150 جنيهاً تعرفة ركوب التاكسي النهري من "ممشى أهل مصر"

09 مايو 2022
التاكسي النهري في مصر (فيسبوك)
+ الخط -

تباينت ردود الأفعال في مصر حول أسعار ركوب "التاكسي النهري"، فبينما أكدت وسائل إعلام موالية للنظام أن "حالة من البهجة عمت بعد تشغيله، وفرح المواطنون باستقلاله" من "ممشى أهل مصر"، على كورنيش النيل في العاصمة القاهرة، استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمر بالسخرية والانتقادات.

وكشف عدد من النشطاء أن التاكسي النهري عبارة عن "زورق" يتبع شركة مملوكة للجيش المصري، ولا يتسع سوى لـ15 فرداً بحد أقصى، وتقتصر رحلته على الدوران حول جزيرة الزمالك لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة، في مقابل تذكرة بسعر 150 جنيهاً (8 دولارات)، و75 جنيهاً للأطفال.
ويقع "ممشى أهل مصر" إدارياً في حي شبرا الشعبي، ما يثير تعليقات ساخرة يطلقها المصريون على أماكن التنزه والمطاعم التي يضمها، والتي لا تناسب إلا الأغنياء.
وافتتح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في 18 مارس/آذار الماضي، الممشى الجديد الذي تسبب في تشريد عشرات من أصحاب المراكب، التي كانت تنظم رحلات نيلية للبسطاء، وفوجئ الأهالي بمنعهم من دخول نصف مساحته تقريباً بحجة تخصيصها للمطاعم، ووضع بوابات إلكترونية لمنع المارة.
ويمثل الممشى مرحلة أولى من مشروع تنفذه الحكومة منذ سبتمبر/أيلول 2019، وتتهم بسببه بحجب نهر النيل عن المارة، من مدينة حلوان جنوباً وحتى القناطر الخيرية شمالاً، بطول 40 كيلومتراً، ويهدف إلى تحويل كورنيش النيل إلى تجمعات تجارية ومطاعم مؤجرة لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، بدلاً من تنزه المواطنين بالمجان كما كان الحال طوال عقود.

وبدا واضحاً أن الممشى مخصص لميسوري الحال، وليس للمواطنين البسطاء كما تدعي الحكومة، إذ يضم ثلاثة كراجات تتسع لـ150 سيارة مقابل رسم يبلغ 100 جنيه عن السيارة الواحدة، فضلاً عن وضع أغلب المطاعم حداً أدنى للطلبات، لتعويض التكلفة المرتفعة لمصاريف التشغل والإيجار الشهري البالغ 150 ألف جنيه (8 آلاف دولار) في المتوسط.
وأقيم "ممشى أهل مصر" على مساحات واسعة جرى ردمها من نهر النيل، تحت إشراف إدارة المهندسين العسكريين، وذلك بالمخالفة للدستور الذي ألزم الدولة بـ"حماية نهر النيل، وحق كل مواطن في التمتع به، وحظر التعدي على حرمه، أو الإضرار بالبيئة النهرية".

المساهمون