أزمات تنذر بمشاركة صعبة لمنتخب مصر في مونديال السلة

24 اغسطس 2023
منتخب مصر يلعب في مجموعة قوية (ناصر طلال/ الأناضول)
+ الخط -

كلّ الطرق تفضي صوب مشاركة صعبة تنتظر المنتخب المصري لكرة السلة في بطولة كأس العالم نسخة 2023، التي تقام في الفيليبين وإندونيسيا واليابان خلال الفترة الممتدة من 25 أغسطس/ آب الجاري إلى 10 سبتمبر/ أيلول المقبل بمشاركة 32 دولة، بحثاً عن نتائج تاريخية يعبر فيها الدور الأول على الأقل. ويدخل منتخب مصر، تحت قيادة الكندي روي رانا، المدير الفني، المنافسات ضمن مجموعة صعبة في الدور الأول، وهي المجموعة الرابعة، التي تضم منتخبات المكسيك وليتوانيا ومونتنيغرو.

وتمثل بطولة كأس العالم 2023 تحدياً صعباً للغاية بالنسبة إلى منتخب مصر، الذي يخوض البطولة المونديالية بعد فترة غياب طويلة عن المونديال، امتدت 9 سنوات، وبالتحديد منذ نسخة إسبانيا 2014 التي احتل فيها المركز 24، بالإضافة إلى اعتزال كل النجوم السابقين، ومرور اللعبة بمرحلة انتقالية في وقت سابق، تصدر خلالها المشهد لاعبون صغار السن، مع قدوم مدرب جديد هو روي رانا، نجحوا في التأهل للمونديال، رغم التراجع في معدلات الخبرة.

ويمثل عنصر الخبرة الدولية القليلة أخطر ما يواجه منتخب مصر قبل خوضه بطولة كأس العالم، في ظل الرهان على جيل جديد يعتمد عليه المدرب الكندي نجح في التصفيات الأفريقية في التأهل. 

ويواجه منتخب مصر مجموعة أخرى من التحديات الصعبة، بسبب الأزمات التي حاصرت لاعبيه بشكل لافت في الآونة الأخيرة قبل ضربة البداية، يأتي في المقدمة منها انقسام اتحاد السلة على مستقبل المدير الفني الكندي بين البقاء وتجديد عقده أو الرحيل عن منصبه في الفترة المقبلة، حيث يرغب المدرب في البقاء مع حقه في التعاقد مع فريق آسيوي أو أوروبي، كما كان الحال في العام الماضي حينما كان يقود فريقاً يابانياً، إلى جانب عمله مدرباً لمنتخب مصر، ويتوقف مدى تنفيذ طلبات المدرب الأجنبي من جانب الاتحاد المصري على عروض الفريق ومستوى لاعبيه ونتائجه في بطولة كأس العالم، وهناك اتجاه للبحث عن مدرب جديد في حال عدم تقديم المستوى المطلوب، رغم الاعتراف بصعوبات واجهت استعدادات المنتخب المصري.

ومن الأزمات التي حاصرت منتخب مصر في فترة الإعداد لبطولة كأس العالم، عدم خوض مباريات ودية مع منتخبات الصف الأول في العالم والمرشحة للمنافسة، مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا، وهي منتخبات كانت مطروحة في البداية للعب مع أي منها، في ظل عدم التوصل لاتفاق على خوض مباريات ودية مع هذه المجموعة، وخوض مباريات ودية بدرجة أقل كثيراً، من بينها مواجهة منتخب المكسيك الذي سيلتقيه منتخب مصر في البطولة، وأثارت وديات منتخب مصر حالة من القلق لدى الجماهير في ظل عدم حصول اللاعبين على الاحتكاك القوي، والاعتماد على المعسكرات المغلقة فقط في التجهيز للمباريات المونديالية.

كما تبرز أزمة أخرى فرضت نفسها بقوة داخل معسكر منتخب مصر، الذي ظهر من قبل في 6 نسخ لكأس العالم، وتتمثل في انشغال عدد من اللاعبين بمفاوضات مع أنديتهم، سواء لتجديد العقود، أو مع أندية أخرى للرحيل إلى صفوفها، يتصدرهم إيهاب أمين نجم الأهلي، الذي يحاول ناديه تمديد عقده في ظل تلقيه عروضاً مغرية من أندية أخرى، بالإضافة إلى يوسف شوشة ويوسف شحاتة وأنس أسامة، الذي كان بطلاً لجدل كبير في أروقة كرة السلة المصرية بسبب ما تردد عن إمكانية انتقاله إلى صفوف الأهلي وترك الاتحاد السكندري بسبب عدم تجديد عقده، وهو ما دفع اللاعب للتأكيد في تصريحات له لاحتواء غضب جماهير الاتحاد على استمراره لنهاية عقده في صفوف الاتحاد، الذي رفض فكرة التفريط في لاعبه المميز لأي نادٍ آخر مستقبلاً.

وهناك أزمة أخرى تتمثل في عدم عثور روي رانا على محترفين في الخارج في دوري الجامعات الأميركي، باستثناء لاعب واحد فقط هو باتريس يوسف غاردنر، الذي تم تجنسيه في اللحظة الأخيرة وإنهاء إجراءات حصوله على الجنسية المصرية بعد فترة اختبار في معسكرات المنتخب المصري، سواء في سلوفينيا أو الإمارات، حيث كان المدرب يعوّل على فكرة اكتشاف لاعبين مصريين في الدوري الأميركي.

وقال مجدي أبوفريخة، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "بالنسبة لعبد الرحمن نادر هناك أمر غريب يحدث قبل كل معسكر، حيث يكون قريباً من الانضمام، ثم يبلغنا أنه مصاب"، وأضاف "كانت هناك تأكيدات بانضمامه للمعسكر الأوروبي قبل كأس العالم المقبلة، ولكن فوجئنا به يخطرنا عبر البريد الإلكتروني بأن إصابته تجددت، وعموماً المنتخب المصري في أحسن حالاته، واستطاع أن يسترد مكانته في القارة الأفريقية في الفترة الأخيرة، والآمال معقودة على هذه المجموعة من اللاعبين لتحقيق مركز متقدم، والتأهل إلى دورة باريس الأولمبية 2024 مباشرة".

وتابع "لا أريد الدخول في نوايا اللاعب، ولكن عبد الرحمن نادر كان يقول لنا إنه يتمنى الانضمام للمنتخب المصري، وكان يدعم اللاعبين ويخرج بتصريحات يؤكد فيها رغبته في اللعب مع منتخب مصر، ولكن في النهاية يكون ابتعاده هو الغريب".

ومن التحديات أيضاً التي فرضت نفسها، ابتعاد لاعبين كبار عن صفوف المنتخب المصري، يتصدرهم مصطفى كيجو الذي كان أفضل لاعبي السلة المصرية بين عامي 2019 و2021، ثم حدث تراجع لافت في مستواه، بخلاف الإصابة، وهو من اللاعبين الذين كانت الجماهير تؤمل الكثير فيهم خلال البطولة، وقد انضم إلى الأهلي المصري 4 سنوات، قادماً من نادي الشمال القطري في صفقة انتقال حر.

واحتل المنتخب المصري، الممثل العربي الوحيد من القارة الأفريقية، وصافة المجموعة الثانية من تصفيات أفريقيا لكأس العالم برصيد 16 نقطة، بينما تصدر منتخب جنوب السودان المجموعة برصيد 17 نقطة.

المساهمون