البوندسليغا وثورة الجماهير: دوري في حالة اضطراب (1|2)

21 فبراير 2024
شهدت مدرجات الملاعب الألمانية احتجاجات كبيرة (ماركو ستريبينير/Getty)
+ الخط -

شهدت منافسات البوندسليغا، خلال الأسابيع الأخيرة، اضطرابات كثيرة تسببت فيها الجماهير الحاضرة في مدرجات الملاعب، وذلك اعتراضاً على قضية التسويق الجديدة، من خلال السماح للمستثمرين الأجانب بالحصول على حصة أكبر من السابق.

وتسببت هذه القضية، خلال الأسابيع الماضية، في فوضى كبيرة في الملاعب، إذ أوقفت الجماهير مباريات وأخّرت انطلاق بعضها، وذلك بتسجيل موقف ضد قرارات الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي يُفكر جدياً في بيع حقوق البث التلفزيوني لمستثمرين من خارج ألمانيا.

وبحسب التفاصيل التي نشرها الاتحاد الألماني لكرة القدم سابقاً، فإن الخطة تتضمن مقايضة 8% من حقوق البث التلفزيوني المستقبلية مقابل ضخ رأس المال.

ملاعب البوندسليغا تحولت إلى ساحة احتجاج

أصبحت موضة رمي كرات التنس الصفراء نحو أرض الملعب عادة تفعلها بعض جماهير أندية "البوندسليغا" خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يرمي المشجعون الكرات الصفراء باتجاه الملعب ويعرقلون سير المباراة، مما يدفع الحكم إلى إيقاف اللعب لأن رمي الكرات يؤثر سلباً على استمرارية اللعب ويعيق تحرك اللاعبين.

في المقابل، اعتمد بعض المشجعين إلقاء طائرات ورقية ومفرقات نارية وسيارات مسيّرة، وغيرها من الأشياء نحو أرض الملعب، كوسيلة احتجاج على الاتحاد الألماني لكرة القدم، لتتحول ملاعب "البوندسليغا" في الأسبوعين الأخيرين إلى ساحة احتجاج من الجماهير، التي دائماً ما كانت تحمي كرة القدم الألمانية منذ سنوات طويلة.

هذه القضية لم تكن وليدة اليوم، بل تحدثت عنها الصحف الرياضية العالمية والألمانية لسنوات وسنوات، وحذرت منها الجماهير أيضاً، وهددت بالفوضى في حال أقر الاتحاد مثل هذه المشاريع التغييرة في عملية التسويق.

ولم يقتصر الأمر على مشجعي "البوندسليغا" فقط، بل وصل الأمر إلى مشجعي أندية الدرجة الثانية أيضاً، التي شاركت في الاحتجاجات بنفس الطرق والأساليب.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

اتحاد ضد عملية التسويق الجديد

رغم أن هذه التصرفات والاحتجاجات الجماهيرية باتت تُعرقل سير مباريات بطولة "البوندسليغا"، إلا أنها تُعتبر أصدق تعبير من المشجعين الذين لا يريدون تحويل البطولة إلى دوري تجاري، بحسب وجهة نظر روابط الجماهير للأندية المنافسة.

ويعتبر المشجعون أن خطوة مثل هذه عبر بيع حصة كبيرة من الحقوق الإعلامية للدوري الألماني لمستثمر خارجي، يُمكن أن يؤثر سلباً على الحضور الجماهير في مدرجات الملاعب، خصوصاً أن الحضور في الملاعب الألمانية يُعتبر من الأفضل في العالم، وهذه الاحتجاجات هي تذكير على قوة الجمهور في حماية تراث كرة القدم الألمانية، التي يرفضون تغيير أي شيء فيها.

ولطالما رفض جمهور كرة القدم في ألمانيا التوسيع التجاري وعملية التسويق، وهو ما جعل قانون الـ50+1 بمثابة قانون مُقدس لا يجب المساس به أبداً، وأي تغيير فيه سيؤثر سلباً على إرث وتاريخ "البوندسليغا"، فبنظر الجماهير فإن إدخال مستثمرين من الخارج ومنحهم قوة اقتصادية وتسويقية، سيجعل الدوري الألماني يُشبه الدوريات الأخرى في العالم ويفقد ميزته.

*يُتبع هذا الجزء بجزء ثان يُنشر غداً يتحدث عن قانون الـ 50+1

المساهمون