مصر: قوائم انتظار لمرضى كورونا وانسحاب تدريجي للأطباء

15 مايو 2020
أعضاء من الطاقم الطبي بمستشفى إمبابة في القاهرة (Getty)
+ الخط -
كشف مصدر مطلع في وزارة الصحة المصرية، اليوم الجمعة، "عدم وجود أماكن للمصابين الجدد بفيروس كورونا بجميع مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية"، مشيراً إلى إصدار وزيرة الصحة هالة زايد، تعليمات بإعداد قوائم انتظار للمرضى في كل محافظة على حدة، وتبليغ المصابين بضرورة الحجر المنزلي لحين التواصل معهم، متجاهلة بذلك مطالب نقابة الأطباء بشأن الحاجة لفتح مستشفيات عزل جديدة بمختلف المحافظات.

وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن عدد المصابين بالفيروس بين صفوف الأطباء والممرضين ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الماضية، نتيجة غياب التدابير الوقائية داخل أغلب المستشفيات، وعدم توافر الأقنعة الطبية والقفازات لأفراد الطاقم الطبي، لافتاً إلى أن الأطباء يطالبون الآن عبر مجموعات خاصة بتطبيق "واتساب" بـ"الانسحاب التدريجي من المستشفيات حفاظاً على حياتهم، وسلامة ذويهم".

وأوضح أن "هناك أطباء بدأوا يعتذرون عن الحضور إلى المستشفيات الحكومية لأداء مهامهم بحجج واهية، بل إن الكثير منهم على استعداد لتقديم استقالاتهم من وزارة الصحة"، مردفاً: "الأطباء يعيشون حالة مشروعة من الخوف على أنفسهم، وعلى أسرهم، نتيجة ضعف إجراءات الوقاية، وعدم توافر أماكن لهم في مستشفيات العزل في حالة إصابتهم بالعدوى".

وتابع المصدر: "إجراء تحليل PCR للمخالطين للحالات المصابة بالفيروس أصبح يحتاج إلى وساطة حالياً، سواء بالنسبة للأطباء أو الممرضين أو غيرهم من فئات المجتمع"، مستكملاً: "الأمر نفسه ينطبق على الحالات الموجبة، والتي لا تجد لها مكاناً في أي مستشفى للعزل، والوزارة تطالبها بالحجر المنزلي لحين توافر أماكن، وهو ما يعني الانتظار حتى وفاة أحد المرضى لاستبدال مكانه".

وطالبت نقابة الأطباء الرئيس عبد الفتاح السيسي، أخيراً، بسرعة التدخل لدى وزارة الصحة من أجل تغيير تعليمات مكافحة العدوى، والتي جرى تعديلها بناءً على قرار من إدارة مكافحة العدوى في وزارة الصحة، وتقضي بوقف التحليل لأفراد الأطقم الطبية من المخالطين للمصابين بفيروس كورونا، في وقت تتزايد حالات الإصابة بين الطواقم الطبية نتيجة مخالطة المرضى.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لخمس ممرضات مصابات بالعدوى، الجمعة، تقول إحداهن فيه: "التحليل بتاعنا طلع إيجابي، ونقف أمام مستشفى قصر العيني الفرنساوي منذ الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ولا يوجد أحد تواصل معنا... ونحن ثلاث ممرضات من مستشفى أبو الريش، واثنتان من مستشفى الملك فهد".

وأضافت الممرضة: "الحالات الخمس حرارتها مرتفعة، وكل ما نكلم أحدا مسؤولا يقول لنا إن الوضع سيئ. وبيحاولوا يفضوا مكان... وإحنا واقفين في الشارع أمام المستشفى، وحالات مصابة بتيجي من الخارج، وتدخل المستشفى تتحجز... وإحنا قاعدين زي ما إحنا، فياريت حد يتصرف!".

من جهتها، أعلنت منى مينا، العضو السابق في مجلس نقابة الأطباء، دعمها لمطالب نقيب الأطباء، حسين خيري، ونقيب أطباء القاهرة، شيرين غالب، بتطبيق الحظر الشامل في البلاد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وحتى نهاية إجازة عيد الفطر، نظراً للصعوبة الشديدة في إجراء المسحات طبقاً للبروتوكولات المستحدثة من وزارة الصحة، وبالتالي عدم تسجيل الإصابات بالعدوى.

وقالت مينا في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك: "المستشفيات والأطقم الطبية مش ملاحقة، أو مستوعبة الأعداد، ولو ماحاولناش نوقف التزايد اللي الحاصل، الوضع هايبقى أخطر بكثير"، مستطردة: "فيروس كورونا ليس له علاج حتى الآن، ولا يوجد أمامنا سوى إجراءات الوقاية لمقاومته".

وأضافت: "هذه الفترة هي فترة إجازات، وقطاع العاملين بنظام اليومية يكون في إجازة، ولدينا العادات الاجتماعية المعروفة قبل وأثناء العيد، من شراء الكثير من المستلزمات، والسفر للأهل، وزيارات المعايدات... كل هذا سيعطي فرصة عالية جداً لانتشار الفيروس، والأخطر سيساعد على وصوله من القاهرة إلى المحافظات التي لا تزال الإصابات بها بسيطة".

وختمت مخاطبة الحكومة: "لا يصح فتح الفنادق والمراكز والمحال التجارية غير الضرورية، وتقليص ساعات الحظر، ونتحدث بعد ذلك عن وعي المواطن، أو أن (الناس مخطئون)، لأن هذه الإجراءات تُعطي انطباعاً شديداً للمواطن بالاسترخاء... وحتى لو كان المواطن غير ملتزم بدرجة كافية، فمن الضروري وضع قواعد صارمة تمنع من تدهور الوضع، لأن الكارثة تعم على الجميع!".

دلالات
المساهمون