32 أسيرة فلسطينية بينهن طفلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي

07 مارس 2022
متظاهرة فلسطينية ترفع صورة الأسيرة شروق ديات (محمد عيسى/لايتروكيت/Getty)
+ الخط -

قال نادي الأسير الفلسطينيّ في يوم المرأة العالميّ، الذي يصادف الثامن من آذار/ مارس من كل عام، "إنّ الاحتلال الإسرائيليّ، يواصل اعتقال 32 أسيرة فلسطينية يحتجزهن في سجن الدامون، بينهن طفلة وهي نفوذ حمّاد 15 عاماً من القدس، وأقدمهن الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، والمحكومة بالسّجن لمدة 15 عاماً، وهي معتقلة منذ حزيران/يونيو 2015".

ووفق بيان لنادي الأسير،  فإنه من بين الأسيرات 17 أسيرة صدرت بحقّهن أحكام لفترات متفاوتة، أعلاها لمدة 16 عاماً، بحقّ الأسيرتين شروق دويات من القدس، وشاتيلا أبو عياد من الأراضي المحتلة عام 1948، وأسيرة واحدة تواجه الاعتقال الإداريّ، وهي الأسيرة شروق البدن، ومن بينهن كذلك 11 أمّاً وهنّ: إسراء جعابيص، وأماني الحشيم، وفدوى حمادة، وإيمان الأعور، وختام السعافين، وشذى عودة، وشروق البدن، وفاطمة عليان، وسعدية فرج الله، وعطاف جرادات، وياسمين شعبان.

وأضاف نادي الأسير أنّ من بين الأسيرات 6 جريحات، أصعب تلك الحالات الأسيرة إسراء جعابيص، التي تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، وذلك جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، والذي تسبب بانفجار اسطوانة غاز في مركبتها.

 وتحتاج الأسيرة جعابيص إلى سلسلة من العمليات الجراحية في اليدين والأذنين والوجه، حيث تُعاني على مدار الوقت من آلام، وسخونة دائمة في جلدها، مما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، حيث ترفض إدارة السجون توفيرها، بل ولا تكترث لتوفير أدنى الشروط الصحية اللازمة لها، علمًأ أنها فقدت 8 أصابع من يديها، يُشار إلى أنها محكومة بالسّجن 11 عاماً، وهي أمّ لطفل.

وتواجه الأسيرات ظروفاً حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها: وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما وتضطر الأسيرات استخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، وتتعمد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهن، عدا عن "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهن، خاصة اللواتي يُعانين من أمراض، والأهم سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهن، وتحديداً المُصابات.

وفي هذا السياق، أكّد نادي الأسير بأن الأسيرات يتعرضن لكافة أنواع الّتنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون، لافتاً إلى أنّ عام 2019، كانت سياسة تعذيب النساء إحدى أهم السياسات التي عادت إلى الواجهة، مقارنة مع السنوات السابقة، حيث اقتربت روايتهن من رواية الأسيرات الأوائل حول مستوى أساليب التعذيب.

وتتمثل أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة الاحتلال بحق الأسيرات، بإطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما وتعرضت عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعيّ.

وكانت أبرز شهادات التعذيب مؤخراً شهادة الطفلة نفوذ حمّاد التي اعتقلت هي وزميلتها إسراء غتيت، من القدس في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وتعرضتا للتنكيل والضرب والتعذيب، منذ لحظة الاعتقال حتّى نقلها إلى سجن "الدامون".

وبعد نقلهن إلى السجون، تُنفذ إدارة سجون الاحتلال بحقهن سلسلة من السياسات والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهن.

وكان شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021، محطة هامة ومفصلية في تجربة الأسيرات، حيث نفّذت  إدارة سجون الاحتلال عملية قمع واسعة بحقّهن، وكانت المحطة الأخطر، خلالها  اعتدت عليهن بالضرب والسحل ونكّلت بهن، وعزلت مجموعة منهن، في محاولة لاستهداف التمثيل الاعتقاليّ لهن، والذي يشكّل أحد أهم منجزات الحركة الأسيرة، ولفرض مزيد من إجراءات السيطرة والرقابة عليهن.

وتمكّنت الأسيرات في هذه المحطة وبمساندة كافة الأسرى، من الدفاع عن حقوقهن وحماية منجزاتهن، ومواجهة إدارة السجون. حيث تحاول الأسيرات ابتكار أدوات فاعلة لمواجهة بنية السّجن، وأبرز هذه الأدوات التعليم.

ومنذ انتشار الوباء واجهت الأسيرات عملية عزل مضاعفة، وحُرمن لفترات من زيارات العائلة، ككافة الأسرى، حيث تحاول إدارة السّجون ترسيخ العديد من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها منذ بداية الوباء، والتي تُشكل في جوهرها جملة من الانتهاكات.

ومع بداية العام الجاريّ أًصيبت سبع أسيرات بفيروس "كورونا" وواجهن ظروفًا غاية الصعوبة، في ظل انعدام الظروف الصحية اللازمة.

وأكد نادي الأسير أن الأسيرات وككافة الأسرى، يواجهن انتهاكات جسيمة، حيث تحاول أجهزة الاحتلال بكافة أدواتها انتهاك حقوقهن، فعلى مدار عقود ورغم المطالبات المتكررة على عدة مستويات فلسطينية من وضع حد لما ينفذه الاحتلال بحقّهن إلا أنّ رده كان دائماً هو التصعيد وفرض مزيد من الانتهاكات بحقّهن.

يُشار إلى أنّ  أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية هي الأسيرة فاطمة برناوي من القدس، والتي اُعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977، أي بعد عشر سنوات على اعتقالها، وقد بلغ عدد حالات الاعتقال للنساء منذ عام 1967، إلى أكثر من 16 ألفاً، وشكّلت انتفاضتا العام 1987 والعام 2000 محطات فارقة مع تزايد أعداد الاعتقالات بين صفوف النساء.

ومنذ عام 2015 حتّى نهاية العام المنصرم 2021، اعتقل الاحتلال نحو 1100 من النساء والفتيات، حيث تركزت عمليات الاعتقال في القدس، التي شهدت لمستوى عالٍ من المواجهة، تحديدًا في أواخر عام 2015 (الهبة الشعبية)، وكذلك مع تصاعد المواجهة في شهريّ نيسان وأيار من العام المنصرم.

على صعيد آخر، أكدت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين في بيان صحافي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز جثامين 6 شهيدات، أقدمهن الشهيدة دلال المغربي منذ العام 1978.

وأوضحت الحملة، أن الشهيدات هن: دلال المغربي منذ العام 1978، ودارين أبو عيشة منذ العام 2002، ووفاء إدريس منذ عام 2002، وهنادي جرادات منذ العام 2003، ووفاء برادعي منذ العام الماضي 2021، ومي عفانة منذ العام الماضي 2021.

المساهمون