أربع أفكار نمطية حول انفصام الشخصية

11 مايو 2018
هو ليس خطراً (كريستيان إندر/ Getty)
+ الخط -


"انفصام الشخصية هو ازدواجية الشخصية"... "المرضى المصابون بانفصام الشخصية خطرون"... "هؤلاء عاجزون عن العمل"... وتكثر الأفكار النمطية المرتبطة بهذا المرض العقلي، الأمر الذي يساهم في وصم المصابين به. ويتحدّث الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية برنار غرانجيه عن عدد من الأفكار النمطية المتعلقة بمرض انفصام الشخصية أو مرض الفصام أو شيزوفرينيا، في مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة المتخصصة في علم النفس.

1- انفصام الشخصية يعني أنّ المرضى مصابون بازدواجية الشخصية
عندما نسمع كلمة "انفصام الشخصية"، فإنّ هذا الكليشيه يتبادر سريعاً إلى ذهننا. وفي حياتنا اليومية، بمجرّد أن يناقض شخص ما أقواله، حتى نرى أنفسنا وقد علّقنا "هذا مصاب بانفصام الشخصية". ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ ازدواجية الشخصية ليست من أعراض هذا المرض، ونتكلّم هنا عن "تنافر"، وهو ما يعني عدم اتساق وظائف الجهاز العصبي المركزي المختلفة.

2- انفصام الشخصية يعني أنّ المصابين به خطرون
أمام شخص يتصرّف بغرابة وبطريقة مختلفة عن طرق الآخرين، نشعر بالقلق والخوف؛ إذ نميل إلى تخيّله عنيفاً. في الواقع، واحد في المائة تقريباً من مرتكبي جرائم القتل يشخَّصون بانفصام الشخصية. واستثنائياً، قد يأتي عدد من المرضى بأعمال عنيفة. هؤلاء الأشخاص يمثّلون قبل كلّ شيء، خطراً على أنفسهم، إذ إنّ نسبة الانتحار بينهم تأتي مضاعفة 13 مرّة بالمقارنة بعموم السكان. يُذكر أنّهم يقعون أكثر من سواهم ضحية اعتداءات مختلفة في غالب الأحيان.




3- انفصام الشخصية مرض نادر جداً
كثيرون لا يدركون أنّ النسبة العالمية تشير إلى شخص واحد مصاب بانفصام الشخصية من بين مائة شخص. نحن نشعر بأنّ المرض نادر لأنّ المصابين به يُعزَلون عن المجتمع. فالعائلات تميل إلى إخفاء مرض أحد أفرادها، إذ إنّ الوصم كبير في هذا السياق. وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء على الهامش، في حين تصنَّف الحالة مسألة صحة عامة. من هنا، لا بدّ من إيجاد الوسائل المناسبة لرعاية هؤلاء الأشخاص وتقبّلهم في المجتمع مع إعاقتهم.

4- انفصام الشخصية يعني أنّ المصابين به لا يستطيعون العمل
هذا أمر غير صحيح. كثيرون هم المرضى الذين يصيرون متوازنين بفضل الرعاية التي يحصلون عليها. ثمّة آخرون تأتي إصاباتهم خفيفة، بالتالي يستطيعون العمل في بيئة عادية. وإذا كان بعضهم غير قادر على التطوّر في مهنة ما لأنّ أعراض مرضه مرهقة، فإنّ العمل يؤمّن لآخرين ترسيخاً في الواقع.
المساهمون