الطيور لديها عيون كاذبة

الكثير منا يرى فراشات وديداناً وقد رسم على جناحيها أو رأسها عيون غايتها إبعاد الأعداء عنها، خصوصاً الطيور. بينت الدراسات أنّ الطيور غالباً ما تتردد بالتهام حشرة لديها عيون كاذبة في المكان المناسب، أي في الرأس.

كذلك، هناك كثير من الطيور التي لديها عيون كاذبة، وهي أيضاً تلعب دور الحماية لها من أعدائها الطبيعيين. ولعلّ العيون الكاذبة بل حتى الوجوه الكاذبة تعتبر من أهم طرق الدفاع عن النفس في عالم الحيوانات. فمع هكذا عيون ووجوه، تقنع الكثير من الأنواع عدوها أنّها خطرة وتراقبه. معظم الحيوانات الصائدة تتجنب أن تقابُل الوجوه عند الهجوم وتعتمد عنصر المفاجأة وتنقض على فريستها من الخلف. لكن إذا كان لدى الفريسة عيون كاذبة أو وجه كاذب على قفاها، فإنّ المهاجم يضطر إلى تغيير زاوية انقضاضه، الأمر الذي قد يعطي الفريسة جزءاً من الثانية للهرب.

هنالك على كل حال البعض من الطيور التي لها وجوه كاذبة توحي بعيون على الجهة الخلفية من الرأس. هذه الوجوه هي عبارة عن رسوم طبيعية في الريش وتقع عادة خلف الرأس وأعلى العنق ونادراً ما تقع في الوجه. توجد لدى العوسق الأميركي وصقر تايتا والبومة القزمة والبيدق الذي يفرّخ في لبنان وهو نوع من الصقور يدعى لدى البعض بالشويهين. وتوجد الوجوه الكاذبة لدى الباز، والبومة الصغيرة التي تنتشر في كل الدول العربية. وتوجد لدى بعض أنواع نقّار الخشب والحبارى السوداء البطن والحبرو المسمى كوري والقبرة الدورية.

أما البومة الشرقية فلها عيون كاذبة في وجهها تحت العيون الأصلية. فهي تريد أن تظهر صاحية وعيناها مفتوحتان عندما تنام وتغلق عينيها، وذلك كي تتفادى أن يهاجمها حيوان مفترس.

لدى بعض أنواع صغار الطيور كالهازجة، التي تعيش في لبنان وبعض الدول العربية بين البيوت وبالقرب منها، رسم لوجه هرة على ظهرها. ولا يظهر هذا الوجه إلاّ خلال الطيران. فإذا ما هاجمته هرة منزلية فإنها ترتدع بمجرد أن يفرد جناحيه ليطير، حيث يظهر وجه الهرة المرسوم على ظهره فتظنه هرة أخرى. هذا المشهد ليس معروفاً لدى معظم الناس لأنّ الوجه الكاذب لدى الهازجة لا يُرى إلاّ في الفراخ التي يقلّ عمرها عن ثلاثة أشهر. ولعلّ الوسيلة الفضلى لرؤيته تصويره بكاميرا ذات سرعة عالية. هذا الوجه ذو العيون الواضحة لا يجد متسعاً من المكان له على قفا العنق أو خلف الرأس كما لدى معظم الطيور الأخرى التي لها وجوه كاذبة وذلك بسبب صغر حجمه الذي لا يتعدى الخمسة سنتمترات. لهذا السبب فإنّه يحتل الظهر وقسماً من الجناحين.

*اختصاصي في علم الطيور البرية