استمع إلى الملخص
- **تقرير الأمم المتحدة**: أكثر من 72 ألف مهاجر عبروا الطرق البرية المؤدية إلى البحر المتوسط في النصف الأول من هذا العام، مع وفاة أو فقدان 785 شخصاً، وزيادة اللاجئين في تونس بأكثر من ثلاثة أضعاف بين 2020 و2023.
- **دعوات الأمم المتحدة**: دعت الأمم المتحدة إلى استجابات حماية ملموسة، بناء السلام، احترام حقوق الإنسان، وإنشاء مسارات آمنة للمهاجرين واللاجئين.
كشفت الأمم المتحدة وشركاؤها الجمعة أن الطرق البرية عبر أفريقيا أكثر خطورة بالنسبة للمهاجرين واللاجئين الذين يتجهون شمالاً نحو البحر المتوسط وأوروبا، حيث يعبرون طرقاً محفوفة بالمخاطر في الصحراء ويتعرضون للاستعباد وإزالة الأعضاء والاغتصاب والاختطاف للحصول على فدية وغير ذلك الانتهاكات.
وسلّط تقرير حديث صدر اليوم عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، ومركز الهجرة المختلطة بعنوان "في هذه الرحلة، لا أحد يهتم إن عشت أو مت"، الضوء على المخاطر التي تحظى بقدر أقل من التوثيق والأضواء والتي تواجه اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون الصحراء الكبرى مقارنة بالبحر الأبيض المتوسط.
الطرق البرية أكثر فتكاً
وأفاد تقرير الأمم المتحدة بأن الطرق البرية في أفريقيا أكثر فتكاً بمرتين من الممرات البحرية عبر البحر المتوسط - وهو الطريق البحري الأكثر دموية بالنسبة للمهاجرين في العالم. محذراً من الارتفاع في عدد الأشخاص الذين يحاولون الشروع في سلك هذه المعابر البرية الخطرة التي يمكنهم أن يواجهوها، وكذلك ما يعتري الحماية من مخاطر.
Refugees and migrants continue to face violence, human rights violations and exploitation not just at sea, but also on land routes across the African continent, towards its Mediterranean coastline.
— IOM EU Office (@IOMatEU) July 5, 2024
👉 Our latest report with @Refugees and @Mixed_Migration: https://t.co/fEUrDUH128 pic.twitter.com/AyhsoVkQi2
ووفقاً للتقرير، فإن ذلك يعود إلى حد ما إلى تدهور الأوضاع واندلاع صراعات جديدة في منطقة الساحل والسودان، والتأثيرات الفادحة الناجمة عن تغير المناخ والكوارث على حالات الطوارئ الجديدة والممتدة في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، فضلاً عن مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب التي تطاول اللاجئين والمهاجرين.
ومن ضمن جاء فيه "يعبر اللاجئون والمهاجرون بشكل متزايد المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتمردة والمليشيات وغيرها من العناصر الإجرامية، وحيث ينتشر فيها الاتجار بالبشر، والاختطاف للحصول على فدية، والعمل القسري، والاستغلال الجنسي. وتتحول بعض طرق التهريب الآن نحو المناطق النائية لتجنب مناطق النزاع النشطة أو القيود الحدودية من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية، مما يعرض المهجرين لمخاطر أكبر".
ومن بين المخاطر والانتهاكات التي أبلغ عنها اللاجئون والمهاجرون التعذيب، والعنف الجسدي، والاحتجاز التعسفي، والموت، والاختطاف للحصول على فدية، والانتهاك والاستغلال الجنسيين، والاستعباد، والاتجار بالبشر، والعمل القسري، واستئصال أعضاء الجسم، والسرقة، والاحتجاز التعسفي، والطرد الجماعي والإعادة القسرية.
يعترف مؤلفو التقرير بعدم وجود إحصائيات شاملة عن الوفيات على الطرق البرية في إفريقيا. لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أشارت إلى زيادة عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في تونس بأكثر من ثلاثة أضعاف – وهي دولة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يهدفون إلى الوصول إلى أوروبا – بين عامي 2020 و2023.
ويوضح التقرير مخاطر الطرق البرية المؤدية إلى البحر المتوسط، والتي عبرها أكثر من 72 ألف مهاجر ولاجئ في النصف الأول من هذا العام، وحيث توفي أو فقد 785 شخصاً خلال تلك الأشهر الستة، وفقا لمفوضية اللاجئين.
قال المبعوث الخاص للمفوضية، فنسنت كوشيتيل، نقلاً عن روايات بعض المهاجرين واللاجئين الذين نجوا، إن بعض المهربين يلقون المرضى من شاحنات صغيرة تنقلهم عبر الصحراء، أو لا يعودون لاستعادة الآخرين الذين يسقطون. أضاف: "كل من عبر الصحراء يستطيع أن يخبرك عن أشخاص يعرفهم وماتوا في الصحراء، عندما تتحدث مع أشخاص في الجزيرة الإيطالية لامبيدوزا سيخبرك البعض عن أشخاص يعرفونهم ماتوا في البحر".
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن أكثر من 3100 شخص لقوا حتفهم أثناء عبور البحر المتوسط العام الماضي.
الأمم المتحدة: فجوات هائلة في حماية المهاجرين
قال مؤلفو التقرير، الذي استند إلى شهادات أكثر من 31 ألف شخص، إن العمل الدولي لم يكن كافياً، وأشاروا إلى "فجوات هائلة" في الحماية والمساعدة للأشخاص الذين يقومون بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. قال التقرير: "في المجمل، من المعروف أن 1180 شخصاً لقوا حتفهم أثناء عبور الصحراء الكبرى في الفترة من يناير/ كانون الثاني 2020 إلى مايو/ أيار 2024، لكن يعتقد أن العدد أعلى من ذلك بكثير".
خطر العنف الجنسي والاختطاف والموت أوردته نسب أعلى من المهاجرين الذين جرت مقابلتهم من أجل التقرير مقارنة بالتقرير السابق في عام 2020، واعتبر المشاركون في الاستطلاع الجزائر وليبيا وإثيوبيا الدول الأكثر خطورة.
قال كوشيتيل إن الفرق سجّلت المئات من حالات إزالة الأعضاء، وهي ممارسة حدثت منذ سنوات. وفي بعض الأحيان، يوافق المهاجرون على عمليات إزالة الأعضاء هذه كوسيلة لكسب المال. وأضاف: "لكن في معظم الأحيان، يتم تخدير الناس وإزالة الأعضاء دون موافقتهم: يستيقظون، وكليتهم مفقودة".
وإزاء هذا الوضع المأساوي، تدعو الأمم المتحدة وشركاؤها إلى استجابات حماية ملموسة وقائمة على الطرق لإنقاذ الأرواح والحد من المعاناة، فضلاً عن الدفع لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح ودوافع التحركات غير النظامية - من خلال العمل الإيجابي بشأن بناء السلام، واحترام حقوق الإنسان، والحوكمة، والمساواة بين الجنسين. فضلاً عن إنشاء مسارات آمنة للمهاجرين واللاجئين. كما تطالب أن تشمل هذه البلدان بلدان المنشأ واللجوء والعبور والمقصد. آملة أن تؤدي نتائج هذا التقرير إلى تعزيز الإجراءات الرامية إلى معالجة الثغرات الحالية في الاستجابة للمهاجرين واللاجئين.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)