"الأرض بين أيدينا".. معرض لاختراعات أطفال غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
09 يونيو 2015
+ الخط -

تقف الناشطة شيماء صقر بين مجموعة من أطفال نادي العلوم في مركز القطان للطفل في غزة، لتعليمهم على جهاز "الطباخ الشمسي" الذي يحوّل حرارة الشمس إلى مصدر طاقة، يمكن استخدامه كبديل عن الطاقة الكهربائية العادية.

الجهاز المؤلف من لوح مقعر كبير (نصف دائري) والمغلف بالسلوفان (وهي مادة فلزية)، يتم تسليط الضوء البرتقالي "القريب من لون الشمس" عليه، فيعكس حرارة يتم استغلالها وتحويلها عبر الطباخ إلى طاقة. وتم تطبيق الفكرة في قطاع غزة على أرض الواقع عبر ألواح كبيرة تستخدم لتوفير "الطاقة البديلة" للتغلب على أزمة الكهرباء التي يعيشها القطاع المحاصر.

إلى جوار الطباخ الشمسي، تم عرض عدد من الأجهزة التي جسدت العلوم والنظريات العلمية على هيئة ألعاب ومجسمات لتعليم الأطفال بشكل عملي النظريات العلمية، ضمن المعرض التفاعلي الذي نظمه مركز القطان للطفل بعنوان "الأرض بين أيدينا"، بالتعاون مع المعهد الفرنسي في غزة.

الأختان جودي وجنى ضياء زادة، وقفتا أمام جهاز آخر لعرض سبل حماية المستهلك من خلال إظهار التفاصيل الخاصة بالمواشي، عن طريق شريحة يتم وضعها على الماشية للتعرف على حالتها عن طريق جهاز "RFID" الخاص بموجات الراديو، إضافة إلى معرفة سلامة الماشية ومدى صلاحيتها، كما شرحتا لـ"العربي الجديد".

في الزاوية المقابلة، وقفت المنشطة ابتهال الناطور أمام مجسمات أخرى للتعريف بنوعية الصخور "البركانية، الصخرية، الترسبية"، من خلال وضع عدة عينات من الصخور في قالب يفصل كل عينة عن الأخرى، ويقوم المستخدم بالإشارة إلى أي من تلك الصخور عبر أصبع نحاسي، ليخبره الجهاز بنوعية الصخرة من بين الأصناف الثلاثة.

أما الطفل سامر شبات (13 عاماً)، فوقف أمام جهاز لشرح طبقات الأرض، يشرح كيفية تشكل الجبال والسهول والوديان، ويقول إنّ تجمع طبقات الأرض يؤدي إلى ظهور الجبال، كما يساهم تباعدها في حدوث الوديان والانخفاضات في مستوى الأرض.



وتوضح منسقة العلاقات العامة في مركز القطان للطفل، لانا مطر، أن المعرض الذي ينظم بالشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي، يأتي لتعليم الأطفال على الأساليب العملية لتعلم المفاهيم العلمية، ما يساعدهم على البحث والاستكشاف.

وتبين في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن الأنشطة تساهم في دفع الأطفال من سن 10 حتى 15 عاما، نحو تجربة التفاعلات المرتبطة بالأرض والبيئة، مشيرةً إلى أن الأطفال يعيشون تجربة علمية مدروسة، وأنهم تلقوا التدريبات التي تساعدهم من خلال أنشطة العلوم التي تلقوها ضمن فعاليات المخيم الصيفي "صدف".

بدورها، تشير مديرة مركز القطان للطفل، نهاية أبونحلة، إلى أهمية التجارب العلمية في صقل مواهب الأطفال، خاصة مع تحويل العلوم النظرية إلى نظريات وأجسام ملموسة، وتقول: "نحفز لدى الأطفال حب المعرفة والاكتشاف عبر سلسلة من الأنشطة".

أما القنصل الفرنسي "هيرفي ماغرو"، فيوضح أن المعرض جاء نتيجة ثمرة تعاون بين المركز الثقافي الفرنسي ومركز القطان، من أجل دعم التجارب العلمية، موضحاً أن "الصعوبات التي يمر بها قطاع غزة لم تمنع من استمرار التقدم في هذا المجال".

ويشير ماغرو إلى أن "المعرض المسافر" جاب عدة مناطق، منها القاهرة، ورام الله، والخليل، ويحاول ترسيخ فكرة التنمية المستدامة، موضحاً أن التجارب العلمية هامة جداً للأطفال، ويقول: "فرنسا تقف إلى جانب المجتمع المدني ومساعدة الجمهور للانفتاح على العالم، وقطاع غزة أولوية في عملنا".

المساهمون