الأردن: فقر الدم يصيب ثلث الأطفال و43% من النساء

27 مارس 2019
فقر الدم أكثر شيوعا بين النساء (Getty)
+ الخط -
كشف مسح السكان والصحة الأسرية في الأردن 2017/2018 الذي نفذته دائرة الإحصاءات العامة الحكومية، أن 43 في المائة من النساء وثلث الأطفال في المملكة يعانون من فقر الدم.

وأظهرت نتائج المسح الذي أطلق أمس الثلاثاء، بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن 21 في المائة من الأطفال مصابون بفقر دم خفيف، وأن 11 في المائة منهم لديهم فقر دم معتدل، كما أن المرض يعتبر أقل انتشاراً لدى الأطفال الأكثر رفاهية بنسبة 11 في المائة.

ووفق تعريف الأمم المتحدة للطفل، نجد أنّ الطفل هو "من لم يتجاوز عمره ثمانية عشر عاماً"، إذ بلغت أعداد الأطفال في الأردن نحو أربعة ملايين طفل، من أصل 10 ملايين، و30 ألف نسمة في نهاية 2018، وفق دائرة الإحصاءات العامة.

ويعتبر فقر الدم أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالأطفال، إذ إن 43 في المائة من اللاتي أعمارهن بين 15 و49 سنة مصابات بفقر الدم. وقد لوحظ أن فقر الدم مرتفع نسبياً بين السيدات في جميع المستويات التعليمية ورفاه الأسرة، وحسب المحافظة يتراوح معدل فقر الدم بين السيدات بين 35 في المائة في محافظة مادبا إلى 49 في المائة في محافظة معان.

وتتباين نسبة فقر الدم عند الأطفال، وفقاً للدراسة، حسب المحافظة، من 17 في المائة في الطفيلة إلى 41 في المائة في محافظة عجلون. وبينت النتائج أن أكثر من 9 أطفال من بين كل 10 أطفال يرضعون حليب الأم، ولكن 67 في المائة منهم فقط رضعوا من الثدي في أول ساعة من حياتهم، وتلقى ما يقرب من نصف الأطفال 43 في المائة تغذية أولية رغم أن هذا غير موصى به.

ووفق المسح، بلغ معدل الإنجاب الكلي الحالي في الأردن 2.7 طفل لكل سيدة، وانخفض هذا المعدل طردياً من عام 1990 إلى عام 2002، واستقر المعدل في الفترة من 2002 إلى 2012، وانخفض مرة أخرى بين عامي 2012 و 2017-2018.

ووفق المصدر نفسه، يختلف الإنجاب من محافظة إلى أخرى؛ فلدى السيدات في محافظة المفرق أكبر عدد من الأطفال 4.1 في المتوسط، في حين أن السيدات في محافظتي عمّان والكرك لديهن أقل عدد من الأطفال 2.3، كما يختلف الإنجاب حسب الجنسية، إذ تبلغ لدى النساء الأردنيات 2.6 طفل، في حين أن السوريات لديهن طفلان أو أكثر في المتوسط من الأردنيات أي 4.7.

ويقلّل الإنجاب من رفاه الأسر، إذ يوجد لدى السيدات في أفقر الأسر 3.9 أطفال، في المتوسط، في حين أن النساء في الأسر الأكثر رفاهية لديهن 1.4 طفل في المعدل.

من جهة أخرى، تطرق المسح لتعنيف الزوجات في الأردن، ووفقا للنتائج تعتقد ما يقرب من نصف السيدات اللاتي سبق لهن الزواج، أنّه ما بين 46 و69 في المائة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 49 و15 سنة أن ضرب الزوجة له ما يبرره لسبب واحد على الأقل، وكان السبب الأكثر تبريراً هو وجود علاقة مع رجل آخر.

وتعرضت حوالي سيدة واحدة من كل 5 سيدات سبق لهن الزواج (21 في المائة وأعمارهن 15-49 سنة) لعنف جسدي في وقت مضى منذ أن كن في سن الخامسة عشرة، و14 في المائة تعرضن لعنف جسدي في الآونة الأخيرة (خلال السنة السابقة للمسح).

ووفق نتائج المسح، فقد شكل الأزواج الحاليون النسبة الكبرى من بين مرتكبي العنف الجسدي، يليهم الأزواج السابقون، والأشقاء والآباء.

وتعرضت ربع السيدات اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن 15-49 سنة، (26 في المائة) للعنف (الجسدي أو الجنسي أو العاطفي) من قبل الزوج، كما تعرضت 20 في المائة من السيدات لهذا العنف خلال الأشهر الاثني عشر السابقة للمسح. وكان العنف من قبل الزوج الأكثر شيوعاً في محافظتي البلقاء والزرقاء، إذ أفادت 36 في المائة من السيدات اللاتي سبق لهن الزواج بتعرضهن للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي وأفادت نصف السيدات المطلقات والأرامل عن تعرضهن للعنف الزوجي.

وبين المسح أن 18 في المائة من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن للعنف الجسدي من قبل الزوج، وكان الدفع والهز والصفع أكثر أنواع العنف الجسدي التي يتم الإبلاغ عنها في الغالب.

من الملاحظ أن غالبية السيدات اللاتي سبق لهن الزواج وتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل الزوج (67 في المائة) لم يقمن بإعلام أحد أبداً ولم يطلبن المساعدة. وقد بحثت 19 في المائة عن المساعدة لوقف العنف، فيما أفادت 14 في المائة بأنهن أخبرن الأشخاص الآخرين ولكن لم يطلبن المساعدة.

 
وأفادت أكثر من ربع السيدات اللاتي سبق لهن الزواج بوجود صلة قرابة بالزوج الحالي أو السابق. ومن الجدير بالذكر أن زواج الأقارب أصبح أقل شيوعاً في الأردن، إذ انخفض من 56 في المائة في العام 1990 إلى 28 في المائة في العام 2017-2018.

المساهمون