نازحو درعا عند الحدود مع الجولان المحتل: واقعٌ مرير وظروف مأساوية

01 يوليو 2018
أحوالهم صعبة جداً (تويتر)
+ الخط -
اتجه عشرات آلاف النازحين من درعا إلى ريفها الغربي والمناطق الواقعة قرب الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، لكن ظروفهم لا تقل مأساوية عن النازحين قرب الحدود مع الأردن.

ويتبع الاحتلال الإسرائيلي منهجاً يمنع دخول النازحين الفارين من بطش النظام وروسيا إلى الأراضي المحتلة، الأمر الذي أكده وزير الدفاع أفغيدور ليبرمان، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال ستقدم المساعدات الإنسانية للنازحين، وأنه لا مجال بتاتاً لعبورهم إلى المنطقة المحتلة من هضبة الجولان.

ويصف علي أبو سالم، أحد النازحين إلى المناطق القريبة من الحدود مع الجولان، الحياة في مخيم بريقه على حدود الجولان قائلاً: "المعيشة كانت صعبة قبل هجمة النظام على درعا، واليوم ازدادت صعوبتها أكثر، والنازحون بعضهم فوق بعض هنا، وارتفاع الأسعار جنوني، خصوصاً الخضراوات". لافتاً في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن النازحين هناك يبنون الخيم معتمدين على بعض الأخشاب أو جذوع الأشجار.

أما ياسين عنبر (39 عاماً) النازح من بلدة تل السمن فيقول لـ "العربي الجديد" إنه أحضر معه عند نزوحه "أغناماً وماعزاً كنت أمتلكها، ونحن اليوم نستفيد منها كثيرا، نحصل على الحليب ومشتقاته منها، وأحيانا نرسل لبعض النازحين من حولنا بعض ما عندنا من أغذية. أجد بيع الحليب صعباً رغم الحاجة، ولو كان عدد أغنامي أكبر لكنت قدمت جزءاً كبيراً من منتوجها مجاناً للناس، فالحال من بعضه".

ويتابع عنبر "أخرج للرعي باكراً لكن ضمن المنطقة قرب الجولان المحتل، أعداد النازحين كبيرة، أفكر في نفسي، هل سنبقى هكذا مشردين وإلى متى وهل سيصل النظام إلى هنا؟ ولكن أحاول أن أهرب من هذه الأفكار، كونها تثير الرعب لدي، أتابع طريقي وأجمع ما أجده من أعواد أو أخشاب لتستخدمها زوجتي في طبخ الطعام فليس لدينا غاز للطهو، ونعتمد على (البابور) لإعداد الأمور البسيطة كون أسعار المازوت مرتفعة والحصول عليه صعباً".


أما النازحة من بلدة كفرناسج، علياء أم سعيد (40 عاماً) فتقول لـ "العربي الجديد"، "هربت من الموت، فلم يعد من الممكن البقاء في البلدة، الطائرات من السماء والصواريخ من الأرض، همُّ الأطفال أكثر ما يؤرقنا، فإن إصابة أحدهم أصعب من الموت في ظل هذه الظروف، والأوضاع هنا مأساوية جداً، نريد شيئاً نجلس أو ننام عليه، والموجود عبارة على شوادر من البلاستيك وضعنا جزءاً منها على التراب في أرضية الخيمة، كي ننام عليها، وهي لا تتسع للجميع، فينام بعضنا على التراب أو قطع من الكرتون".

وتشير إلى أن "الأولاد يخرجون للعب ثم يعودون وثيابهم متسخة بالتراب، لا يمكن الصراخ عليهم كما كنا نفعل سابقاً أو تأنيبهم، فلم نعد نقوى على ذلك أو نبالي به، فليلعبوا بما يشاؤون وكيفما يشاؤون".



أما الستيني حمدان أبو سامة، وهو أيضاً من النازحين لمناطق قريبة من الحدود مع الجولان المحتل، فيقول: "لا نريد من الدول ولا من العرب شيئاً سوى أن تكون هذه المنطقة هنا آمنة، وبعيدة عن قذائف وطائرات النظام، والغذاء والماء نحن نتدبرهما، سنحفر بالصخر بحثاً عنه. النظام لا يميز بين طفل أو امرأة أو عجوز، فكلهم سواء عند آلة القتل هذه، ولم يبق لنا شيء سوى أولادنا، بعد أن دمر القصف البيت، الخيمة هي آخر مكان لإيواء الأطفال والنساء".

ويقول لـ"العربي الجديد": "مأساة نعيشها بكل معنى الكلمة، نرجو الله أن يخلصنا مما نحن فيه، لم أمتلك القوة لشد حبال الخيمة عندما قدمت إلى هنا لشدة حزني، ولم تنفع كلمات أولادي وإخوتي في مواساتي، ولا أستطيع تمالك نفسي لأني أشعر بالحرقة على الدوام لما حل بنا".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 160 ألف مدني فروا من المناطق التي تهاجمها قوات النظام والطائرات الروسية في جنوب غرب سورية، في حين يقدر الناشطون في درعا والقنيطرة أعداد المُهجرين جراء القصف بنحو 300 ألف نسمة.
المساهمون