ليس كلّ ما يطير طائراً. فالخفاش من الحيوانات الثديية لكنّه يطير. كذلك تطير الحشرات. لكنّ للخفاش أجنحة جلدية وللحشرات أجنحة غشائية، أما الطيور فلها ريش يكسو أجسامها وأجنحتها. كذلك، ليست كلّ الطيور قادرة على الطيران حتى لو كانت أجسامها مكسوة بالريش. فالنعام لا يستطيع الطيران بسبب ثقل جسمه الذي قد يصل إلى 100- 120 كيلوغراماً، وصغر جناحيه نسبياً، لذا فهو يعدو بسرعة تعوضه عن الطيران، فتصل سرعته إلى 70 كلم في الساعة. كذلك، لا يطير طائر الإيمو الأسترالي وطائر الكيوي النيوزلندي وطائر الكسوري الإندونيسي وطائر الرية الأميركي الجنوبي.
يقال إنّ الطيور تعرف بمناقيرها، لكنّ المنقار موجود لدى السلاحف والحيوان الثديي الأسترالي بلاتيبوس (خلد الماء) أيضاً. والبعض يقول إنّ الطيور تختلف عن غيرها من الحيوانات بأنّ لها ميزة وضع البيض، لكنّ الأفاعي والسحالي والسلاحف تضع البيض أيضاً. حتى البلاتيبوس، وهو حيوان لبون يضع بيضاً، فهو يرضع صغاره من الحليب الذي يفرزه جلده وينساب على شعر جسمه.
في النتيجة، القول إنّ الطائر هو ذلك الكائن الذي يطير وله منقار ويضع البيض غير صائب، لأنّ الطائر معروف بأنّه ذلك المخلوق الذي يكسوه الريش. إذاً، ما هي مقومات الريش وما الذي يساعد الطائر على الطيران؟ الريشة قلم أجوف على جوانبها شعيرات متماسكة بعضها مع بعض، والريش خفيف الوزن للغاية ويساعد على حمل الطائر في الهواء. هنالك أمور أخرى تساعد الطائر على الطيران، مثل أكياس الهواء على جانبي العنق وبين الترقوتين، وعلى جانبي أعلى الصدر وأسفل الصدر والبطن. أما عظام الطائر فمجوفة وهي بدورها تمتلئ بالهواء لكي تخفف من وزن الطائر. وللصدر عضلتان قويتان، إحداهما داخلية لرفع الأجنحة والأخرى خارجية وأكبر من الأولى، بل أقوى، ويستخدمها الطائر لتخفيض الأجنحة أو لضرب أجنحته بالهواء فيرتفع مع هذه الضربات، وهاتان العضلتان الصدريتان تسميان باللهجات العامية السفائن. ومما يساعد الطيور على الطيران أيضاً أنّها لا تملك آذاناً خارجية أو أعضاء بولية تناسلية خارجية تعيق طيرانها وتمنع انسيابها بسلاسة في الهواء، كما ليس لها مثانة بولية أو فراخ تنمو في بطنها فتثقل وزنها. بل على العكس، فالطيور تتخلص من فضلاتها قبل أن تبدأ الطيران. أما عند الطيران فنجد أنّ عيونها لا تتضرر من الهواء الذي يضرب بها. وما ذلك إلّا لأنّ للطيور جفناً ثالثاً يتحرك بالعرض وهو في الوقت نفسه نصف شفاف، أي أنّ الجفن الثالث يسمح للطائر برؤية طريقه كي لا يصطدم بأيّ شيء أو لكي يرى عدوه ويهرب منه من دون أن تصاب عيناه بتقرحات يسببها له الهواء.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
اقــرأ أيضاً
يقال إنّ الطيور تعرف بمناقيرها، لكنّ المنقار موجود لدى السلاحف والحيوان الثديي الأسترالي بلاتيبوس (خلد الماء) أيضاً. والبعض يقول إنّ الطيور تختلف عن غيرها من الحيوانات بأنّ لها ميزة وضع البيض، لكنّ الأفاعي والسحالي والسلاحف تضع البيض أيضاً. حتى البلاتيبوس، وهو حيوان لبون يضع بيضاً، فهو يرضع صغاره من الحليب الذي يفرزه جلده وينساب على شعر جسمه.
في النتيجة، القول إنّ الطائر هو ذلك الكائن الذي يطير وله منقار ويضع البيض غير صائب، لأنّ الطائر معروف بأنّه ذلك المخلوق الذي يكسوه الريش. إذاً، ما هي مقومات الريش وما الذي يساعد الطائر على الطيران؟ الريشة قلم أجوف على جوانبها شعيرات متماسكة بعضها مع بعض، والريش خفيف الوزن للغاية ويساعد على حمل الطائر في الهواء. هنالك أمور أخرى تساعد الطائر على الطيران، مثل أكياس الهواء على جانبي العنق وبين الترقوتين، وعلى جانبي أعلى الصدر وأسفل الصدر والبطن. أما عظام الطائر فمجوفة وهي بدورها تمتلئ بالهواء لكي تخفف من وزن الطائر. وللصدر عضلتان قويتان، إحداهما داخلية لرفع الأجنحة والأخرى خارجية وأكبر من الأولى، بل أقوى، ويستخدمها الطائر لتخفيض الأجنحة أو لضرب أجنحته بالهواء فيرتفع مع هذه الضربات، وهاتان العضلتان الصدريتان تسميان باللهجات العامية السفائن. ومما يساعد الطيور على الطيران أيضاً أنّها لا تملك آذاناً خارجية أو أعضاء بولية تناسلية خارجية تعيق طيرانها وتمنع انسيابها بسلاسة في الهواء، كما ليس لها مثانة بولية أو فراخ تنمو في بطنها فتثقل وزنها. بل على العكس، فالطيور تتخلص من فضلاتها قبل أن تبدأ الطيران. أما عند الطيران فنجد أنّ عيونها لا تتضرر من الهواء الذي يضرب بها. وما ذلك إلّا لأنّ للطيور جفناً ثالثاً يتحرك بالعرض وهو في الوقت نفسه نصف شفاف، أي أنّ الجفن الثالث يسمح للطائر برؤية طريقه كي لا يصطدم بأيّ شيء أو لكي يرى عدوه ويهرب منه من دون أن تصاب عيناه بتقرحات يسببها له الهواء.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة