تنطلق، بعد غد الاثنين، فعاليات المعرض الدولي للبستنة (إكسبو 2023 الدوحة)، وتتواصل لغاية 28 مارس/ آذار 2024، وذلك تحت شعار: "صحراء خضراء.. بيئة أفضل".
وقالت مديرة إدارة العلاقات العامة والاتصال في إكسبو 2023 الدوحة هيفاء العتيبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ أكثر من 75 دولة، بما فيها الأردن وإيطاليا وهولندا ودول مجلس التعاون الخليجي، أكدت مشاركتها في المعرض إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية، لافتة إلى أن هذه المشاركة الواسعة تمثل دلالة مهمة على التزام دول المنطقة بخلق مستقبل مستدام.
وستعرض الدول المشاركة في المعرض الجهود الجماعية المبذولة في مناطقها والرامية إلى التصدي للتحديات البيئية والزراعية، بالإضافة إلى التقدم الذي أحرزته على صعيد الجهود المذكورة.
وأفادت العتيبي بأنّ المعرض الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيقام في حديقة البدع المطلة على كورنيش الدوحة، والتي ستقسم إلى ثلاث مناطق هي الدولية والعائلية والثقافية، وتقدّم مجموعة واسعة من الأنشطة المصممة لمختلف الزوار. وتحتضن المنطقة الدولية، التي تشكل نواة الحدث الدولي، عدداً من المرافق مثل "دار الإكسبو"، ومركز الابتكار، وحديقة المنحوتات، والبازار الثقافي، و"ساحة الإكسبو"، وأجنحة الدول.
أما المنطقة العائلية، فهي مصممة للأشخاص المهتمين بالعيش المستدام، وتضم مدرج الأسرة، والمزارع، والأسواق، والسوق البيئي، وغيرها من المرافق التي تسلط الضوء على منتجات قطر المستدامة.
ومن المقرر أن تكون المنطقة الثقافية مركزًا حيويًا طوال فترة الإكسبو الممتدة لستة أشهر، وهي تضم مركز المؤتمرات والملعب الثقافي والمطاعم، بالإضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية وغيرها من المرافق التي تقدم تجربة خضراء فريدة من نوعها.
وتوقعت مديرة الاتصال أن يستقبل المعرض ثلاثة ملايين زائر خلال 179 يوما لحضور المعارض الاستثنائية واللقاءات الدبلوماسية والاجتماعية والأنشطة الزراعية المميزة، لافتة إلى أنه ستقام في نهاية كل أسبوع فعاليات ثقافية وعروضًا ترفيهية حية.
ويسعى معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، من خلال التركيز على أربعة موضوعات فرعية هي: الزراعة الحديثة، التكنولوجيا والابتكار، التوعية البيئية والاستدامة، إلى تعزيز التعاون الدولي في القضايا البيئية والثقافية والمالية، والتصدي للتحدي العالمي المشترك المتمثل في التصحر ودعوة قطاع البستنة العالمي لتبادل المعرفة والخبرات، وإرشاد المنطقة إلى كيفية تطبيق مفهوم المدينة الخضراء.
كما يهدف إلى تشجيع الابتكار في مجال البستنة حول المناخ والمياه والتربة وتحفيز الاستثمارات الدولية وفرص الأعمال التجارية الأجنبية في قطر، فضلا عن تعزيز الصحة وجودة الحياة من خلال الحفاظ على المساحات الخضراء، ودعم البحث العلمي لإيجاد حلول عملية لتخضير الصحراء، وتنميتها، وهو من المواضيع الأكثر أهمية لأنه يمكن أن يشكل حلا لمشاكل المياه والطاقة وندرة الغذاء في العالم.
وحول المكاسب التي تحققها دولة قطر من استضافة إكسبو البستنة، لا سيما بالنظر إلى التكلفة العالية للتجهيزات والفعاليات المختلفة، قالت مديرة الاتصال، لـ"العربي الجديد"، إن معرض إكسبو 2023 الدوحة يسلط الضوء على موقف قطر كدولة رائدة تسهم في التنمية المستدامة والعمل لمجابهة التغير المناخي، وذلك انطلاقاً من رؤيتها الوطنية التي تنص على بناء مدن خضراء مستدامة وإطلاق مبادرات بيئية واسعة النطاق، مبينة أن هذه الرؤية تعزز التنمية الحضرية الشاملة التي تدمج بسلاسة الاعتبارات المتعلقة بالتوسع الحضري وتوزيع السكان، وأوضحت أن المعرض يؤكد التزام دولة قطر الثابت بترجمة هذه المبادئ، علماً أنه لن يساهم في تعزيز السياحة والاقتصاد فحسب، بل سيسلط الضوء أيضًا على قطر كدولة رائدة في ميدان السياسات المستدامة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
تجدر الإشارة إلى أنه في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، تسلم وزير البلدية والبيئة، آنذاك، عبد الله بن عبد العزيز السبيعي، رسميا، راية تنظيم معرض البستنة الدولي من الصين، لتبدأ أولى خطوات "إكسبو 2023 الدوحة" في التشكل.
ولم تفوت قطر فرصة المشاركة في معرض (إكسبو 2019 بكين) قبل أربع سنوات، وفاز جناحها بالمركز الأول في الأداء المتميز.
وتأجل المعرض العالمي سنتين جراء الإغلاق العام بسبب جائحة فيروس كورونا، ليعلن عن الموعد الجديد لـ"إكسبو الدوحة" في الفترة من 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 28 مارس/ آذار 2024.
ويأتي "إكسبو 2023 الدوحة" بعد 11 شهرا من استضافة الدولة الخليجية بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022)، التي أقيمت لأول مرة على أرض عربية.