نظام جديد تعده جهات سعودية للحدّ من هدر الطعام

19 يوليو 2016
الفائض يطعم المحتاج (فيسبوك)
+ الخط -



أعدّت أربع جهات سعودية، مسودة نظام جديد، يهدف للحد من هدر الطعام في المناسبات الخاصة، وإعادة الاستفادة من الطعام الزائد وتوزيعه على المحتاجين.

وخلال الأشهر الستة الماضية، عكفت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، بالتعاون مع جمعيتي "إطعام" و"سكينة" الخيريتين، على وضع نظام، يمكن من خلاله الاستفادة من أكثر من 34 في المائة من الطعام في البلاد.

ويقدر الهدر بأكثر من 280 كلغ عن كل شخص سنوياً، ويتمحور النظام الجديد على اشتراط التنسيق المسبق مع إحدى الجمعيات المرخصة، لتوزيع الطعام الفائض للحصول على ترخيص بإقامة حفل زواج واحتفالات لمناسبات خاصة.

ولا يقتصر الضرر الذي تحاول الجهات المجتمعة الحدّ منه في هدر الطعام الجيد فقط، بل يزيد في تحميل الدولة نفقات إضافة للتخلص من فائض الطعام.

وقبل تسعة أشهر، قررت السعودية تشكيل لجنة من وزارة الزراعة لوضع آليات للحد من هدر الغذاء في حفلات الزواج والمناسبات، لما يسببه من أضرار للموارد الطبيعية، وتلوث لمصادر المياه، إضافة إلى إنفاق نحو 630 مليون ريال سنوياً هي تكلفة نقل مخلفات الأطعمة والتخلص منها، و2.6 مليار ريال لتنظيف المدن، وهو رقم مرشح لأن يصل لأكثر من 3 مليارات سنوياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

من جهةٍ أخرى، أطلق عدد من الشباب مشروع "ماعون" لحفظ الطعام المهدر، والتصدي لظاهرة إهدار الطعام المنتشرة في السعودية. ويؤكد صاحب الفكرة ومدير المشروع سعود سلامة قائد أن "ماعون"، هو مشروع لحفظ النعمة، نابع من أفكار شباب من مختلف المجالات.


ويقول "وجدنا أن قضية إهدار الطعام بالسعودية هي من أكبر القضايا، والإحصائيات تشير إلى أن السعودية تصدرت قائمة الدول الأكثر هدراً للطعام، وبعض الإحصائيات أشارت إلى أنها رقم واحد بالعالم، إذ إن 34 في المائة من الطعام يُهدر كل يوم".

كما يوضح أنّ المشروع يستهدف "زبائن المطاعم والمجتمع بشكل عام، كما الحفلات والمناسبات والفنادق، ونحن عبارة عن وسيط بين الجمعيات الخيرية وتلك الأماكن، وينحصر دورنا في إيصال الطعام الزائد للجمعيات الخيرية، لتقوم بتوزيعه بمعرفتها".

وفي هذا السياق، يشدد أستاذ علم الاجتماع ومدير جمعية "رعاية" الخيرية، الدكتور موسى الشمري، على أهمية إيجاد حلول ناجحة لمشكلة هدر الطعام التي وصلت ذروتها في الأشهر الأخيرة.

ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "هدر الطعام مشكلة حقيقية لايمكن الاستهانة بها، خاصة في الحفلات الخاصة والأعراس والتي يصل فيها الهدر لأكثر من 50 في المائة من الطعام المجهز. والمؤسف أنه يمكن الاستفادة من كل هذا الطعام بدلاً من رميه في حاويات القمامة، فهناك مشاريع عدة لحفظ النعمة، فجميع مناطق المملكة تعمل على توزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولكن لا يتم الاتصال بها للتنسيق معها لتأخذ الفائض".

ويضيف "يجب أن يتم إلزام قصور الأفراح والفنادق بالتعاقد مع الجمعيات الخيرية، كي لا يتم رمي الطعام الفائض، خاصة وأن هناك عدة جهات معتمدة تقوم بتوزيع الطعام الفائض على المحتاجين، كما يمكن الاستفادة من الطعام الفائض الذي لا يصلح للأكل عن طريق تحويله إلى أسمدة عضوية، هذا سيكون مفيداً للجميع".

المساهمون