تناسى الطفل "أُبي مقاط" آلام العلاج الكيميائي الذي يتلقاه نتيجة إصابته بسرطان الدم "لوكيميا"، حين بدأ اللعب مع عدد من المهرجين داخل مستشفى الرنتيسي التخصصي شمالي مدينة غزة.
الفرحة بدت واضحة على ملامح الطفل مقاط (4 سنوات)، والذي اكتُشف مرضه في شهر فبراير/ شباط 2019، إذ تعالى صوت ضحكاته الممتزجة بفقاعات الصابون التي أطلقها فريق "سفراء سنابل الخير" خلال مبادرة "لَوّن القدس" التي تستهدف الأطفال مرضى السرطان.
وقال والد الطفل لـ"العربي الجديد"، إن طفله بدا سعيداً خلال أنشطة الفريق، موضحاً أن "مثل هذه الفعاليات والأنشطة يمكنها تخفيف آلام الأطفال وتحسين حالتهم النفسية وكسر شعورهم بالوحدة".
وتجول الفريق بين غرف وأسِرة المرضى وتوزعت الأنشطة بين الرسم على الوجوه، ومشاركة الأطفال في تلوين رسومات القدس والمسجد الأقصى، وأبطال المسلسلات الكرتونية، إلى جانب مشاركة الأطفال في فقرات التهريج، والتنشيط، وتوزيع الحلويات والهدايا.
في الجهة المقابلة؛ وقفت آلاء القطشان، والدة الطفلة آمال (3 سنوات ونصف)، تتأمل ملامح طفلتها التي اندمجت في اللعب، بعد أن باتت منطوية خلال الفترة الأخيرة، ولا تحب اللعب بسبب آلامها.
وأوضحت القطشان لـ"العربي الجديد"، أن طفلتها عانت من آلام في قدمها خلال شهر رمضان الماضي، وتم اكتشاف إصابتها بالسرطان في العظمة الفرعية الخلفية، وأنها بدأت رحلة العلاج الكيميائي بتاريخ 7 يوليو/ تموز، وتأمل أن تساهم هذه الفعاليات في كسر الانطوائية لديها، وأن تعود لتشارك أقرانها اللعب.
في قاعة الأطفال مرضى السرطان داخل مستشفى الرنتيسي التخصصي، تبادلت الطفلة غزل الرنتيسي (7 سنوات) البالونات مع صديقتها منار أبو نصر (9 سنوات)، وقد ظهر الانسجام واضحاً على ملامحهما المنهكة بسبب المرض.
وشارك محمد شهاب مع فريق سفراء سنابل الخير في توزيع الهدايا على الأطفال، إذ صنع فانوساً ورقياً داخله بالون ملون، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه قرر صنع المجسمات الصغيرة إيماناً منه بضرورة الترفيه عن الأطفال المرضى، مؤكداً على أهمية مثل هذه الفعاليات والأنشطة في دمج الأطفال ومنعهم من الانطوائية.
وشاركه الرأي زميله المهرج محمد مهنا، من فريق سفراء سنابل الخير، والذي نظم عددا من الفعاليات المماثلة سابقاً، مضيفاً: "نحاول إسعاد الأطفال بأبسط الأدوات. من الممكن أن يساهم ذلك في التخفيف من آلامهم، ومن أعباء ذويهم".
وأوضح مهنا الذي ارتدى زي المهرج الملون لـ"العربي الجديد"، أنه وزملاءه يتعاملون بحرص شديد مع الأطفال المرضى، ويختارون الألعاب الخفيفة التي يمكنها أن تدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال دون مجهود أو إرهاق، مثل البالونات، وفقاعات الصابون، والتلوين على الوجه والورق.
وترى الأخصائية النفسية شيرين أبو ندى، من قسم الدم في مستشفى الرنتيسي التخصصي، أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تفريغ انفعال الأطفال المرضى، ومنحهم دفعة أمل ونشاط، وشعور بالمشاركة الجماعية.