- البنية التحتية المتقدمة والخبرة الواسعة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى تعزز من فرص قطر في كسب ثقة اللجنة الأولمبية الدولية لتصبح رابع دولة آسيوية تستضيف الأولمبياد.
- تواجه قطر منافسة قوية من دول مثل الهند ومصر وكوريا الجنوبية وألمانيا، لكنها تعتمد على تجربتها الناجحة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى والتزامها بتوفير الأمن والتسهيلات للرياضيين والزوار.
يبدو أن دولة قطر تجهز لبداية حملتها غير المباشرة لتنظيم أولمبياد 2036 لتصبح أول بلد عربي يفعل ذلك، بعد أن كانت أول بلد في الشرق الأوسط والوطن العربي ينظم كأس العالم لكرة القدم، للعام 2022، في سيناريو يجري التجهيز له منذ فترة، ومنافسة الهند ومصر وكوريا الجنوبية وألمانيا، خصوصاً أن إجراءات اللجنة الأولمبية لاختيار مستضيف أولمبياد 2036 ستبدأ العام المقبل، ليتم الإعلان عنه، عام 2026، قبل عشر سنوات من الموعد، لإتاحة الوقت الكافي للبلد المنظم لتحضير الحدث من كل الجوانب.
وتحدثت مصادر إعلامية قطرية، منذ أيام، عن بداية تجهيز الملف القطري، من أجل تنظيم أولمبياد 2036 بعد أن اتُّخِذ القرار السياسي، وبعد النجاح الكبير، الذي حققه مونديال قطر 2022، خصوصاً أن ذلك يأتي بعد احتضان قطر للألعاب الآسيوية 2030 للمرة الثانية، بعد عام 2006، وبعد نجاحها في احتضان كبرى البطولات والمسابقات القارية والعالمية على مدى سنوات في كل الرياضات، على غرار بطولات العالم: لكرة اليد، وألعاب القوى، والملاكمة والسباحة والجودو، وبطولات عربية وآسيوية في كل الرياضات، ما سمح لها بتشييد بنية تحتية ومرافق رياضية عالمية، واكتساب خبرة ومصداقية في الأوساط السياسية والرياضية العالمية، رغم كل محاولات التشويش والتشويه التي تعرضت لها، لكونها بلداً عربياً ومسلماً.
وتسمح البنية التحتية والمرافق، التي تتوافر عليها قطر، من فنادق وطرق ومواصلات واتصالات، وملاعب وقاعات عالية الجودة، لها، بأن تكون مرشحة بامتياز لكسب ثقة أعضاء اللجنة الأولمبية، وتكون أول بلد عربي يحتضن الأولمبياد، ورابع بلد آسيوي بعد طوكيو اليابانية في مناسبتين، عامي 1964 و2021، وسيول الكورية، سنة 1988، والعاصمة الصينية بكين، عام 2008، وهي المهمة التي تبدو في المتناول، بعد اجتيازها مختلف الاختبارات، وحصولها على ثقة مختلف الهيئات الرياضية العالمية، واللجان الأولمبية المحلية، والشخصيات الرياضية، التي اكتشفت على مدى سنوات ماضية، بلداً يُصنف ضمن خانة الكبار في عالم الرياضة.
يُذكر أن "لوس أنجليس" الأميركية، ستحتضن أولمبياد 2028، بينما نالت مدينة بريسبان الأسترالية، شرف تنظيم دورة 2032، بينما سيُعلَن البلد المستضيف لأولمبياد 2036 بعد انتخاب الرئيس الجديد للجنة الأولمبية، عام 2025، ما يسمح لقطر بإعداد ملفها بشكل لائق، ومحاولة إقناع اللجان الأولمبية المحلية لأكثر من 200 دولة مشاركة في الأولمبياد بأكثر من 10 آلاف رياضي في مختلف المسابقات الفردية والجماعية، يشكل فيها توفير الأمن الهاجس الأكبر ككل مرة، وهو أكبر ضمان تقدمه الدوحة، علاوة على حُسن الاستقبال والتنظيم والإمكانات التي توفرها للرياضيين ومرافقيهم.
ولن تكون المأمورية سهلة، لكنها ليست مستحيلة على قطر، التي تحولت منذ سنوات إلى رقم مهم في المعادلة الرياضية، التي ساهمت في تطوير البلد، وصناعة موروث حضاري يستقطب الساسة والمستثمرين والمثقفين والرياضيين، وخصوصاً الجماهير، من خلال النشاط السياحي، الذي تشهده قطر منذ سنوات، وجعلها قِبْلة جديدة في الشرق الأوسط والوطن العربي، الذي سيفخر مجدداً بشرف تنظيم حدث عالمي، كان حكراً على الغير منذ 1896، مثلما كان الحال بشأن كأس العالم لكرة القدم.