لبنان: الأطفال مرضى السرطان يتجاوزون قطع الطرق بمساعدة الصليب الأحمر

21 أكتوبر 2019
وصل إلى المركز اليوم (عن صفحة سان جود)
+ الخط -
في الأوقات العصيبة لا بدّ من الالتفات إلى جوانب إنسانية أساسية، لا يمكن أن تنتظر. هذه حال كُثر من المرضى في لبنان، ممن أضرّ قطع الطرقات المترافق مع التظاهرات الشعبية ضدّ الحكومة والنظام، بهم وبغيرهم.

مع ذلك، تمكن كُثر من المرضى من العبور إلى المستشفيات، والمراكز الطبية، ومن بينهم الأطفال المرضى بالسرطان، ممن يتلقون علاجهم الدوري، في "مركز سرطان الأطفال في لبنان (سان جود)" في العاصمة بيروت بفضل جهود بعض الجمعيات الناشطة كـ"الصليب الأحمر اللبناني".

نشر المركز منذ يوم أمس، بياناً حول نقل الأطفال إليه، جاء فيه: "نطلب من جميع مرضى المركز في حال وجب عليهم تلقي العلاج يوم الإثنين وفي حال توقعهم مواجهة عوائق تمنعهم من الوصول الاتصال بنا وبالفريق الطبي، وسوف تُتخذ الإجراءات المناسبة لضمان تلقي العلاج في المركز أو في أقرب مستشفى لمكان وجودكم". واليوم صباحاً، نشر على صفحته في "فيسبوك" إدراجاً، جاء فيه: "نشكر الصليب الأحمر اللبناني لمساعدة مرضانا بالوصول إلى المركز بأمان. نشكر أيضاً كلّ من ساعدنا ودعمنا".

في هذا الإطار، يقول المسؤول الإعلامي في المركز، بلال الكوش، لـ"العربي الجديد" إنّ المركز يستقبل سنوياً 300 طفل يتلقون العلاج فيه، ويتراوح العدد اليومي للحالات بين 40 و60 حالة. وبينما يشير إلى أنّ المركز يضم مرضى مقيمين أيضاً، فإنّ الحالات التي تأتي إليه لتلقي العلاج الكيميائي وغيره، من السابعة والنصف صباحاً إلى الخامسة مساء، واجهت مشاكل في الوصول من خارج بيروت في الأيام الأخيرة، وهو ما دفع المركز إلى التكفل بإيصالها إليه بمساعدة "الصليب الأحمر اللبناني".

من جهته، يقول أمين عام جمعية "الصليب الأحمر اللبناني" جورج الكتاني، لـ"العربي الجديد" إنّ سيارات الجمعية نقلت اليوم الإثنين 17 طفلاً مريضاً بالسرطان إلى "سان جود" بالإضافة إلى مرضى كلى يحتاجون إلى الغسيل في بعض المستشفيات.

سيارة لـ"الصليب الأحمر اللبناني" أوصلت أطفال "سان جود" اليوم من طرابلس إلى بيروت (عن صفحة سان جود على فيسبوك)














ويخص الكتاني "العربي الجديد" ببيان صادر باسمه، حول العمليات التي نفذتها "الصليب الأحمر" جاء فيه: "تحية إنسانية وبعد، نتقدم في ما يلي بتقرير شامل عن خدمات الصليب الأحمر اللبناني خلال مسيرة الاحتجاج التي اندلعت في بيروت وأنحاء البلاد كافة منذ ليل الخميس الواقع في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حتى صباح اليوم الإثنين 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2019. فقد استجاب الصليب الأحمر اللبناني لـ876 حالة طوارئ. فقام بـ 62 عملية نقل من مستشفى إلى مستشفى. وكون السيارات المدنية لا تتمكن من عبور الحواجز على الطرقات، فقد وفّر الصليب الأحمر اللبناني نقل 229 مريضاً ممن يحتاجون إلى علاجات موجبة في المستشفيات كحالات غسيل الكلى والرنين المغناطيسي، ومنها 17 حالة سرطان من الشمال إلى مستشفى سان جود في بيروت. وهذه العمليات تمت بالتنسيق مع جميع نقاط التفتيش. بالإضافة إلى ذلك، أجريت 453 حالة إسعاف في مراكز الإسعاف في الجمعية. وتمّ كذلك توفير 80 وحدة دم. تبقى قطاعات الصليب الأحمر اللبناني وفرقه في حالة تأهب كامل، للاستجابة للنداء وسنوافيكم بكل مستجدّ".

في ختام حديثه، يشير الكتاني إلى أنّ حادث إطلاق النار على المتظاهرين في طرابلس لم يؤدِّ إلى قتلى كما أشيع، بل إصابات بعضها ما زال يتلقى العلاج. أما حريق المبنى في وسط بيروت، فقد أدى بالفعل إلى مقتل عاملين سوريين اختناقاً. ويتمنى الكتاني على وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عدم استخدام اسم "الصليب الأحمر اللبناني" وصور سيارات الإسعاف في الجمعية، في أخبار غير دقيقة. وذلك بعد انتشار صورة لسيارة إسعاف تابعة للجمعية، زُعم أنّها نقلت مسؤولين حكوميين، عبر الطرقات المقطوعة، إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث تعقد جلسة حكومية، خصوصاً أنّ قاطعي الطرقات يسمحون لبعض الجهات، ومن بينها سيارات الإسعاف بالعبور.
المساهمون