51 منظمة إقليمية ودولية تدعو مصر لإطلاق سراح صلاح سلطان فوراً

03 مايو 2023
المصري صلاح سلطان معتقل منذ 2013 (تويتر)
+ الخط -

دعت 51 منظمة حقوقية مصرية وإقليمية ودولية، اليوم الأربعاء، السلطات المصرية إلى إطلاق سراح السياسي المصري البارز صلاح سلطان، المحتجز تعسفياً من عام 2013، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إلى جانب ضمان الوصول الفوري والعاجل إلى الرعاية الطبية التي من شأنها إنقاذ حياته، والتحقيق الفعال والشفاف في المزاعم التي تفيد بتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة.

وذكر صلاح سلطان، البالغ من العمر 63 عاماً، في رسالة مسربة في 20 مارس/ آذار 2023، أنّ السلطات في سجن بدر 1، شرق القاهرة، حرمته من الرعاية الصحية المناسبة على الرغم من إصابته بأمراض خطيرة في القلب والكبد بين أمراض خطيرة أخرى.

وقالت المنظمات "قد يرقى الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية إلى التعذيب، فالأطباء المستقلون في رسائل موجهة إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي شاركتها العائلة مع المنظمات الحقوقية، أوضحوا أنهم يخشون أن يكون صلاح سلطان عرضة لـ"خطر الموت المفاجئ" بعد عقد من اعتقاله التعسفي وإدانته اللاحقة ظلماً بتهم سياسية".

وتابعت المنظمات "فوق إجرائها محاكمة ظالمة له، تعمدت السلطات المصرية انتهاك حقوق صلاح سلطان من خلال حرمانه من الرعاية الصحية".

وقال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش": "يجب على الأقل أن تنقله السلطات إلى منشأة طبية مؤهلة حيث يمكن علاجه من قبل معالجين مستقلين دون عراقيل".

قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة، كان سلطان أستاذاً للشريعة الإسلامية في جامعة القاهرة. لاحقاً، أسس وتولى رئاسة الجامعة الإسلامية الأميركية في ديربورن بولاية ميشيغن من عام 1999 إلى 2004. كحاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، عاش وعمل سلطان في الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمان قبل اعتقاله في مصر في سبتمبر/ أيلول 2013 بسبب معارضته لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي على يد الجيش. 

حكمت محكمة على سلطان بالسجن مدى الحياة في سبتمبر/ أيلول 2017 في محاكمة جماعية شهدت انتهاكات شديدة لمعايير المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية. 

وفي عام 2018، قرّر الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة أن اعتقال سلطان كان تعسفياً، إذ فشلت السلطات في تقديم أدلة موثوقة على انتهاكه القانون، وأن محاكمته انتهكت حقوقه في المشاركة السياسية وحرية التعبير والتجمع السلمي.

في السنوات الأخيرة، قالت عائلة سلطان إن السلطات لم توفر له رعاية صحية كافية سواء لأمراضه المزمنة أو تلك التي أصابته داخل محبسه، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب الكبد الوبائي سي والانزلاق الغضروفي وأمراض أخرى. 

واحتجزت السلطات سلطان بمعزل عن العالم عدة مرات، في بعض الأحيان لأشهر، لم تكن العائلة خلالها تعرف شيئاً عن صحته أو مكانه.

ووثّقت مبادرة الحرية، وهي منظمة حقوقية مقرها واشنطن العاصمة، رفض السلطات في سجن بدر 1 توفير الرعاية الصحية لسلطان خلال حادثتين تعرض فيهما لفقدان الوعي وظهرت عليه أعراض أخرى خطيرة. في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022، قال سلطان خلال زيارة عائلية إنه كان يعاني من آلام شديدة في الصدر الأسبوع السابق وطلب المساعدة مرات عديدة قبل فقدانه الوعي.

وسمع السجناء الآخرون صراخه وطلبوا المساعدة. بعد ثماني ساعات، جاء مسؤولو السجن إلى زنزانته ورفضوا مرة أخرى نقله إلى الطبيب على الرغم من حاجته الواضحة إلى الرعاية الطبية، ما يعني الامتناع المتعمد عن توفير الرعاية الصحية له، حسبما أفادت مصادر لمبادرة الحرية. وأوضحت المصادر أن سلطان استمرّ في الشكوى من زيادة آلام الصدر وخدر في الأطراف وقدرة حركية محدودة في أصابعه.

ذكرت مصادر عدة، بما في ذلك سجناء سابقون، أن سلطان انهار في زنزانته وبقي عاجزاً عن التحرك في مناسبة أخرى خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني 2023. كان زملاؤه السجناء يصرخون طالبين المساعدة لمدة تقارب السبع ساعات دون جدوى. في النهاية، جاءت سلطات سجن بدر 1 إلى زنزانته ورفضت توفير الرعاية الصحية له، بما في ذلك نقله إلى مستشفى السجن أو توفير الأدوية له.

بالإضافة إلى رفض منحه الرعاية الصحية الملائمة في الوقت المناسب، بما في ذلك الفحوصات الطبية، تمتلك سلطات السجن سلطة كاملة فيما يتعلق بتوفير الأدوية الضرورية والأجهزة الطبية له. أفاد سلطان بأنه تم رفض منحه الأدوية بشكل كامل، أو تقديم حبوب الدواء بشكل غير منتظم.

في إبريل/ نيسان 2022 ويناير/ كانون الثاني 2023، أرسل 20 طبيباً واختصاصياً أميركياً خطابات خاصة إلى إدارة بايدن، وشاركوها مع المؤسسات الحقوقية والمسؤولين المصريين، تحوي تفصيل حالة سلطان الطبية والمخاطر التي تهدد حياته بسبب استمرار رفض توفير الرعاية الصحية له. 

وفي الخطاب، قام الأطباء بتقييم حالة سلطان استناداً إلى سجله الطبي في الولايات المتحدة والوثائق والمعلومات القليلة المتاحة خلال فترة احتجازه.

قال الأطباء إن سلطان من المحتمل أن يكون يعاني من مرض الشريان التاجي في القلب، وارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه، وحصوات الكلى، وأن مرض السكري لديه يفتقر إلى "تقييم موضوعي للتحكم في نسبة السكر في الدم". وأضافوا أن سلطان "معرّض لخطر وشيك للإصابة بمضاعفات خطيرة، بما في ذلك الأحداث القلبية (نوبات قلبية، جلطات، فشل القلب)؛ التليف/ التشمع الكبدي؛ تلف عصبي لا يمكن علاجه؛ وزيادة خطر الوفاة المفاجئة".

وتعتقد المنظمات الموقعة أن إساءة معاملة السلطات لسلطان يبدو أنها رد فعل انتقامي على عمل ابنه محمد سلطان، الذي يعيش في الولايات المتحدة، في مجال حقوق الإنسان. تضمن انتقام السلطات من سلطان احتجاز أقارب آخرين وتهديدات تعرض لها في الولايات المتحدة.

في هذا السياق، قالت المنظمات إنه إذا توفي صلاح سلطان في السجن بسبب رفض الرعاية الصحية المنهجي وسوء المعاملة المستمر، فإن السلطات ستكون مسؤولة مباشرة عن حرمانه التعسفي من حقه في الحياة. 

وأضافت "يجب على الولايات المتحدة أن تحث مصر على إطلاق سراح صلاح سلطان فورًا والبحث عن علاج عاجل لحالته الصحية".

من ضمن المنظمات الموقعة، جمعية ACAT – فرنسا، والمركز الأفريقي للتنوع البيولوجي، ومنظمة العفو الدولية، وجمعية الدفاع عن حقوق المزارعين، جورجيا (AFRD)، والجمعية البريطانية للدراسات الشرق أوسطية (BRISMES)، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان (CIHRS)، وسيتيزنز إنترناشونال، وكوميتي فور جستس ، ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، والمعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب (DIGNITY)، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات (ECRF)، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان (EFHR)، وهيومن رايتس فيرست، وهيومن رايتس ووتش، والإنسانية للتنمية المستدامة.

المساهمون