قاتل الطفلة زينب لا يزال طليقاً... والحمض النووي يؤكد أنه مجرم متسلسل

14 يناير 2018
الطفلة المغدورة زينب أنصاري (تويتر)
+ الخط -


لم تهدأ موجات الغضب والاستنكار في باكستان والعالم إثر الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الطفلة الباكستانية زينب أنصاري البالغة من العمر 7 أعوام، التي قتلت بعد الاعتداء عليها جنسياً يوم الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري، وعثر على جثتها ملقاة بالقمامة بعد خمسة أيام على قتلها في مدينة قصور بإقليم البنجاب.

وردت الشرطة الباكستانية أمس السبت على الغضب العارم الشعبي والسياسي والإعلامي، بالتصريح أن إلقاء القبض على مرتكب الجريمة بات قريباً، وإنها اعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم ومساعدتهم للقاتل والمغتصب.

واستندت الشرطة إلى اختبار الحمض النووي للإشارة إلى أن جريمة قتل زينب واغتصابها ليست الوحيدة التي ارتكبها المجرم، بل إن ثمة سبع جرائم أخرى يعتقد أن الجاني نفسه ارتكبها بحق أطفال في المنطقة ذاتها، ما يعني أنه سفاح ارتكب سلسلة جرائم بالأسلوب نفسه، استهدفت أطفالاً.

وقال مسؤول أمن مدينة قصور، عارف نواز، إن اختبار الحمض النووي يثبت أن الجاني نفسه ضالع في سبع جرائم اعتداء جنسي على أطفال وقتلهم، عدا الجريمة الأخيرة التي راحت زينب ضحيتها، نافيا في الوقت نفسه نبأ اعتقال الجاني.

وأضاف أن "الأمن الباكستاني اعتقل حتى الآن أكثر من 227 شخصا، وأجرى اختبار الحمض النووي لنحو 67 شخصا، ولكن النتائج لم تتوافق مع أي منهم، ما يعني أننا لم نصل إلى تحديد هوية المجرم المطلوب".

وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة لاعتقال الجاني، قال المسؤول "إننا نواصل الجهود مستخدمين كافة السبل المتاحة، كما نستعين بكاميرات المراقبة التي لم تنفع حتى الآن، لأن الصور المتوفرة ضعيفة للغاية، لم تمكننا من التعرف على الجاني".



كما ذكر المسؤول أن كاميرات المراقبة تؤكد أن هناك من ساعد الجاني، وإن الجريمة لم ينفذها شخص واحد.

وكانت "بي بي سي" نشرت مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر الجاني وهو يمسك بيد الطفلة ويسير بها إلى أن يتوارى عن مجال الرؤية. لكن الصورة كانت ضعيفة ولم تظهر ملامح القاتل.


كما جرى تداول فيديو يظهر رجلاً كان يحوم حول منزل الطفلة قبل ليلة من خطفها وقتلها، وكان الفيديو مساعداً لتحديد ملامح تقريبية للقاتل الذي لا يزال طليقاً حتى الآن.


في غضون ذلك، قال الناطق باسم الحكومة المحلية في إقليم البنجاب، ملك أحمد خان، إن "التحقيقات التي أجريت إلى الآن تثبت أن الجناية ارتكبها شخص بغاية المهارة، ويبدو أن ذلك هو ليست جنايته الوحيدة إذ ثمة أحداث وقعت في المنطقة نفسها وبنفس الأسلوب، ما يعني أن الرجل مدمن على الاعتداء الجنسي على الأطفال، قبل قتلهم".



ولفت ملك إلى أن "صور كاميرات المراقبة ومجريات الاعتداء تؤكد أن الرجل لم يفعل ذلك وحده بل ثمة من تعاون معه، غير أن اختبار الحمض النووي يؤكد أن الاعتداء الجنسي ارتكبه شخص واحد، وتبحث سلطات الأمن عنه".

من جانبه، قال وزير الصحة في الحكومة المحلية بإقليم البنجاب، خواجة عمران نذير، "إن الجناية ارتكبت بعد مراقبة دقيقة"، مطالبا المواطنين بالتعاون معهم "لأن الجاني سيقدم على أحداث مثيلة إذا لم يلق القبض عليه. من هنا فإن تعاون المواطن أمر لا بد منه لأجل القضاء على مثل هذه الأعمال البشعة".

كما أعلنت الشرطة عن جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات تفيد بإلقاء القبض على القاتل، خصوصاً أن الجريمة أججت الشارع الباكستاني وليس في البنجاب فقط. وخرجت التظاهرات المطالبة بالقبض على المجرم، وتوقيف العصابات التي تستهدف الأطفال قتلاً واعتداءً بعد أن زادت أعداد الجرائم التي دون رادع.





وأعلنت شرطة مدينة قصور أن المعتقلين الثلاثة المشتبه بتعاونهم مع المجرم نقلوا إلى مركز الأمن للتحقيق معهم. كما ذكرت أن أحد أعضاء اللجنة الأمنية الخاصة التي تحقق بالجريمة جرى تعيين بديل عنه بطلب من والد الضحية، بعد أن زارت اللجنة منزلهم وموقع الجريمة.

وأعربت منظمات حقوقية وإنسانية عن استنكارها للجريمة مطالبة بإحقاق العدالة والنيل من المجرم. ووفقا لمنظمة "ساحل" غير الحكومية التي تتخذ من إسلام أباد مقرا لها، يبلغ يومياً في باكستان عن وقوع 11 حالة من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال. وإن زينب تضاف إلى عشرات الأطفال الذين قتلوا في منطقة القصور في إقليم البنجاب في العام الماضي. وأشارت إلى أن الشرطة تعرفت إلى أفراد عصابة من متعاطي الجنس مع الأطفال في المنطقة ذاتها عام 2015.


وأطلقت حملة تضامن بعنوان #JusticeForZainab لقيت مشاركة من أنحاء العالم، بهدف الضغط على السلطات الباكستانية لكي تضع حداً للجرائم التي تطاول الأطفال.



المساهمون