"جذور" الفلسطينية تساهم ببناء المجتمع العربي في مدينة اللّد

07 اغسطس 2016
"بالعربي أحلى" لتقوية اللغة العربية لدى الشباب (العربي الجديد)
+ الخط -


تساهم الجمعية الفلسطينية "جذور- مواطنون يبنون المجتمع" في الخطيط لمستقبل أبناء مدينة اللد، وتوجيههم نحو استمرار دراساتهم الجامعية، بما يخدم مناعة المجتمع الفلسطيني ورفع قدراته وطاقاته المهنية والأكاديمية.

كما يفتح نشاط الجمعية آفاقاً جديدة أمام الطالب الفلسطيني في المدينة، ويساعد في انخراطه في سوق العمل، ولا سيّما في المجالات العلميّة.

ويساعد تأسيس الجمعية في سدّ النقص الشديد في هذا المضمار، إذ يفتقر المجتمع العربي في اللد وباقي المدن الفلسطينية التاريخية، إلى المهن العلميّة كالهندسة المعماريّة والتقنيّة والإلكترونيّة، وغيرها من مجالات العلوم.

وتعتمد الجمعية أساساً على روح التطوع والعطاء، إذ يقوم الطلاّب الأكاديميون بمساعدة ومرافقة طلّاب المدارس العرب في اللد لسنوات، ما يساعد في نجاح مشروعها الهادف إلى تحصين المجتمع الفلسطيني الذي بات أقلية قومية، مع الإهمال المتعمّد من مؤسّسات الدولة العبريّة على مدار السنوات.

يرافق المشاركون في المشروع (طلّاب جامعات بأغلبيتهم)، طلاّب المدارس العرب، وبالتحديد طلّاب الصف الأول الثانوي على مدى ثلاث سنوات متتاليّة، وبالتركيز على ثلاثة مواضيع مهمة، وهي: الهويّة، القيادة والتوجيه الأكاديمي. وتزخر تلك الفترة بالنشاطات والأمسيات الثقافيّة والتوعويّة والتربويّة، بالإضافة إلى الجولات في اللد لغرس روح الوطنية والانتماء للبلد، التي كان المناضل الحكيم جورج حبش أحد أبنائها.

وفي حديث إلى "العربي الجديد" قال مدير الجمعية ومؤسسها، أمين الجمل: "إن المشروع مستمرّ منذ عشر سنوات، وإن مثابرة أبناء الشبيبة اللداويّة التي أخذت على عاتقها إنجاح هذه المبادرة بكامل الجديّة والحيويّة مكنها من تحقيق إنجازات ممتازة"، لافتاً إلى قصة نجاح طالبتين، كأحد الأمثلة، اللتين استطاعتا الانخراط في شركة مأكولات ومرطّبات قطريّة بعد إنهاء دراستهما الجامعيّة في الهندسة الغذائيّة. كما أشار أيضاً إلى طالب استطاع الحصول على العمل في شركة HP كمهندس إلكتروني في قضاء الرملة.

وأضاف الجمل: "أطلقنا قبل عامين مشروع "يلّا ع الجامعة" الذي لاقى نجاحًا واسعًا في المدينة، وحاليًا هنالك ثلاث مجموعات مكوّنة من 60 طالباً وطالبة، يرافقهم 40 خرّيجاً وخرّيجة مستمرون في مشوارهم".

مشاريع الجمعية وفعالياتها يتابعها الشباب الفلسطيني بمثابرة (العربي الجديد)



وفي حديث مع مديرة مشروع الأكاديميين في الجمعية ريما أبو رياش، قالت: "هذا المشروع كالحلم الذي تحقق، فهو يتلاءم مع مدينة اللد التي يفتقر شبابها وصباياها لإطار اجتماعي توعوي يجمعهم، بالإضافة إلى الحاجة لزرع روح التطوّع والعطاء".

وتابعت "حاليًا أنا أعمل في التعليم وأتطوع في جمعيّة "جذور"، وفي مجموعتي هنالك حاليًا 12 صبية يتقابلن أسبوعياً، ويبادرن لفعاليّات مختلفة مثل فعاليّة "يلاّ عالجامعة" لمساعدة الطلّاب العرب الخرّيجين في إيجاد مسار مهني كخطوة أولى من خلال التوجيه الدراسي".

ولفتت إلى تمكن المشروع من الوصول إلى كل المدارس العربيّة في اللّد، وبالذات صفوف العواشر، لمرافقتهم لمدّة ثلاث سنوات على الأقل، مشيرة إلى العمل مع مجموعتين جديدتين من الطلبة في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

النشاط الترفيهي يصب في إحياء التراث وترسيخ الهوية (العربي الجديد)


وتحدث حسن موسى، مركّز مجموعة "السينما الجماهيرية" إلى "العربي الجديد" قائلاً: "حاليًا نحن 23 طالبة وطالباً جامعياً، منقسمون إلى مجموعات مصغّرة لتنشيط الفعاليّات الثقافيّة المخصّصة لأهالي البلد العرب، بالإضافة إلى الخدمات الاجتماعيّة التي ننظمها بالتعاون مع أصحاب مهن مختلفين، لتوجيه ومساعدة المواطنين المحتاجين".

وأضاف موسى: "أسسنا مشروع "السينما الجماهيرية" لعدم وجود دور سينما في اللد منذ أوّل ثمانينيات القرن الماضي، ولعدم خروج أهالي اللد العرب إلى دور السينما في المدن اليهودية القريبة. عرضنا أفلاماً في الحارات العربيّة في رمضان ومناسبات أخرى كعيد الأم، وكانت الأفلام ذات رسائل تربويّة وتوعويّة مثل زواج البدل والتجنيد والخدمة المدنيّة، وليست أفلاماً ترفيهيّة".

وتابع "التطوّع في المجموعة مستمرّ، والمواضيع التي يمكننا الخوض فيها كثيرة، ومنها السياحة البديلة، لأننا نعلم تاريخ اللد العربي وعلينا إيصال هذه المعلومات للأجيال الشابّة".

يشار إلى أن آخر الفعاليّات الثقافيّة التوعويّة للطلّاب الأكاديميين، نظمت الخميس الماضي، وعنوانها "بالعربي أحلى". تخلّلتها ندوة توعويّة عن اللغة العربيّة من قبل مجموعة "أسوة" نتيجة تأثير اللغة العبريّة على المجتمع العربي الفلسطيني. وجرى عرض رقصة الدبكة الشعبية، وتلاها فقرة ستاند آب كوميدي للفنّان عدي خليفة.
المساهمون