14 ألف أسير فلسطيني يواجهون الموت في السجون الإسرائيلية

18 أكتوبر 2024
أسيران أخلى الاحتلال سراحهما بعد تعذيبهما، قطاع غزة، أغسطس 2024 (دعاء الباز/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حذّر قدورة فارس من الخطر الذي يهدد حياة 14 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بسبب التعذيب والإهمال الطبي، حيث تُمنع المنظمات الدولية من الزيارة، مما أدى إلى وفاة أكثر من ثلاثة أسرى شهرياً.

- منذ بدء العمليات العسكرية في غزة، اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، واستخدمت الأسرى كدروع بشرية، مما أدى إلى تدهور صحتهم وظهور علامات تعذيب.

- ينتقد فارس صمت المجتمع الدولي، حيث يوجد 3500 معتقل إداري و290 طفلاً في السجون، مشيراً إلى اعتقال البعض لمجرد التعبير عن آرائهم.

حذّر رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس من الخطر المحدق بحياة 14 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية باختلافها، وذلك من جرّاء التعذيب والإهمال الطبي. جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول معه في مكتبه بمدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة، في وقت تواصل إسرائيل التنكيل بالأسرى وفقاً لشهادات متتالية من محرَّرين ظهرت على أجسادهم الهزيلة آثار تعذيب.

ومنذ بدء حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، راحت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية تتناول موضوع تردّي الأوضاع في السجون الإسرائيلية ولا سيّما في "سدي تيمان" سيّئ السمعة. وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، منذ بدء عملياتها البرية في قطاع غزة، في الـ27 من الشهر نفسه، آلاف المدنيين الفلسطينيين، من بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.

وفي الأشهر الماضية، أطلق الاحتلال سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من القطاع، على دفعات متباعدة، معظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية فيما حملت أجسامهم علامات تعذيب وإهمال طبي.

إسرائيل تقتل أكثر من ثلاثة أسرى شهرياً

يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إنّ "وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية كارثي وغير مسبوق، إذ تُرتكب بحقّهم سلسلة جرائم على مدار الدقيقة والساعة، تبدأ بجريمة الإخفاء القسري لأسرى قطاع غزة، وبإخفاء قسري نسبي لأسرى الضفة الغربية". ويشير فارس إلى أنّ إسرائيل منعت المنظمات الدولية والحقوقية من زيارة سجونها للاطلاع على واقع الأسرى الفلسطينيين.

وفي ما يتعلق بأصناف التنكيل التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، يوضح فارس أنّهم "يتعرّضون للضرب المبرح والاعتداءات الجسيمة، الأمر الذي أدّى إلى ارتقاء عشرات الشهداء منهم، وفقاً للأسماء التي أُعلن عنها ونعرف أصحابها".

ويذكر المسؤول الفلسطيني أنّ "أكثر من ثلاثة أسرى يُقتلون شهرياً، وهذا لم يحدث في التاريخ ولا يحدث في أيّ سجن في العالم". يضيف أنّ "ارتفاع عدد الوفيات يدلّ على أنّ ثمّة قتلاً متعمّداً"، مشيراً إلى أنّ "الأسرى يعانون من إعياء وتوتّر وقلق، مع عدم توفّر ملابس نظيفة، ونقص في مواد التنظيف، وتقليص كميات المياه والاستحمام من جرّاء اكتظاظ السجون". ويحذّر فارس، هنا، من "انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى، الأمر الذي يراه بعض الناس أمراً بسيطاً. لكنّ هذه الأمراض في الواقع خطرة، وقد تضرب أعضاء حيوية في جسد الأسير".

ويلخّص فارس الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ المعتقلين الفلسطينيين بالقول إنّ إسرائيل "تشرع في قتل جماعي لـ 14 ألف أسير فلسطيني". ويعيد سبب ذلك إلى أنّ "الضرب المبرح والمتواصل والتقييد والتنكيل والإهمال الطبي سوف تقود حتماً إلى الوفاة، فالقتل في السجون الإسرائيلية ناتج عن سببَين اثنَين الإهمال الطبي والاعتداءات الوحشية".

وبشأن الاستهتار الإسرائيلي بالمجتمع الدولي، يقول فارس إنّ تل أبيب "لم تعد مهتمة بإخفاء أيّ معطى من المعطيات، والعالم شاهَد صور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهو يقتحم السجن فجراً وسط تنكيل بالأسرى". ويتابع أنّ "هذا يدلّ على أنّ مؤسسات إسرائيل متورّطة في الجرائم الكبرى بحقّ الأسرى، بدءاً من المستوى السياسي مروراً بالأجهزة الأمنية والعسكرية ثمّ الجهاز القضائي الذي بات يعلم علم اليقين ولديه معطيات تفيد بأنّ ثمّة جرائم وانتهاكات للقانون الإسرائيلي، من دون أن يكبح ذلك جماح الدولة".

وفي التاسع من أكتوبر الجاري، بثّ بن غفير على موقع إكس تسجيلاً لزيارته إلى سجن عوفر، يظهر فيه تعامل الجنود الإسرائيليين القاسي مع الأسرى الفلسطينيين، بزعم أنّهم من "قوات النخبة" التابعة لحركة حماس، الأمر الذي تسبّب في موجة استياء واسعة النطاق.

3500 معتقل في السجون الإسرائيلية من دون تهم

وفي انتقاد لصمت المجتمع الدولي، يحذّر فارس من أنّ ذلك "يشجّع إسرائيل على المضي قدماً في انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين". ويشير إلى أنّ "1500 أسير حُكم عليهم بالسجن خمس سنوات وأكثر، و3500 معتقل إداري (من دون تهمة)، و290 طفلاً". ومن هنا يشدّد على أنّ "هذا يعني وجوب أن يكون باقي الأسرى أحراراً، انطلاقاً من أنّهم لا يمثّلون خطراً على دولة الاحتلال. لكنّ إسرائيل تعتقل وتلفّق التهم، من قبيل كتابة تعليق ورأي على مواقع التواصل الاجتماعي".

وبشأن أسرى قطاع غزة، يقول فارس إنّ "الذين تمكّنا من زيارتهم اعتُقلوا عند الحواجز العسكرية خلال عمليات النزوح، ومنهم من اعتُقل منذ عشرة شهور وتعرّض للضرب والتنكيل من دون أن يطرح عليه المحققون أيّ سؤال". ويرى فارس أنّ الأسرى الفلسطينيين "يتعرّضون لحرب انتقامية، ونحن لا نعرف عدد الذين اعتُقلوا بصفتهم مقاتلين. ربّما اعتُقل أشخاص وجرى قتلهم، وهذا من ضمن سياسة الاختفاء القسري".

إلى جانب ذلك، يتّهم فارس إسرائيل بـ"استخدام أسرى فلسطينيين دروعاً بشرية، تمهيداً لقتلهم فتُدفَن قصصهم معهم"، واصفاً الخطوة بأنّها "عمل غير أخلاقي من الدرجة الأولى". ويلفت إلى أنّ "إسرائيل التي تدّعي الديمقراطية تستند إلى نصوص دينية تعود إلى ما قبل خمسة آلاف سنة من أجل تشريع قتل الفلسطينيين"، مشدّداً على أنّ "لا حدود لكراهيتهم (الإسرائيليين) وحقدهم".

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الأسرى الفلسطينيين، منذ السابع من أكتوبر 2023، تجاوز 11 ألفاً و300 فلسطيني من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وفقاً للمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، فيما تغيب أرقام دقيقة حول الأسرى من قطاع غزة بسبب التعتيم الإسرائيلي.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون