توارد الأفكار بين دماغين حقيقة علمية

04 ديسمبر 2014
عام 1882 ظهر مصطلح التخاطر (أولي سكارف/Getty)
+ الخط -
كثير من قصص الخيال العلمي، وأشرطته السينمائية، تتناول توارد الخواطر بين دماغين. وكان لهذه الفكرة الخلابة موقع مميز لدى الإنسان على مرّ العصور. وربما ظهرت في كثير من الأحيان مهن قائمة على الاحتيال. وفي معظم الحالات، كانت تصنف فكرة الاتصال عن بعد، من دون أيّة وسيلة اتصال سوى الموجات الدماغية، في خانة السحر والروحانيات والأفعال الخارقة للطبيعة البشرية. وكانت دائماً من الأمور التي لا يتقبلها العقل العلمي التجريبي.

لكن، وفي عام 1882، وضع الأكاديمي الإنكليزي، فريدريك مايرز، مصطلح التخاطر. وعرّفه بأنّه اتصال فكري بين دماغ ودماغ آخر، أو عدة أدمغة أخرى من دون واسطة الحواس الخمس.

ومنذ ذلك الحين، تأسست الكثير من الدراسات والتجارب، التي خاض فيها عالم النفس النمساوي الشهير، سيغموند فرويد. كما ازدادت أكثر في فترة الحرب الباردة، بين القوتين العظميين، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وتسابقهما على الفتوحات العلمية في شتى المجالات.

واليوم، يعود العلماء الأميركيون بالذات إلى التجارب. ويشير موقع "بيغ ثينك" إلى تجربة أخيرة قام بها علماء من جامعة واشنطن في سياتل. وتمكن مهندسو الكومبيوتر في الجامعة من الربط بين دماغين، ليتعاونا في لعبة فيديو، وذلك باستخدام أدوات تعمل على تحويل الموجات الدماغية، إلى رسائل إلكترونية مشفرة.

وارتدى مرسل المعلومات خوذة سميت "إي إي جي" التقطت إشارات كهربائية صادرة من قشرته الدماغية، بينما كان يفكر في تحريك يديه أو رجليه. هذه الإشارات أرسلت عبر الإنترنت إلى كومبيوتر، ترجمها إلى ارتجاجات تمّ تسليمها إلى دماغ المتلقي، الذي كان يستخدم خوذة مزودة بمغناطيس. وفهم من خلالها المتلقي مباشرة أنّ عليه إطلاق صاروخ في اللعبة. وهي الترجمة الفعلية لها.

وتعتبر هذه التجربة الثانية من نوعها أخيراً، بعد تجربة في مدينة برشلونة الإسبانية. وفيها انتقلت كلمات قصيرة بين دماغين لشخصين يعيشان في قارتين.

وبينما يمكن لتوارد الخواطر أن يغير المجتمع فعلياً، وبطرق غير متوقعة، فإنّ التكنولوجيا ما زالت في بدايتها. فلا العواطف، أو الأفكار، تواصلت بعد. كما أنّ الوتيرة، التي يعمل خلالها الدماغ في نقل المعلومات، ما زالت محدودة. فبإمكان الشخص أن يرسل بضع "بتات" في الدقيقة مرتدياً خوذة "إي إي جي"، بينما يتطلب إرسال لغة محكية من دماغ إلى آخر 3 آلاف بت في الدقيقة، على أقلّ تقدير.
دلالات
المساهمون