قالت وزارة الهجرة العراقية، الثلاثاء، إن مخيم الهول السوري يضم 29 ألف عراقي من أصل نحو 70 ألفاً يقيمون في المخيم، الواقع شمال شرقي سورية، ويخضع لسلطة "قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، ويأتي ذلك مع تواصل مساعي العراق لعمليات النقل التدريجي للعائلات الموجودة في المخيم، ممن يقول إنهم لا يملكون أي مشكلات قضائية أو عليهم مؤشرات أمنية.
وقال وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، الثلاثاء، إن "مخيم الهول يضم 70 ألف نازح من جميع دول العالم، منهم 29 ألف عراقي"، وتحدث عن عودة 300 أسرة إلى منازلهم من أصل أكثر من 600 أسرة عادوا مؤخراً من مخيم الهول السوري.
وأضاف أن "وزارة الهجرة تقتصر مهامها على الإغاثة والإيواء وليس لها علاقة بالإجراءات الأمنية والتدقيق الأمني للأسر"، مشيراً إلى أن "الوزارة لديها نية بإنهاء ملف النازحين".
وتابع النوري أن "الوزارة أغلقت خلال فترة حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي 50 مخيماً، ولم يبق سوى 26 مخيماً في إقليم كردستان"، موضحاً أن "الوزارة تأمل من حكومة كردستان التعاون في إنهاء هذا الملف".
وقال مسؤول بوزارة الهجرة العراقية لـ"العربي الجديد" إن جهاز الأمن الوطني يتولى عملياً إدارة ملف النازحين في مخيم الهول، لكنه أشار إلى أن عملية إعادتهم قد تطول فترة أطول من المتوقع، خاصة في ظل وجود رفض سياسي من القوى الحليفة لإيران بشأن جهود إعادتهم.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن "عمليات تدقيق أمنية شديدة تخضع لها الأسر العائدة، وتخضع أيضاً لبرامج تأهيل واندماج بالمجتمع تجري في مخيم الجدعة، وهو محطة استقرارهم بعد وصولهم إلى العراق".
عضو منظمة دجلة الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية محمد عباس الحديدي، قال لـ"العربي الجديد" إن "تجربة إعادة أكثر من 600 أسرة من مخيم الهول كانت ناجحة، ولم تسجل أي مشكلات حولها".
وأضاف أن "أكثر من 200 طفل التحق بالدراسة من الأسر العائدة، وهم بالنهاية ضحايا لا مجرمون"، مؤكداً أن جهود إعادتهم تتم من خلال قوات الأمن العراقية، وبرعاية التحالف الدولي، "لكن يبقى العدد العائد منهم قليلا جداً مقارنة بالموجودين هناك، خاصة مع وجود خطورة مستمرة على حياة الكثير منهم".
ووفقاً للحديدي، فإن فكرة وجود محطة انتقالية في العراق قبل عودة العوائل للمدن ضرورية "مع وجود برامج تأهيل ودمج، نظراً للفترة التي أمضوها في المخيم السوري، لكن المطلوب توسعة مخيم الجدعة جنوبي الموصل أو بناء آخر للسماح بعودة عدد أكبر منهم بالدفعات المقبلة".
والأربعاء الماضي، بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، ملف مخيم الهول السوري.
وبحسب بيان رسمي عراقي صدر عن الحكومة، فإن الأعرجي شدد على "أهمية أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في إنهاء ملف مخيم الهول، لما يمثله بقاء هذا المخيم من خطر حقيقي على العراق والمنطقة"، مؤكداً "تعاون العراق مع المجتمع الدولي لإنهاء هذا الملف".