هولندا تتخلص من حافلات الديزل

10 يناير 2017
بانتظار رأي الركاب (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأت مدينة إيندهوفن الهولندية اختبار عشرات الباصات العاملة بالكامل على الطاقة الكهربائية، في مسعى منها لتصدر قائمة المدن الأوروبية في استخدام وسائل المواصلات العاملة على الطاقة المتجددة والنظيفة، وللاعتماد كلياً على وسائل النقل هذه على مستوى المدينة، وتعميمها لاحقاً في مختلف مدن هولندا.

من المعروف أنّ هولندا تشهد ارتفاعاً في معدل نقل الركاب والبضائع باستخدام وسائل تستهلك طاقة متجددة ويمكن تأمينها من خلال الرياح أو المياه، وهما مصدران تستغلهما البلاد بامتياز، وباتت شركاتها من بين أكبر الشركات العاملة في هذا المجال عالمياً.

تمكنت مدن هولندية عدة من توفير بنية تحتية تشجع على استخدام السيارات ووسائل النقل الكهربائية. وتنتشر قوابس الشحن في المدن الرئيسية أو في بلديات يستخدم أناس كثر فيها تلك السيارات. مؤخراً، اختبرت مدينة روتردام مئات مصادر شحن السيارات الكهربائية، وذلك باعتماد تقنية "الواي فاي" لشحن السيارات بلا مقابس.

إيندهوفن تتصدر مدن أوروبا الآن بامتلاكها الأسطول الأكبر من الباصات المنعدمة الانبعاثات. وعلى الرغم من بدء 43 باصاً السير في شوارعها إلا أنها ما زالت في بداية مرحلة تجريبية لمراقبة أدائها. وقد حضر مشاركون ومتابعون من شركات نقل وبلديات أوروبية تلك التجارب، في ما يعبّر عن رغبة من أطراف عديدة في استلهام التجربة. وبحسب وسائل إعلام هولندية فإنّ شركات النقل الألمانية والفرنسية رأت في ما تخطط له المدينة الهولندية أرضية صالحة للتجربة والاختبار العملي.



يبلغ طول الحافلة 18 متراً، وتسير بسرعة أقصاها 70 كلم في الساعة. وهي مزودة بأنظمة إلكترونية حديثة وكاميرات مراقبة. كذلك، هي هادئة إلى حدّ يصبح من الصعب على سائقي الدراجات الهوائية أو المشاة سماعها وهي تقترب. لذلك ستعتمد على استخدام أصوات غير مزعجة لتحذيرهم، من ذلك استخدام صوت رنين كالذي يستخدمه بائع الآيس كريم.



الحافلات قطعت مسافة 80 كلم في مرحلة التجربة، وبعدها ستتوسع وتمتد مساحة تغطيتها ومحطاتها، لكن لن يكون الباص قادراً على المسير لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وربما أقل، اعتماداً على عدد الركاب ووزنهم وسرعة الرياح ودرجة الحرارة. في التجربة العملية الأولى، وبعد قطع الحافلة مسافة تبلغ نحو 20 كلم، كانت نسبة الطاقة المصروفة 30 في المائة. وبعد نفاد مخزون الطاقة، يعاد شحن الحافلة ثانية، من خلال قوابس الشحن داخل محطة الباص المركزية، وعملية الشحن تلك يجب أن تكون في وقتها المناسب وتحديداً من تلك القوابس القادرة على شحن البطاريات التسع للحافلة في الوقت نفسه.

تسعى شركات النقل الكبرى في البلاد إلى الاستثمار وتعزيز حصتها المستقبلية من النقل المعتمد على الطاقة النظيفة، وقد أعربت الكُبريات من بينها عن خططها للتحول الكامل من استخدام وقود الديزل إلى الطاقة الكهربائية المتولدة من مصادر نظيفة، وهو ما يفترض أن يقلل من كلفة التنقل. كذلك، أعلنت شركة كبرى بعد أسبوع من تشغيل الخط التجريبي في إيندهوفن، عن نيتها إطلاق خط حافلات كهربائية بين إحدى المدن القريبة من أمستردام ومطار هولندا الرئيس "سخيبول".

ولضمان أكبر قدر من الأمان والاحترافية في قيادة الباص، والتعامل مع نظامه ومحركه، جرى تدريب أكثر من 550 سائقاً طوال شهرين. وقد اختبروا تقنيات الباصات وآليات الشحن. ويتطلب عمل السائق مراجعة وفحص بيانات الحافلة قبل بدء الرحلة، وبعدها بشكل متواصل، بالإضافة إلى الطريق الذي يقود فيه الحافلة. كذلك، عليه أن يحافظ على دقة المواعيد.

إلى ذلك، اختارت الجهة المشغلة للحافلات الكهربائية فترة الإجازة من أجل انطلاق الرحلات التجريبية، فضغط المسافرين وعددهم سيكونان أقل. ومن أصل 43 حافلة، لم تتمكن ثلاثة من الوصول إلى وجهتها النهائية، ما استدعى قطرها، وأعاد القائمون على التجربة والشركة المشغلة تلك الأعطال إلى مشاكل في الطريقة التي شحنت الحافلات الثلاث بها. وقالوا إنّهم كانوا يتوقعون حدوث مشاكل مشابهة، كي يتمكنوا من العمل على تلافيها قبل الانطلاق الرسمي لعمل الحافلات الكهربائية على مستوى أوسع.

الهولنديون معروفون بحماسهم تجاه استخدام الطاقة المتجددة، واعتماد وسائل نقل نظيفة. مع ذلك، أبدى المسافرون الذين شاركوا في التجربة، امتعاضاً بسبب ازدحام الركاب في الحافلة، وبسبب طول فترة الانتظار على الأرصفة خلال شحن الحافلات بالطاقة، وتحميل الركاب.

دلالات
المساهمون