60% من أطفال اللجوء السوريين في تركيا لديهم اضطرابات نفسية

23 مايو 2018
رحلة اللجوء لم تتوقف (فيسبوك)
+ الخط -
60 في المائة من الأطفال السوريين اللاجئين يعانون أمراضاً واضطرابات نفسية، هؤلاء الأطفال هربوا مع أسرهم من المعارك في بلادهم، ومروا برحلة اللجوء الشاقة، مخلفين وراءهم أحبة وأرواحاً غالية، وانتهت باستقرارهم في موطن غريب. ورغم سنوات اللجوء الطويلة ومحاولات إعادة استقرارهم، إلا أن آثار الحرب والتهجير حفرت عميقاً في وجدانهم.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة مرمرة التركية في مدينة إسطنبول ونشرت في مايو/أيار الجاري، أن 60 في المائة من الأطفال اللاجئين السوريين في تركيا يعانون أمراضًا نفسية، أي أن بين كل عشرة أطفال سوريين لاجئين هناك على الأقل ستة يعانون من أمراض نفسية، جراء تعرضهم لصدمات حين كانوا في سورية.

ومن آخر الجهود المبذولة للتصدي لهذه المشكلة التعاون بين جامعة "بيلغي" التركية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، من أجل تقديم الدعم النفسي لمن يحتاجه من اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا، والبالغ عددهم نحو 4 ملايين لاجئ.

وبحسب صحيفة "مليت" التركية، فإن السوريين الذين يعانون نفسياً من آثار الحرب لم تتوفر لهم فرص العلاج والدعم النفسي، ويأتي التعاون السابق الذكر بين الجامعة التركية والصندوق الأممي لسد النقص في هذا المجال.

ويشارك في المشروع متخصصون (بروفيسور، وأستاذان جامعيان، وطالبا دكتوراه، إضافة إلى 20 أكاديميا)، بغرض تقديم الخدمات النفسية للاجئين والعلاج المناسب لهم، إضافة إلى عقد المؤتمرات والندوات لإفادة زملائهم من الخبرات المكتسبة التي تعود بالنفع على اللاجئين أيضاً.


ولفتت الصحيفة إلى أن المراكز المعنية باللاجئين والمرتبطة بالقطاعات الحكومية من مراكز الصحة والجمعيات الخاصة المتعاونة، يمكن للاجئين التقدم لها والاستفادة من خدماتها مع توفير الترجمة. وأشارت إلى أن مدير قسم الدراسات العليا في الجماعة البروفيسور تامر أكر، هو المشرف على المشروع.

وأوضح أكر للصحيفة أن "الاكتئاب هي الحالة الأكثر شيوعاً بين اللاجئين، والناجمة عن الحرب والنزوح والعنف ومشكلة الانسجام الثقافي (الاندماج)، وتلك الصدمات تؤثر سلبا على الصحة النفسية".

وتابع "إن الدراسات الميدانية التي أجريت على اللاجئين بيّنت أن حالات القلق والصدمات تأتي بعد الاكتئاب لجهة عدد الحالات، وتأتي بعدها الاضطرابات والتوتر".

وتفيد أرقام حكومية رسمية بأن اللاجئين السوريين في تركيا بلغ عددهم أكثر من 3.5 ملايين، يقيم معظمهم في الولايات الحدودية، ونحو 400 ألف منهم في المخيمات. وتسعى الحكومة لتوفير خدمات التعليم والصحة لهم مجانا، إضافة إلى مزايا أخرى، من بينها الحصول على الجنسية التركية، وبالفعل جنست تركيا عشرات آلاف السوريين، في حين أن عشرات الآلاف غيرهم ينتظرون إتمام معاملات تجنسيهم، وهذه الخطوة تخرج من هم في مخيمات اللجوء إلى سوق العمل.  
المساهمون