حمّى الضنك لا ترحم باكستان

25 أكتوبر 2019
هل يشفى من الحمّى؟ (عاصف حسن/ فرانس برس)
+ الخط -

ينتشر مرض حمى الضنك في باكستان، ويؤدي إلى موت العشرات، وقد وصل عدد المصابين إلى الآلاف. وعلى الرغم من الإعلانات المتكررة للحكومات المتعاقبة، حول وضع استراتيجيات لمكافحة المرض، فإنّ عدد الإصابات والوفيات يشير إلى أنّها مجرد ادعاءات. وقد أفادت وزارة الصحة، في بيان، بأنّ عدد المصابين بمرض حمى الضنك قد ارتفع إلى 16 ألف مصاب، مؤكدة أنّ المستشفيات تستقبل يومياً أكثر من 500 مصاب في مختلف أنحاء البلاد. ويشير البيان إلى أنّ الوضع سيختلف في القريب العاجل مع بدء فصل الشتاء، بسبب تراجع انتشار البعوض في هذا الفصل، ما يؤدي إلى تراجع نقل المرض من شخص إلى آخر عبر هذه الحشرات.

ويحتلّ إقليم البنجاب المرتبة الأولى في ما يتعلق بعدد المصابين، ويصل عدد المرضى في الإقليم إلى 3475 مصاباً، يليه إقليم خيبر بختونخوا (شمالي غرب باكستان)، وقد وصل عدد المصابين إلى 3412 مصاباً، ثم إقليم السند (جنوب) الذي سجل 2902 مصاب. وفي إقليم بلوشستان (جنوب غرب البلاد)، وصل عدد المصابين إلى 2681 مصاباً. أما في العاصمة إسلام أباد، فوصل عدد المصابين إلى 2777 مصاباً. وفي الشطر الباكستاني من إقليم كشمير، يقدّر عدد المصابين بحمى الضنك بـ373. أما في المناطق القبلية، فقد وصل عدد المصابين بالحمى إلى 312.

كذلك، تشير بعض الإحصائيات إلى أنّ عدد الضحايا الذين أدى مرض حمى الضنك إلى مقتلهم هذا العام وحده وصل إلى تسعة وعشرين، في وقت يقول الأطباء إنّ عدد المصابين والضحايا أكثر مما تذكره الإحصائيات الرسمية. ففي المناطق الباكستانية النائية، نادراً ما يسجّل المرضى كونهم يتلقون العلاج في عيادات خاصة وليس في المستشفيات الحكومية. حتى أن الإدارات الصحية في المناطق النائية نادراً ما تُسجّل لدى الحكومة.




ويتّهم الأطباء الحكومة الحالية بأنها غير جادة في القضاء على المرض، ولم تعدّ خططا من أجل مكافحته. في هذا الصدد، يقول الطبيب في مستشفى "خيبر" في مدينة بشاور محمد شاهد، لـ "العربي الجديد"، إنّ الحكومة، سواء المركزية أو الإقليمية، لم تأخذ القضية على محمل الجدّ ولم تحرك ساكناً إزاءها، على الرغم من ارتفاع عدد المصابين والضحايا في كل أنحاء البلاد. يضيف: "ما من خطوات احترازية ووقائية على غرار ما كان يحدث في الحكومات السابقة، وما من إستراتيجية متكاملة من أجل معالجة المرضى، ما يدلّ على أن الحكومة مقصّرة".

وفي إقليم خيبربختونخوا، حيث يستمرّ النزاع بين الحكومة المحلية وبين الأطباء الذين يستمرون في إضرابهم عن العمل، يشير شاهد إلى أن الأزمة كبيرة، ولا يستطيع المصابون بحمى الضنك الحصول على العلاج المناسب. ويقول إنّ تهديدات الحكومة وإقالة الأطباء المضربين عن العمل ضاعفت معاناة المرضى وذويهم في إقليم خيبربختوا، وكان على الحكومة أن تجد حلاً للمشكلة، علماً أنّ المرض منتشر ويشكل خطراً على صحة المواطنين، ويحتاج علاجه إلى عناية خاصة من قبل الحكومة والأطباء معاً. ومن أجل مكافحة المرض، عقدت اجتماعات وندوات بهدف توعية المواطنين حول المرض وكيفية الوقاية منه واتخاذ خطوات احترازية.

من جهة أخرى، أثارت مُقدّمة برنامج "ريبورت كارد" الذي تبثه قناة "جيو" الباكستانية، أبسه كومل، الأسبوع الماضي القضية. وقال الإعلامي سليم صافي إنّ الحكومة الباكستانية لا تملك أيّ برنامج أو خطة من أجل مكافحة المرض، مؤكداً أنّ الحكومة السابقة، على الرغم من الثغرات في برامجها الصحية، كانت لديها خطة لمجابهة هذا المرض الذي أثر في صحة المواطنين. بدوره، قال المحلل السياسي حسن نثار، في البرنامج نفسه، إنّ الحكومة تواجه مشاكل كثيرة، مؤكداً أنّه مع بدء موسم الشتاء، يتراجع المرض.



كذلك، عقد مؤتمر نظمته قناة "إكسبريس" المحلية في العاصمة إسلام آباد لمناقشة حلول لهذه المشكلة. في هذا السياق، تقول مسؤولة إدارة مكافحة مرض حمى الضنك، في إقليم البنجاب، شاهناز نعيم، إنّ المشكلة الأساسية تثمثّل في أسلوب حياة المواطنين. على سبيل المثال، في منطقة بوتوهار تاون في مدينة راولبندي، التي تقع إلى جوار العاصمة إسلام آباد، يخزّن الأهالي المياه في المخازن البلاستيكية تحت الأرض، حيث يتجمع البعوض الذي ينقل المرض من شخص إلى آخر. بالتالي، من المهم العمل على إيجاد حلول لأسس المشكلة. وتدعو إلى التنسيق بين الإدارات الحكومية المختلفة، خصوصاً إدارات الصحة الإقليمية، لأنّ عدم التنسيق يؤدي إلى استفحال القضية.
المساهمون