عروسان فلسطينيان يعقدان قرانهما في مكتبة

29 يناير 2018
العروسان تيّم ونوال يتقبلان التهنئة (العربي الجديد)
+ الخط -


جرت العادة في حال قرر شاب وشابة أن يعقدا قرانهما، أن يكون ذلك في منزل العروس أو في المحكمة الشرعية، إلا في حالات نادرة، حين تكون للمكان الذي يختاره شريكا الحياة الجديدين مكانة كبيرة في قلبيهما.

في مرحلة البحث عن مكان خاص وهادئ لعقد قران أحمد تيّم وشريكة حياته نوال خويرة، من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بحثا عن مكان يعني لهما، ويكون مميزا يستذكرانه طول حياتهما.

توجه الاثنان إلى مكتبة بلدية نابلس، وهو المكان الذي اعتادا الذهاب إليه لمطالعة الكتب والقراءة، وللحديث عن ترتيبات عقد القران، إلا أن فكرة مميزة خطرت ببالهما بأن يعقدا القران في المكتبة، وهو المكان الذي جمعهما للمرة الأولى.

"هذا ما حدث فعلا"، يقول أحمد تيّم، في حديثه لـ"العربي الجديد"، ويضيف: "كانت هنالك زيارة بين عائلتينا، وقرأنا الفاتحة خلالها، وقررنا بعدها أن نعقد زواجنا في المكتبة. دعونا أصدقاءنا المقربين، بالإضافة إلى عائلتينا، وأحضرنا المأذون إلى المكتبة، بعد طلب إذن من مدير المكتبة الذي أدهشه طلبنا، لأنه لم يسبق أن خطر ببال أحد غيرنا طيلة سنوات عمله منذ تأسيس المكتبة".

توجه أحمد ونوال إلى المكتبة عصر يوم الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى عائلتيهما والأصدقاء، ليجدوا موظفي المكتبة بانتظارهم رغم إنهاء دوامهم، راغبين بحضور عقد القران، وأحضروا هدية لهما كانت نسخة من القرآن الكريم، وكتاب تاريخ مدينة نابلس.

ويشير تيّم إلى أن الأجواء كانت هادئة بعيدا عن الضجيج الذي يحدث في المراسم التقليدية لـ"كتب الكتاب"، وزادها المكان المميز راحة. وتبعت عقد القران كلمات بسيطة تعقيبا على الحدث الجميل، الذي شبّهه تيّم بجلسات النقاش التي تتبع قراءة رواية أو كتاب.

عقد الزواج في مكتبة... سابقة في نابلس (العربي الجديد) 



ويقول: "الفكرة من هذه الخطوة، أن هذا المكان الذي نرتاده يومياً وأجلس فيه منذ أكثر من أربع سنوات، صارت له خصوصية كبيرة داخلنا، وهو مكان نحبه ونحب طقوسه، ونسعى لأن تكون له ذكرى كبيرة تربطنا به إلى الأبد".

يعمل أحمد تيّم مدرس كيمياء في مدرسة الكندي بمدينة نابلس، وهو لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم العين للاجئين، شمال غرب المدينة. أما نوال خويرة، فهي مهندسة تخرجت من جامعة النجاح الوطنية، وتعمل في مهنتها. يحاول أحمد ونوال ألا ينقطعا عن المكتبة، فبعد أن ينهي أحمد دوامه في المدرسة يتجه إلى المكتبة يستكمل فيها عمله المدرسي، في حين تتجه نوال للمكتبة بدورها بعد إنهاء عملها.

كانت ردة فعل الناس وزملاء أحمد ونوال إيجابية، بعد سماع خبر عقد قرانهما في المكتبة، وأعجب الجميع بفكرتهما المميزة، ونشرت الكثير من صفحات "فيسبوك" الخبر الذي لقي إعجابا كبيرا من الناس.

لدى أحمد اهتمام كبير منذ الصغر بالقراءة، وعمل على مبادرات ثقافية عدة، منها غرفة كتاب ونهر حياة، كان ينفذ من خلالها لقاءات شبابية لمناقشة كتب ثقافية وروايات، فتلك المبادرات كانت تهدف إلى تحفيز الجيل على القراءة في ظل العزوف الكبير عن ثقافة المطالعة.
المساهمون