مسلمون في أميركا: الصورة ضبابية حيال مصيرنا

29 يناير 2017
تجمع للمهاجرين بعد قرار ترامب (تويتر)
+ الخط -
لم تنتظر السلطات الأميركية كثيرا كي تبدأ العمل بأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الجمعة، الذي يمنع دخول رعايا سبع دول عربية ومسلمة إلى الولايات المتحدة، حتى إن كان لديهم تأشيرات دخول مسبقة.


ولا يستثني الأمر رعايا تلك الدول الذين يعيشون في الولايات المتحدة منذ سنوات ويحملون إقامة عمل ومعيشة "غرين كارد". إذ تلقى هؤلاء النصح من مؤسسات حقوقية بعدم المغادرة، والعودة سريعا في حال كانوا في الخارج.


وأفادت التقارير الأولية بالسماح لبعضهم بالدخول بعد تحقيق مطوّل معهم شمل حواسيبهم الشخصية وحساباتهم على "فيسبوك"، الأمر الذي تقول مؤسسات حقوقية إنه غير قانوني.


وتمكنت إحدى المنظمات الحقوقية الأميركية اليوم الأحد من الحصول على أمر قضائي يمنع السلطات الأميركية من ترحيل المحتجزين في مطار نيويورك، ومطارات الولايات المتحدة أو في الطريق إليها، ويسمح لهم بالبقاء إلى أن تنظر المحاكم في وضعهم، خاصة أن جميع هؤلاء لديهم تأشيرات دخول سابقة.


في حين تواصلت المظاهرات اليوم الأحد أمام مطار جون كينيدي في نيويورك اعتراضاً على توقيف بعض العائدين إلى الولايات المتحدة.



 

ويشمل هذا المنع أكثر من 130 مليون شخص، وهو مجموع تعداد سكان تلك الدول السبعة. ويؤثر هذا المنع على طلبات اللجوء، خاصة تلك المتعلقة بالسوريين والعراقيين المتواجدين خارج الولايات المتحدة، إذ يُتوقع تأخير معاملاتهم في أفضل الأحوال، أو تجميدها.

بعد منع مهاجرين من دخول البلاد(تويتر) 



وتقول دنيا رزان، وهي طالبة دكتوراه إيرانية في جامعة نيويورك، لـ"العربي الجديد" إنها محظوظة للغاية لأنها تمكنت من العودة قبل أن تمنع من الدخول. وتضيف "أدرس وأعيش في الولايات المتحدة منذ نحو ثماني سنوات ومعي إقامة دراسة وعمل. غادرت الولايات المتحدة إلى إسبانيا قبل أسبوعين لعمل بحوث ميدانية لثلاثة أشهر. لكني فوجئت باتصال من الأستاذ المسؤول عني في الجامعة يطلب مني العودة فورا قبل أن يوقع ترامب على أمر منع".





وتتابع "على الرغم من سعادتي بالعودة، ولكني لا أدري ماذا أفعل بالشق الميداني لبحثي، فالانتظار طويلا مكلف، وعندي وقت محدود لأنهي فيه دراستي وهذا يعقد الأمور كثيرا".

أما السورية لميس، التي أجرى "العربي الجديد" مقابلة معها قبل عام عن ظروف لجوئها في الولايات المتحدة، واتصل بها مجددا للمتابعة بعد إصدار الأمر، فبدت متوترة جدا على الهاتف. وتقول "حصلت وابنتي على اللجوء ولكن زوجي خارج الولايات المتحدة ومعه تأشيرة دخول. لم يقدم على اللجوء بسبب عمله في دول عدة ومن بينها خليجية واضطراره للسفر الدائم".



وتضيف "تحدثت مع المحامي وقال إنه من الأفضل ألا أغادر الولايات المتحدة لأن هناك مخاطرة بأن لا أتمكن من العودة. لن يتمكن زوجي من القدوم بسبب هذه الإجراءات". وتصمت طويلا وتقول "أي حياة زوجية هذه، وأي أبوة ستعيشها ابنتي بعيدا عن أبيها. ليس لنا أي مكان في العالم ممكن أن نعيش فيه كعائلة طبيعية… أين نذهب"؟

أما سمير، وهو عراقي يعيش في الولايات المتحدة منذ عشرة أعوام، فقد قدم إليها لدراسة الماجستير ومن ثم تمكن من البقاء والعمل في جامعة نيويورك، وفي مجالات أخرى. ويشعر سمير بالإحباط والقلق إذ قدم طلباً منذ أكثر من عام للحصول على الجنسية الأميركية، وتحدد موعد المقابلة الرسمية نهاية فبراير/ شباط المقبل. ويقول لـ "العربي الجديد": "قلقي أقل بالطبع من اللاجئين أو حملة الفيزا أو الـ"غرين كارد"، ولكن التعليمات الجديدة تقلقني".



ويتابع "أود أن أسابق الأيام لأحصل على الجنسية وأشعر بالاستقرار. الرؤية الآن ضبابية وهناك تخوف يومي من أي جديد يضيف أعباء جديدة".

ويوضح "كان الوصول إلى أميركا يعني عدة أمور إيجابية أهمها الحرية. وحين ننزع الحرية من ميزات الإقامة هنا فهذا يغير الصورة كثيرا". وعن زيارة أفراد العائلة له ولوالدته التي تعيش معه يشير إلى أن "الفكرة صعبة جدا الآن، فالنظرة للمحجبات هنا ولكل من يأتي من أصول عربية ومسلمة تغيرت. أختي مثلا تحمل الجنسية الألمانية ولكنها لا تريد القدوم إلى أميركا بسبب تعقيدات الحصول على التأشيرة الآن".

المساهمون