أيتام غزة يندّدون باستمرار الحصار الإسرائيلي

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
14 يناير 2016
+ الخط -


بدت علامات القهر الممزوجة بالحزن واضحة على وجه الطفل الفلسطيني علاء الغول، أثناء مشاركته بوقفة احتجاجية نظمها أهالي الأيتام والشهداء وأصحاب الاحتياجات الخاصة، اليوم الخميس، أمام مقر السفارة المصرية المغلقة في مدينة غزة.

ويشتكي الغول (13 عاما) من عدم مقدرة والدته على توفير احتياجاته في مختلف شؤون الحياة، وذلك بعدما جمد بنك فلسطين المحدود، الحساب البنكي الذي كان يتلقى من خلاله مساعدة مالية، تمكن والدته من تلبية احتياجاته، برفقة أخوته الخمسة الأيتام عقب وفاة والدهم منذ قرابة التسع سنوات.

وطالب الأطفال المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، برفع الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة، منذ نحو عقد مضى، ورفع القيود المفروضة على البنوك العاملة في غزة بما يسمح بإيصال المساعدات المالية الخارجية لهم دون تأخير أو معوقات.

ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات تؤكد على مطالبهم، مثل "إغلاق المعابر يساهم في قتل مئات المرضى"، "أيتام غزة تحت الحصار"، "المحتل قتل الآباء والحصار قتل الأبناء"، "أنا يتيم فأين حقوقي"، مطالبين في الوقت ذاته السلطات المصرية بفتح معبر رفح، الذي يعد المنفذ البري الوحيد الذي يربط القطاع مع العالم الخارجي.

ويتساءل الطفل فارس السقا، بكلمات متقطعة ممزوجة بالقهر "لماذا يحاربنا العالم في لقمة عيشنا الوحيدة"، مضيفا لـ"العربي الجديد" "الحصار الإسرائيلي هو الذي قتل أمي عندما مرضت، ولم تستطع أن تحصل على العلاج المطلوب، وبعدما رفض الاحتلال السماح لها بالسفر للخارج".

أم محمود عوض قالت لـ"العربي الجديد"، إنه "يجب على البنوك الفلسطينية أن تساهم في تخفيف المعاناة عن سكان غزة المحاصرين من الجهات كافة، لا أن تساهم في تضييق الخناق عليهم تحت ذرائع واهية"، مطالبة بإبعاد الخلافات السياسية عن القضايا الإنسانية والمجتمعية.

وأعربت أم محمود التي تعيل ثلاثة أطفال أيتام، عن خشيتها من استمرار الحصار المالي على غزة، الأمر الذي سيمنعها من توفير احتياجات أطفالها، مبينة أن المساعدة المالية التي تتقاضاها من إحدى الجمعيات على فترات متقطعة لا تكاد تكفي لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الحياتية المتعددة.

أما المتحدثة باسم أهالي الأيتام والشهداء، الحاجة أم عماد، فأوضحت خلال كلمتها على هامش الوقفة الاحتجاجية، أن الحصار الإسرائيلي هو المسبب الأساسي بالمعاناة التي يعيشها أطفال غزة، وتحديدا الأيتام منهم، مناشدة بنك فلسطين بإعادة فتح الحسابات المصرفية المغلقة دون قيود أو شروط مسبقة.

وأوقف بنك فلسطين المحدود منذ عدة أشهر الحسابات المصرفية المخصصة لاستلام المساعدات المالية التي تصل لأهالي الأيتام والشهداء وأصحاب الاحتياجات الخاصة كالجرحى والمعوقين، دون أسباب تذكر.

وكانت إدارة بنك فلسطين قد أقدمت على خطوة مماثلة مطلع عام 2014، الأمر الذي واجهته عائلات الأيتام والشهداء وأصحاب الاحتياجات الخاصة بسلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، أمام فروع البنك في غزة أجبرت البنك على التراجع عن قراره وإعادة فتح تلك الحسابات.






اقرأ أيضا:23 ألف يتيم فلسطيني بلا كفالة بقرار إسرائيلي
دلالات
المساهمون