 4 نقاط، الفوز عندنا والتعادل في مصر، المهم سنهزم مصر وسنتأهل لكأس العالم.

 

من تعتقد أنه سيكون حاسما أكثر مع منتخبه في نهائي الكان، صلاح أم ماني؟

كلا اللاعبين حاسمان، ماني هو بمثابة أخي الصغير، أكلمه لوقت أكثر، وبالنسبة لصلاح أعرفه بدرجة أقل لكنني أعلم أنه شخص يحب تحطيم الأرقام، نحن سعداء بما يقدمه اللاعبان، كلاهما أسطورة وسفيران لبلديهما، الآن عليهما أن يتواجها ويحاول كل واحد أن يظهر الأفضل للآخر، كما كنت أفعل مع ميدو وحسام حسن، ولو أنني في ذلك الوقت قررت أن أترك الفرصة لمن يأتي بعدي مهما كان أفضل مني لكي يقدم الأفضل لأفريقيا، وصلاح وماني الآن الأفضل ومن بين أفضل اللاعببن في العالم.

توقعاتك لبطل "كان" الكاميرون والمنتخبات المتأهلة لكأس العالم؟

أرشح السنغال للفوز على مصر والتتويج بكأس أمم أفريقيا في الكاميرون، ولديهم في النهائي عدة نقاط ضعف في مقدمتها الإرهاق والجانب البدني نظير لعبهم مباريات بأشواط إضافية، إلى جانب عدم تواجد المدرب على دكة البدلاء بسبب الطرد الأخير، وربما سيعانون في الدفاع أو الهجوم، وهو ما سيستغله لاعبو السنغال. كما سنتأهل إلى كأس العالم أمام مصر في التصفيات المرتقبة، وأتوقع فوز المغرب أمام الكونغو الديمقراطية أيضا. أما مباراة الجزائر والكاميرون فستكون مباراة قوية جدا والأفضل من يفوز، أما في مباراة نيجيريا وغانا أرشح نيجيريا ولكن غانا جريحة ويمكنها العودة بقوة.

 

هل سيتمكن صلاح أو ماني أو محرز أو أي لاعب أفريقي من الفوز بالكرة الذهبية قريبا؟

أفريقيا دائما تشرف العالم كله، لأننا لا نقدم فقط كرة قدم، بل كرة قدم استعراضية، وأعتقد أن مستقبل قارتنا سيكون في الرياضة، لذلك نحن مدركون ومتحمسون لأن يفوز أحد اللاعبين الأفارقة قريبا بالكرة الذهبية العالمية كما فعل جورج وياه، أما بالنسبة للكرة الذهبية الأفريقية فلا يمكن الحديث عنها، لأن ما يقدمه مهاجم الكاميرون فينسنت أبو بكر اليوم خارق، فهو رجل بإمكانه القول ليست لدي رغبة لمواصلة اللعب وسئمت لأنني فزت بكأس أفريقيا، ولعبت كؤوسا أفريقية، لكنه دائما في خدمة بلده، وهذا هو الأهم.

 

كيف ترى مشوار رياض محرز مع مانشستر سيتي؟

محرز ظاهرة، لا يمكنني حتى الحديث عنه، إنه ظاهرة ولاعب بإمكانه فعل أي شيء، إنه لاعب خارق، ظاهرة، سعادة بالنسبة للجزائر ولكرة القدم وللعالم كله وسعادة لأفريقيا، كل ما أطلبه منه بل من الله أن يحفظه من الإصابات ويواصل إمتاعنا كما يفعل صلاح وماني.

المساهمون