"مجزرة بعقلين" في لبنان: 10 ضحايا وتوقيف المشتبه به

23 ابريل 2020
اعترف بقتل زوجته عن سابق تصوّر وتصميم (فيسبوك)
+ الخط -

أوقفت الشرطة البلدية في بلدة عينبال بقضاء الشوف في لبنان، مساء أمس الأربعاء، مازن حرفوش المشتبه فيه بارتكاب جريمة بعقلين، التي راح ضحيتها 10 أشخاص، بينهم زوجته منال وشقيقاه فوزي وكريم، وخمسة آخرون من الجنسيتين اللبنانية والسورية وطفلان.

وانتشرت عند منتصف ليل الأربعاء، فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر لحظة توقيف مازن الذي كان يتحدث إليه عدد من الأشخاص، وظهر أحدهم يقول له "كنت طلّقتها.. شو عملت يا مازن"، ويسأله عن المكان الذي خبّأ فيه جثة شقيقه.


وعثرت عناصر الدفاع المدني اللبناني، فجراً، على جثة القتيل العاشر في الجريمة عند ضفاف نهر بعقلين، وعملت على نقلها إلى "مستشفى بعقلين الطبي"، وذلك بحضور الأجهزة الأمنية المختصّة وإتمامهم الإجراءات القانونية اللازمة، حيث اعترف المشتبه فيه مازن بمكان وجود جثة شقيقه فوزي عند توقيفه.

وأفاد رئيس بلدية بعقلين عبدالله الغصيني، "العربي الجديد"، بأنّه "عُثر على المشتبه فيه مازن، في حديقة فيلا في بلدة عينبال، وهي خارج نطاق بعقلين، واقتاده عناصر الشرطة القضائية إلى مفرزة بيت الدين للتحقيق معه".

ولفت الغصيني إلى أنّ "المشتبه فيه، اعترف بقتل زوجته طعناً بالسكين في المنزل، عن سابق تصوّر وتصميم، ثم خرج من منزله وبيده بندقيّة صيد، أطلق منها النار على شقيقه فوزي فأرداه قتيلاً بالقرب من النهر، وأخفى جثته لمجرّد الشك بخيانتهما له، هو وزوجته، ومن دون أن يملك أيّ دليل على هذه الخيانة على حدّ اعترافه". وقد عُثر على جثة شقيقه، فجر اليوم الخميس. كما قتل مازن شقيقه الثاني كريم، الذي يصغره سناً، لأنّه أخفى عنه، على حدّ قوله، علاقة أخيه بزوجته. واعترف مازن بقتل الآخرين لأنّهم ظهروا أمامه وهو مسلّح، من دون أيّ دافع شخصي، "ما يدلّ" بحسب رأي رئيس البلدية، على انهيار عصبي أصاب مازن، أفقده عقله ليرتكب هذه الجريمة المروّعة التي راح ضحيتها 10 أشخاص.

وكشف الغصيني، لـ"العربي الجديد"، أنّ عائلتي الزوج والزوجة هما على توافق، وقرّر الطرفان إقامة عزاء مشترك، اليوم الخميس، لأولادهم ضحايا جريمة بعقلين.


ومنال الزوجة، كانت معلمة مدرسة ووحيدة لوالديها وأمّاً مضحية، قُتِلَت مرّتين، الأولى بسكين زوجها الذي ارتكب جريمته لمجرّد "الشك"، والثانية بطلقات "نار الأحكام المسبقة"، إذ سرعان ما تُحمّل النساء مسؤولية جرائم قتلهنّ، كيف لا والقانون بحدّ ذاته، في لبنان "يبرّر" هذه الأفعال الجرميّة بربطها بـ"الشرف". إذ حتى النائب في البرلمان اللبناني، مروان حمادة، الذي يفترض به أن يكون "مسؤولاً" وضع المجزرة في الخانة نفسها، قبل أن تنكشف حتى ملابسات الجريمة، واعترافات الزوج المشتبه فيه.


سريعاً، أصدرت العائلة المفجوعة التي خسرت زهرة بيتها بياناً، نعت فيه الضحايا، رفضت من خلاله الاتهامات التي سيقت بحق المغدورة، لأنّها "أشرف من كلّ ما قيل أو يقال، ومن الواجب على كل من لا يعرف أن يلتزم الصمت لأنه يضع في ذمّته شابة طاهرة وأولاداً أبرياء".

وعلّقت وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم، على الجريمة التي هزت الرأي العام في لبنان، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر" كتبت فيها: "لا يمكنني أمام هول المجزرة التي هزّت بعقلين الحبيبة، وشكّلت صدمة لجميع اللبنانيين إلّا أن أعبّر لعائلات الضحايا الأبرياء عن أحرّ التعازي وكامل التضامن كمواطنة ومسؤولة مع التزامي الراسخ بمتابعة التحقيقات الأمنية والقضائية المكثّفة، لإحالة مرتكبي الجريمة أمام قوس العدالة".

المساهمون