الأذكياء يعيشون حياة أطول

13 اغسطس 2015
الأذكياء يكسبون مبالغ مالية أكبر (Getty)
+ الخط -

يعيش الأشخاص الأذكياء فترة أطول من أقرانهم الأقل ذكاء. والسبب في ذلك أنّهم يمتلكون جينات الذكاء التي قد تكون على علاقة وثيقة بالعمر، بحسب دراسة جديدة صادرة عن "كلية لندن للاقتصاد".

وكانت دراسات عديدة سابقة في مجال علم الأوبئة قد أظهرت أنّ الأشخاص الأكثر ذكاء قد يعيشون مدّة أطول. ولفتت الدراسات إلى أنّ العلاقة بين الذكاء والعمر المديد قد تنشأ نتيجة للحالة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثّر على صحّة الإنسان سلباً او إيجاباً.
ومع ذلك بقيت هذه الدراسات تحمل فرضيات لا أكثر. لتعرض الدراسة الجديدة تفسيرات جينية عديدة، منها أنّ الأذكياء يكسبون مبالغ مالية أكبر ويتمتعون بمكانة اجتماعية أعلى، ممّا يؤدي إلى الحصول على مستوى معيشي وصحي أفضل.

فقد اكتشف العلماء أنّ الرابط بين الذكاء وعمر الإنسان جيني، وقارنوا الأعمار ما بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، وذلك باستخدام دراسات من السويد والولايات المتحدة الأميركية والدنمارك. وتبيّن لهم أنّ التوائم المتطابقة تتشارك جميع جيناتها، بينما تتشارك التوائم غير المتطابقة نحو نصف الجينات.
وسجّل العلماء الفارق ما بين ذكاء التوائم وأعمارهم حين يموتون. فتوصّلوا إلى أنّه في نوعي التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، يعيش الأذكى منهم عمراً أطول، بيد أنّ الفرق شاسع في حالة التوائم غير المتطابقة. وانطلاقاً من هذا الاختبار اعتبروا أنّ 95 في المائة من العلاقة بين الذكاء والعمر مرتبطة بالجينات.

بدوره، قال مكتب الإعلام في "كلية لندن للاقتصاد" في بيانه: "الدراسة تعتبر الأولى من نوعها لاختبار العلاقة بين الجينات والذكاء وطول الحياة. وقد قامت الدراسة على تحليل بيانات ثلاث عيّنات وراثية تتضمّن معلومات عن الذكاء ومعدّل حالات الوفاة. شملت العيّنة الأولى 377 توأماً من الذكور الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية والمسجلين في الولايات المتحدة الأميركية. وتضمنّت العيّنة الثانية 246 توأماً من المسجلين في السويد. أمّا العيّنة الثالثة فبلغ عددها 784 توأماً من الدنمارك.
واستخدم الباحثون ثلاث وسائل لتحليل الجينات، واختبار العلاقة بين الذكاء والعمر، فاحتسبوا نسبة التوائم الأكثر ذكاء، وراجعوا الفوارق الموجودة في حياة كلّ توأمين وقارنوها بنسبة ذكاء كل منهما، ثمّ استخدموا تلك النتائج للتوصّل إلى النتيجة". 

تقول الباحثة المشاركة في الدراسة، روزاليند آردن: "يحتمل أن يتمتع الأشخاص الذين يمتلكون جينات الذكاء بجينات صحيّة أفضل، أو قد يتأثّر كلّ من الذكاء والعمر بالطفرات أو التغييرات الشاملة، فيعيش الأشخاص الذين يمتلكون طفرات وراثية أقل، حياة أطول كونهم أكثر ذكاء".
وتضيف أنّ العلماء يعلمون أنّ الأطفال الذين يسجّلون معدّلات أعلى في اختبارات الذكاء هم أوفر حظاً للعيش لفترة أطول. كما أنّ الأشخاص المصنّفين في أعلى الهرم التسلسلي، مثل كبار موظفي الخدمة المدنية يميلون إلى العيش مدّة أطول. وتتابع آردن، وهي أستاذة في "كلية لندن للاقتصاد" أنّ القضية ما زالت بحاجة إلى مواصلة هذه الاختبارات لفهم كيفية عمل الذكاء والعمر الطويل، وكشف ارتباط الواحد منهما بالآخر بشكل كامل وحاسم.

والجدير بالذكر، أنّ دراسة أجريت على موظفي الخدمة البريطانية عام 1991، أظهرت أنّه حتى في ظلّ تأمين الرعاية الصحية اللازمة للعاملين في أدنى السلم الوظيفي، فإنّ معدل الوفيات لديهم يرتفع ثلاث مرّات، بالمقارنة مع أولئك العاملين في وظائف عليا.
وعلى الرغم من الغموض الذي ما زال يحيط العملية وتفاعل العاملين ببعضهما البعض، تبقى للاكتشاف أهميته على مستوى الصحة العامة، والاهتمام بعلم جينات الذكاء والعمر.

دراسة التوائم
عادة ما يلجأ العلماء لاستخدام التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، ونتائج اختباراتهم وبياناتهم الإحصائية المختلفة في الدراسات الجينية ـ الطبية، وذلك بهدف التمييز ما بين العوامل الوراثية وتلك المكتسبة من البيئة، خصوصاً أنّ التوائم يعيشون وينشأون بالطريقة نفسها ويتشابهون في كثير من الصفات.

اقرأ أيضاً: التعلّم وسط الطبيعة يزيد ذكاء الطفل ومهاراته
المساهمون