توقف دخول المساعدات الإنسانية لسورية عبر باب الهوى بعد يومين

09 يوليو 2024
معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال غرب سورية (العربي الجديد)
+ الخط -

تنتهي بعد يومين حركة دخول قوافل المساعدات الإنسانية الأممية من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال غرب سورية، وهو المعبر الوحيد المتاح لإدخال هذه المساعدات إلى المنطقة، التي تعاني من انخفاض كبير في حجم المساعدات. وتتخوف معظم الجهات الإنسانية العاملة في المنطقة من عرقلة عمليات المساعدات العابرة للحدود عبر المعبر.

ويلفت مدير العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى، مازن علوش، إلى أن حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت المعبر منذ بداية العام الحالي منخفض، ولا يقارن بالأعوام السابقة. قائلاً لـ"العربي الجديد": "في 11 من شهر يوليو/تموز الجاري، ستنتهي حركة دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الأممية من معبر باب الهوى. ولاحظنا خلال العام الجاري انخفاضاً متتالياً في كمية المساعدات الإنسانية العابرة عبر الحدود، بحجة ضعف تمويل الدول الداعمة". هذا الانخفاض كبير مقارنةً بالأعوام السابقة وفق ما أكد علوش، وذلك بالرغم من زيادة احتياجات الأهالي في منطقة شمال غرب سورية. إذ بلغ إجمالي عدد الشاحنات 241 شاحنة، منها شاحنات تابعة لمنظمة الهجرة الدولية، ومفوضية اللاجئين، ومنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الطفولة.


وأضاف علوش خلال حديثه عن أعداد شاحنات القوافل الإنسانية: "كانت هذه الأعداد تدخل خلال يومين، الآن تدخل خلال 6 أشهر. يتوجب العمل بشكل مكثّف لضمان استمرار دخول المساعدات الإنسانية خلال الفترة القادمة، وتعزيزها ورفع عددها لعدة أسباب، منها منع روسيا من تسييس ملف المساعدات. إذ إن آلية التفويض تمنع النظام من التحكّم بالمساعدات وطرق إيصالها لشمال غرب سورية، إضافةً إلى منع عمليات السرقة والنهب من قبل منظمات النظام، من خلال منع بيع هذه المساعدات في السوق المحلية. كما أن آلية ادخال المساعدات عبر باب الهوى تحد من حدوث انهيار اقتصادي في المنطقة، وتحد من انتشار المجاعة". مشدداً على أن إيقاف أو تقليص المساعدات سيسبب انخفاض وتيرة العمليات الإنسانية بوتيرة أكبر، بالإضافة إلى زيادة عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية، وذلك بسبب تركيز المنظمات الإنسانية على الفئات الأكثر احتياجاً.
وتشكو النازحة المقيمة في مخيمات كفرلوسين، رولا العليوي، من قلة المساعدات الإنسانية التي جرى تقليصها بشكل كبير منذ بداية العام الحالي، موضحة خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أن المساعدات اقتصرت على بعض السِّلل الغذائية المحدودة واستهدفت الفئات من ذوي الإعاقات وفاقدي المعيل، في الوقت الذي يشكو فيه السواد الأعظم من النازحين من الفقر وقلة مصادر الدخل. مؤكدة أن زوجها، رغم أنه على قيد الحياة، ولكنه ليس كذلك مع ضيق العيش وحيرته في كيفية تأمين متطلبات العائلة المؤلفة من ستة أبناء من طعام وشراب وكساء وأدوية وسط كل هذا البؤس والغلاء، خاصةً أنه حاول مراراً الحصول على فرصة عمل ثابتة دون جدوى، واقتصر كل ما استطاع الحصول عليه على بعض الليرات التركية لقاء عمله المتقطع في البناء. مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية كانت تغطي جزءاً مهماً من احتياجاتهم الأساسية، غير أن انقطاعها جعلهم في مواجهة مباشرة مع الجوع والحاجة، مطالبةً المعنيين والمنظمات الإنسانية بالنظر في حال شعب شُرِّد وفقد أرزاقه ويعيش في مخيمات لا تحقق أدنى متطلبات العيش.

وطالب الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، في بيان له، مطلع العام الجاري، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية لمنع تسييس القضايا الإنسانية المتعلقة بالمساعدات. جاءت هذه المطالبة عقب التحذيرات الأممية من ارتفاع عدد المحتاجين في سورية. كما أكد تحالف المنظمات الإنسانية السورية أن منطقة شمال غرب سورية تواجه أزمات إنسانية متتالية، وسط انقطاع آمال العودة لملايين السوريين، بسبب "انقطاع التمويل عن عشرات المشاريع وتخفيض كبير في عشرات المشاريع الأخرى". وأكد التحالف في بيان صدر، أمس الاثنين، أنه "لا بدّ من استمرار آلية عبور المساعدات عبر الحدود وبقائها بعيدة عن المصالح الدولية والقرارات السياسية لضمان حياة ملايين الأشخاص".

المساهمون