البحث عن مسكن... فصل جديد من معاناة مهجري القلمون الشرقي

01 يونيو 2018
عودة النازحين من عفرين تؤثر في النازحين إليها (فيسبوك)
+ الخط -
لم تتوقف معاناة المهجرين قسرياً من بلدات ومدن القلمون الشرقي عند ترك بيوتهم وأرضهم، بعد ما عاشوه خلال السنوات الأخيرة، ففصول المعاناة تبدو ممتدة ومجهولة الخاتمة في مخيمات ومناطق الشمال السوري الذي لا يجدون فيه المأوى.

يروي الناشط الإعلامي المهجر من القلمون، مروان القاضي، لـ"العربي الجديد"، الصعوبات التي واجهها المهجرون ويقول: "وصلنا إلى مخيم دير بلوط في ريف حلب الغربي، ومن ثم قرر كثيرون مغادرة المخيم لصعوبة العيش في خيام لا تقيهم حراً ولا برداً، وتوجهنا باتجاه قرى منطقة عفرين، وغالبية تلك القرى كانت خالية من السكان".

ويضيف: "حين وصولنا إلى تلك القرى، أخذنا تصريحات من الجهات الأمنية والمدنية المسؤولة إداريا عن المنطقة، ولجأ بعض المهجرين إلى البيوت الخاوية، والتي كان الكثير منها بحاجة لإعادة تأهيل نتيجة الحرب. المشكلة التي تواجه المهجرين اليوم، أن أصحاب تلك البيوت بدأوا بالعودة إلى مناطقهم تدريجيا، مما يجعلنا مضطرين للمغادرة، حتى أن البعض تنقل خلال الشهر الأخير بين عدة بيوت، ليجد نفسه اليوم بلا مأوى".


وتتفاقم المشكلة نتيجة أفواج عودة سكان قرى ريف عفرين، والذين يتوافدون بأعداد كبيرة من جراء الاستقرار النسبي الذي يخيم على المنطقة.

أما سعيد هيشان، المهجر من القلمون، فترك مخيم دير بلوط وتوجه إلى المنطقة الجبلية من عفرين للبحث في قراها عن منزل يسكنه مع أسرته، ويقول لـ"العربي الجديد": "تنقلت بين أكثر من منزل في ريف عفرين، وكل مرّة كنت أعتقد أنني استقررت فيه، يعود صاحب المنزل، مما يجعلني مضطراً للبدء مجددا برحلة البحث عن منزل آخر لي ولزوجتي ولأبنائي الثلاثة".

ويضيف: "قبل مدة، وصلت إلى إحدى القرى الجبلية في عفرين، والقرية تضاريسها قاسية، وليس بها أي خدمات، لكن لا خيار أمامنا. وجدت بيتا بلا سكان، وحصلت على إذن من الجهة الأمنية المسيطرة على القرية، ثم نظفت المنزل وسكنت به، وبعد أسبوع واحد عاد صاحبه فكان عليّ الخروج".

من جهته، قرر سعيد جمعة، وهو ضابط منشق من القلمون، ترك عفرين والتوجه إلى إعزاز ليستأجر منزلا هناك لعائلته. ويوضح جمعة لـ"العربي الجديد": "لدي أبناء في المدرسة، اثنان منهم بفترة امتحانات المتوسط والبكالوريا، ومن غير المناسب أن تستمر حالة عدم الاستقرار التي عشناها في عفرين، حيث نضطر إلى تبديل البيوت، حتى بات البحث عن مأوى قصة يومية".


وتبقى أزمة إيجاد مسكن، والاكتظاظ الكبير الذي تعيشه مناطق ريف حلب الشمالي، وبينها عفرين، من أشد الأزمات التي تواجه القائمين على تلك المناطق، وتؤرق عيش النازحين إليها، والذين تجاوز عددهم 150 ألف مهجر قادمين من مناطق دمشق وريفها وحمص وريفها الشمالي.​

المساهمون