اليمن: برنامج لتطعيم خمسة ملايين طفل ضد الشلل

22 فبراير 2017
يطرق القائمون بالحملة أبواب البيوت (محمد حويص/Getty)
+ الخط -
تُنفّذ في الوقت الحالي حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في اليمن، بهدف تحصين خمسة ملايين طفل في الدولة الفقيرة. ويطرق القائمون بالحملة أبواب البيوت في شوارع صنعاء لتطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

وعبّر مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن تدهور الأوضاع الصحية في اليمن، ووجهوا نداء لجمع 2.1 مليار دولار كمساعدات، لتوفير طعام ومستلزمات طبية وأدوية ضرورية لليمنيين.

وتقول منظمة الصحة العالمية، إن المنشآت الطبية التي لا تزال تعمل بكل طاقتها أقل من نصف المنشآت الطبية الموجودة في اليمن وعددها نحو 3500 منشأة، وإن أكثر من 500 منشأة منها اضطرت إلى الإغلاق، بينما تعاني تلك التي لا تزال تعمل صعوبات جمة.

وقال المشرف على برنامج التطعيم ضد مرض شلل الأطفال في اليمن، عبده حلبوب: "نحن نقوم بتنفيذ هذه الحملة في ظل هذه الأوضاع الصعبة وأوضاع الحروب والعدوان الغاشم على اليمن. وإن شاء الله سنقوم بتحصين جميع أطفالنا وقاية لهم من الأمراض المعدية".


وأعاقت الضربات الجوية لميناء الحُديدة الرئيسي في اليمن وصول الإمدادات الطبية. يُضاف إلى ذلك القيود المُشددة التي تفرضها الحملة العسكرية -للتحالف الذي تقوده السعودية- على الموانئ الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي يُعَقّد الحصول على المعدات والمستلزمات والأدوية.


وصرح المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، روبرت مارديني، أن المهمة التي تقوم بها اللجنة في اليمن صعبة لكنها أساسية للتأكد من حصول الناس على المساعدات التي يحتاجونها.

وأضاف "الناس في اليمن لا يموتون هذه الأيام نتيجة التعرض المباشر لقنبلة أو لقصف أو لغارة جوية فقط، لكنهم يموتون أيضا لأنهم لا يمكنهم التوجه لجلسة غسيل كلوي أو لعدم توفر الأنسولين. ونعمل الآن في هذا المجال لأن الاحتياجات هائلة. ونحن أيضا على سبيل المثال في أماكن مثل تعز يمثل توفر الغذاء إشكالية نتيجة للصراع، ونتيجة لأن المدينة محاصرة جزئيا الآن.. طورنا برنامجا لإمداد الناس بالخبز ناجحا جدا لأنه لن يتسنى للناس الحصول على خبز بطرق أخرى".

وأردف مارديني "نعرف أن اليمن مكان خطير. فقدنا فيه الكثير من زملائنا في السنوات الماضية. عشرة زملاء من الهلال الأحمر اليمني قُتلوا خلال العامين الماضيين أثناء قيامهم بواجبهم. كما قُتل اثنان من زملائنا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا، في سبتمبر/أيلول 2015. كما خُطف زميل لنا في الآونة الأخيرة. لذلك نعلم أن اليمن مكان في غاية الخطورة. لكننا نعرف أن هناك احتياجات إنسانية، ودورنا هو أن نساعد في تلبيتها. بالتالي، فنحن ملتزمون بالتواجد على هذه الجبهة التي تستدعي حذرا، والعمل عن كثب مع أناس متضررين من الحرب، والتيقن على الدوام من أن جميع أطراف الصراع على المستويين السياسي وعلى الأرض ومن يحملون السلاح سيحترمون واجبنا والتفويض الممنوح لنا ويضمنون أمننا على الأرض".

وتُظهر إحصاءات للأمم المتحدة أن نحو 3.3 ملايين شخص، بينهم 2.1 مليون طفل، يعانون بالفعل من سوء تغذية. ويشمل هؤلاء 460 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من أسوأ شكل لسوء التغذية يجعلهم عرضة للوفاة في حالة إصابتهم بالتهاب رئوي أو إسهال.