استمع إلى الملخص
- أكدت السلطات أن المرضين وافدان من الدول المجاورة، حيث أظهرت الدراسات أن البعوض المحلي غير ناقل للملاريا، وتم اتخاذ إجراءات لمحاصرة المرضين، مثل تجهيز مراكز فحص طبية وإرسال فرق طبية إضافية.
- ساهمت تحركات نواب البرلمان والمجتمع المدني في تنبيه السلطات، مما أدى إلى إرسال الأدوية واللقاحات، واستقرار الأوضاع مع وصول الإصابات إلى الصفر.
بلغ إجمالي عدد الإصابات بكل من الملاريا والدفتيريا في الجزائر أكثر من ثلاثة آلاف إصابة، غالبيتهم من الوافدين الأفارقة، وفقاً لما كشفت عنه بيانات حكومية، الخميس، بشأن المرضين اللذين انتشرا في عدد من الولايات والبلدات الحدودية جنوبي البلاد، مع كل من شمالي النيجر ومالي منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال وزير الصحة الجزائري، عبد القادر سايحي، خلال إطلاق الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في منطقة المدية جنوبي الجزائر، الخميس، إن "عدد الإصابات بوبائي الملاريا والدفتيريا بلغ 3248 حالة إصابة تم استشفاء 2890 حالة منها، بينهم 2200 حالة من الأجانب الوافدين، جرى علاجهم من قبل المستشفيات والفرق الطبية التي جُندت في بلدات الجنوب".
ولم يكشف الوزير عن عدد الوفيات بالملاريا، كما لا يعرف ما إذا كان الفارق بين عدد الحالات المصابة، وتلك التي تم شفاؤها والتي تبلغ 358 حالة، يمثل فعلاً عدد الوفيات، خاصة في بلدة تيمياوين الحدودية التي تعد الأكثر تضرراً من المرض، إذ لم تصدر السلطات أية بيانات بهذا الشأن، وتعتقد السلطات الصحية، بحسب المسؤول الحكومي، أن الملاريا وافدة مع الأفارقة على غرار الدفتيريا، خاصة أن الهيئات الصحية الأممية تؤكد أن الجزائر خالية من الدفتيريا الذي جرى القضاء عليه منذ سنوات، بخلاف ما كان يعتقد من أن السبب مرتبط بظهور المستنقعات، نتيجة الأمطار التي تهاطلت في الفترة الأخيرة على البلدات الحدودية.
وتعزز السلطات الجزائرية هذا الاعتقاد، بكون أمطار مماثلة تهاطلت على مناطق عدة أخرى، وبرزت أيضاً مستنقعات مائية، جرى تجفيفها لاحقاً، دون أن يبرز أي وجود للملاريا أو أمراض أخرى، بل إن اللجنة الاستعلامية التي أوفدها البرلمان إلى المناطق التي شملتها الملاريا، أكدت فعلياً أنها وافدة إلى الجزائر من الدول المجاورة، ما دفع الهلال الأحمر الجزائري إلى تجهيز مراكز فحص طبية في نقاط العبور بين دول الجوار.
وأكد وزير الصحة الجزائري، أن "الدراسات البيولوجية التي جرت في الدول المجاورة، أكدت أن البعوض الموجود في المنطقة غير ناقل لمرض الملاريا، ما يعني أنه وافد، ما دفعنا إلى التحرك سريعاً لمحاصرته"، مضيفاً أنه "جرى التحكم في الوضع، حيث وصل المنحنى إلى صفر حالة إصابة في الوقت الحالي".
وكانت بلدات في الولايات الجنوبية، برج باجي مختار وعين صالح وتين زواتين، قد شهدت منذ 23 من سبتمبر/أيلول الماضي، انتشاراً مقلقاً لمرضي الملاريا والدفتيريا، ما تسبب في تسجيل عشرات الضحايا، ودفع نواباً في البرلمان الجزائري يمثلون هذه الولايات، إلى إطلاق تحذيرات إلى السلطات بشأن خطورة الوضع الصحي. وسارعت الحكومة الجزائرية منذ ظهور المرضين إلى إرسال فرق طبية إضافية إلى المنطقة، وإطلاق حملات تلقيح شملت طلاب المدارس، بالإضافة إلى رسال كميات كبيرة من الأدوية الخاصة بداء الملاريا واللقاحات إلى هذه المناطق في ولايات إن قزام وبرج باجي مختار وتمنراست أقصى جنوبي الجزائر.
وقال بوجمعة آغ عبدي، من سكان عين قزام جنوبي البلاد، لـ"العربي الجديد": إن "الأوضاع بدأت تستقر بشكل أفضل من الفترة الماضية التي سجلت عدداً كبيراً من الإصابات والوفيات بمرض الملاريا، خاصة بعد الاهتمام والتدابير المهمة التي اتخذتها السلطات الصحية"، مضيفاً أن "تحرك نواب البرلمان الممثلين لمناطق الجنوب وقوى المجتمع المدني، ساعد منذ البداية في تنبيه السلطات إلى خطورة الوضع، ودفعها إلى إرسال فرق طبية وأدوية ولقاحات ومعدات لازمة، وهذا ساعد في الإحاطة بالمصابين ومحاصرة انتشار المرض".