أطفال "أبو النوار" صامدون فوق أطلال مدرستهم المقدسية

القدس المحتلة

الأناضول

avata
الأناضول
01 مارس 2016
+ الخط -
يتلقى 25 طالباً شرق مدينة القدس، دروسهم اليومية منذ عدة أيام، في العراء وسط أجواء البرد الشديد، بعد أن حولت قوات الجيش الإسرائيلي، المدرسة الوحيدة في منطقتهم إلى مجرد "ركام"، بزعم بنائها بدون ترخيص.

وعلى أطلال مدرسة "أبو النوار" التابعة للحكومة الفلسطينية، التي شُيدت في 2015، بدعم من الحكومة الفرنسية آنذاك، يجلس الطلبة الفلسطينيون، على ما تبقى من مقاعد حديدية، في تحد للاحتلال الإسرائيلي.

الطفل أسامة الجهالين، الطالب في الصف الثاني الابتدائي، قال: "هدم الجيش الإسرائيلي مدرستنا، وتركنا في العراء، ولم يبق أي غرفة لنحصل على دروسنا فيها". ويأمل الطفل أسامة، أن ينهي دراسته، ويلتحق بالجامعة ليصبح معلماً ويدرّس أبناء منطقته.

وفي محاولة لحماية الأطفال من أجواء البرد، بدأ أهالي الطلبة بإنشاء غرف صفية من الخيام القماشية، وألواح الصفيح، على أطلال المدرسة.

وكانت جرافات عسكرية إسرائيلية قد هدمت مدرسة "أبو النوار"، السبت الماضي، وصادرت محتوياتها، بزعم أن البناء بدون ترخيص، وهي الوحيدة المقامة في منطقة تجمع أبو النوار، شرق مدينة القدس، الذي يقطنه سكان من البدو.

وكانت المدرسة مكونة من خمسة صفوف، ومرافق صحية، وهي عبارة عن كرفانات، قدمتها الوكالة الفرنسية للتنمية (حكومية)، العام الماضي.

اقرأ أيضاً: الخارجية الفلسطينية تشجب مساعي الاحتلال لترحيل بدو "أبو النوار"

من جانبها، تقول مديرة المدرسة أسماء شيحة: "يصر المعلمون على أداء عملهم، رغم الظروف القاسية التي تمر بها المدرسة، تحدياً للاحتلال الإسرائيلي، ودعماً لصمود السكان"، مضيفة أن "الطلبة يصرون على البقاء هنا، وعدم الانتقال لمدارس أخرى في بلدات مجاورة".

وتشير المديرة إلى بقايا المدرسة وتقول: "الوضع يتحدث عن نفسه، بالأصل كانت المدرسة قائمة بلا بنية تحتية، اليوم بتنا بلا شيء، نحاول نصب خيم تقينا البرد والشمس فقط".

وفي السياق، يقول داود الجهالين، الناطق باسم تجمع أبو النوار البدوي: "إسرائيل ترى المدرسة رمزاً لصمودنا، وبقائنا على هذه الأرض، إنها تريد ترحيلنا". ويضيف "يريدون (الإسرائيليون) لأطفالنا البقاء بلا تعليم، لكن نحن نصر على الصمود والبقاء، والتعليم، والمدرسة لن تزول حتى لو تم هدمها، سنعيدها من جديد".

ومنذ عام 1948، يسكن فلسطينيون في بادية القدس، بعد أن هجرتهم السلطات الإسرائيلية "قسراً"، من صحراء النقب، جنوب إسرائيل.

ويشير الجهالين إلى أن إسرائيل أخطرت سكان تجمع "أبو النوار" البدوي، مرات عدة بالرحيل عن المنطقة التي يقطنون فيها. ولفت إلى هدم السلطات الإسرائيلية مساكن التجمع على فترات متقاربة، كان آخرها الشهر الماضي، عندما هدمت خمسة مساكن، إضافة إلى مصادرتها لمركبات خاصة، وكرفانات مقدمة من الاتحاد الأوروبي.

ويحيط بتجمع "أبو النوار"، ثلاث مستوطنات إسرائيلية، هي "معالية أدوميم"، و"كيدار"، و"كيدار الجديدة". وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى ترحيل تجمع "أبو النوار"، وتجمعات بدوية أخرى شرق القدس، من أجل إقامة مشروع استيطاني يطلق عليه إسرائيليا (E1).

اقرأ أيضاً: إسرائيل تهدم مدرسة فلسطينية شرق القدس